أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد زهدي شاهين - العقد الاجتماعي الفلسطيني ضرورة ملحة














المزيد.....

العقد الاجتماعي الفلسطيني ضرورة ملحة


محمد زهدي شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 5 - 23:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


محمد زهدي شاهين - القدس المحتلة


العقد الاجتماعي هو نظرية تدعو الى قبول الأفراد بشكل صريح أو ضمني؛ للخضوع لسلطة أو لحكومة تنظم أمورهم، وتحمي حقوقهم مقابل تخليهم وتنازلهم عن بعض حرياتهم.
إن حياة البشر بحريتهم الطبيعية وعلى سجيتهم دون الامتثال لجسم ناظم لهم يحمي حقوقهم ستكون حرية لا حدود لها. فظهرت هذه النظرية إذن لحاجة الناس لجسم ينظم أمورهم، يتم من خلالها الخضوع لسلطة الحاكم بعد الاتفاق على العقد المبرم كالدستور مثلا، وبطبيعة الحال يستمد العقد الاجتماعي شرعيته من مدى الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه .
في حالتنا الفلسطينية أمسى الوضع بحاجة ماسة الى صياغة عقد اجتماعي بأسرع وقت ممكن، والأدلة والبراهين على حاجتنا لعقد اجتماعي كثيرة ومتعددة. ومن أهم القضايا التي يجب أن يتطرق اليها العقد الاجتماعي الفلسطيني هو الاتفاق على صياغة وتبني مشروع وطني موحد، يتبناه أي فائز بالإنتخابات التشريعية المقبلة بغض النظر عن الإنتماء السياسي، وبطبيعة الحال تتبناه منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
هذا الأمر لا يعني فقداننا لمشروع وطني بالوقت الحالي، بل المقصود التوصل لمخرج من حالة الانقسام والترهل، مما يعني ترتيب البيت الفلسطيني، وتقوية الجبهة الداخلية من خلال وعبر الاتفاق على قواسم مشتركة يجمع عليها الكل الفلسطيني.
أولى خطوات العقد الاجتماعي الفلسطيني هو نبذ الرهبنة السياسية عند كافة الفصائل دون استثناء، ويأتي ذلك من خلال وعبر صناديق الاقتراع الداخلي للفصائل والاحزاب. أمّا الخطوة الثانية في هذا العقد فهو الاتفاق على مشروع وطني موحد، يخرجنا من الدائرة المفرغة التي نعيش، والذي سينقذنا من حالة التدني لتطلعاتنا التي تنحدر يوما بعد يوم، وتعود بنا الى أوج الحيوية والنشاط والتفاعل الجماهيري، وزرع الأمل وبذور الثقة فيما بيننا من جديد.
يكون ذلك من خلال وضمن طرح عدة مشاريع وطنية. كل فصيل فلسطيني يقوم بصياغة مشروع معين، تخضع جميعها لاستفتاء يشارك فيه كافة أبناء الشعب الفلسطيني أينما كان مكان تواجدهم في أصقاع هذه المعمورة. المشروع الذي يحوز على ثقة الفلسطينيين يتم تبنيه مباشرة.
قد نختلف بالآراء والتوجهات، لكن يجب أن يكون ذلك ضمن دائرة الوحدة فذلك لا ضير فيه. وقد يكون المشروع الذي سيجمع عليه الفلسطينيون هو مشروع التحرر الأول من نهرها الى بحرها، فذلك وارد جدا في ظل هذا التغول.
الوطنية الفلسطينية ليست حكرا على أحد أو على أي فصيل. إن حركة فتح حركة وطنية جامعة تعبر عن الحالة الوطنية الفلسطينية بمدى التزامها بالمشروع الوطني، وهي بكل تأكيد بمثابة تربة خصبة للتميز والإبداع، وهي أيضا تمثل المرونة الوطنية لواقعيتها السياسية، ولعدم تبنيها آيديولوجيا فكرية أو عقائدية معينة، فهي تراعي كافة شرائح المجتمع وتطلعاته. لهذا فحركة فتح بمقدورها وباستطاعتها صياغة مشروع وطني فلسطيني ضمن العقد الاجتماعي الجديد الذي يحوز على ثقة غالبية أبناء الشعب الفلسطيني، بما فيها فصائل العمل الوطني دون مبالغة في ذلك الأمر، يتم من خلاله مراعاة الوضع القائم، فلديها الكثير من المفكرين أو خزانات التفكير هذا أوّلا، ومن العوامل الأخرى التي ستؤدي إلى وضع حركة فتح في طليعة تمثيل العمل الوطني بزخم جماهيري أوسع هو فشل تطبيق الحكم الإسلامي من قبل الحركات التي تتبنى توجهات وآيديولوجيا دينية في العالم العربي والإسلامي خاصة في قطاع غزة، إذ تم وضع الإسلام من قبل كل فصيل في قالب فكري خاص، فتم تطبيق فكر الحزب أو الفصيل لا تطبيق الإسلام. ومن العوامل الاخرى أيضا ضعف المد الجماهيري لليسار الفلسطيني الذي قام بنقل الأفكار الغربيةأ وتبناها دون موائمتها مع ثقافة شعبنا الفلسطيني العربية والإسلامية.
ولا بد لي من التطرق هنا إلى مواطن القوة من أجل تمتين جبهتنا الداخلية، فإن القوة لأي كيان تنقسم الى قسمين، القسم الأوّل والأهمّ هي القوّة الناعمة، وهي ثقافة المجتمع وترابطه اجتماعيا، وسياسيا. ولتحقيق هذا الشرط لا بد من العمل على إحياء مصطلح القدوة الحسنة من قبل الجميع، ونسب نجاح أي عمل مؤسساتي للمؤسسة ككل لا لشخص معين، ونبذ الاستقطاب الفصائلي الذي أثر سلبا على هويتنا الوطنية، وتقديم خطاب فكري واعٍ للجماهير، ووأد حالة تراشق الاتهامات والتخوين، وكل ما تمّ ذكره يلعب الإعلام دورا بارزا في عملية نضجه. لن أسترسل هنا كثيرا فأي عمل صغر أو كبر يجب أن يكون تحت المظلة الأخلاقية لدوره المهم في تحقيق القوة الناعمة.
في حال تم ّالاستفتاء على مشروع وطني ضمن العقد الاجتماعي الجديد، وجب احترام قرار الشعب المحتكم اليه. وفي حال تحقق الشرط الأوّل وتم الوصول الى القوة الناعمة سهل تحقيق الشرط الثاني من أقسام القوة، وهي القوة الرادعة، وهي استثمار القوة العسكرية للفصائل الفلسطينية ضمن سلاح شرعي واحد لحماية المشروع الوطني المتفق عليه.
إن العقد الاجتماعي الفلسطيني إذا ما تمّ الوصول اليه، سيكون بمثابة سفينة النجاة لنا مما نحن فيه، وورقة رابحة جدا في معركتنا الحالية.



#محمد_زهدي_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادات الإنسان المتعددة
- قبلة الوداع الأخير
- اسرائيل وسياسة فرض الأمر الواقع
- الحركة الوطنية الفلسطينية والمشروع السياسي الموحد
- خريف العمر
- التنمية السياسية وأزماتها في الساحة الفلسطينية
- الأولوية للقلم والثقافة
- الطبقات الإنسانية
- النباهة والبلاهة وثقافة الاستحمار
- الإسلام في مواجهة الإرهاب من كل حدب وصوب


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يكشف عن تأثير انقطاع خدمة -ستارلينك- على قوا ...
- ممثل إسباني يرتدي الكوفية الفلسطينية في حفل توزيع جوائز إيمي ...
- مصر.. اكتشاف ورشة أثرية لصهر النحاس في جنوب سيناء
- ما الذي ينتظره الشارع العربي والإسلامي من قمة الدوحة بعد اله ...
- سيث روجن يحصد أول جائزة إيمي وجين سمارت تتوج للمرة الرابعة ف ...
- -غزة الحرة-.. أول حركة تضامنية تسيّر سفنا دولية لكسر الحصار ...
- ترامب يشارك منشورا من تيك توك يدعوه لتقييد المؤسسات الإخباري ...
- محمد عرفان علي أول رئيس مسلم لجمهورية غويانا
- -فلسطين فازت- بطواف إسبانيا بعدما تسبب متظاهرون بإلغاء مرحلت ...
- هل تنجح تجربة الحواسيب المحمولة القابلة للترقية؟


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد زهدي شاهين - العقد الاجتماعي الفلسطيني ضرورة ملحة