أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسراء عبوشي - قصة الأطفال زغرودة ودماء واستهتار الأهل














المزيد.....

قصة الأطفال زغرودة ودماء واستهتار الأهل


إسراء عبوشي

الحوار المتمدن-العدد: 6750 - 2020 / 12 / 2 - 00:38
المحور: الادب والفن
    


ل
صدرت قصّة الأطفال "زغرودة ودماء" للأديب المقدسيّ جميل السلحوت قبل أيّام قليلة عن دار إلياحور في أبوديس- القدس.
في ثماني صفحات وجّه الأديب المقدسي " جميل السلحوت" رسالة قيمة للكبار قبل الصغار، عالج ظاهرة خطيرة وصلت إلى بيوتنا وهددت أبناءنا، مراعيا طبيعة الأطفال الخاصة التي تقتضي أن نوجة لهم رسائل تربوية ضمنية بمهارة عالية، تراعي قدراتهم العقلية، وتشوقهم للعصف الذهني، وتمرر قيما أخلاقية بعيدا عن المباشرة في التوجيه وإسداء النصائح.
الفكرة الأساسية التي تدور حولها القصة تتمحور حول إطلاق المفرقعات في المناسبات السعيدة، الشخصيات والأحداث والأماكن تتوافق مع فكرة القصة، فهي حدث بسيط يحدث غالبا وانتشر في مجتمعنا، وسبب الكثير من الخسائر.
تبدأ القصة بفرحة غامرة تغمر الأمّ بسبب نجاح ابنها " زيد" بمعدل خمس وخمسين في الثانوية العامة، يتوالى السرد الشيق لتطلب الأمّ من ابنها الآخر رائد ابن السبعة أعوام أن يخرج ويطلق المفرقعات ابتهاجا بنجاح شقيقه" زيد"، لتتحول الفرحة إلى حزن، عندما انفجرت المفرقعات بيد زيد، ممّا سبّب بتر ثلاثة أصابع له.
يثير الكاتب عاطفة القارئ حين يسأل " رائد" أمّه في المستشفى: هل ستنبت لي أصابع جديدة ، بدل التي طيّرتها المفرقعات؟
إنها صفعة موجهة للأمّ، حيث يُقدّم الكاتب الأم بصورة غير ما عهدناها منه، هو يُقدّم شريحة من الأمّهات المستهترات، ونتيجة استهتارهن يقع المحظور، يبدأ القصة بكلمة " قفز رائد مذعورا" على صراخ أمّه المدوّي، وحاله أخرى للأمّ استوقفتني " كانت تلطم وجهها الذي شقّقته بأظافرها" هي صورة مفزعة للأمّ، إضاءة على أن عاطفة الأمّ وتعبيرها عن الفرح والحزن ودلال أبنائها دون وعي قد يضرّ بهم وبها، طبيعي أن تكون ردة فعل القارئ الطفل استهجان استخدام المفرقعات وسيعزف عنها، ويتذكر زيد عندما يرى موقفا مماثلا، وكذلك الآباء والأمّهات، ستتحرك مشاعرهم الحريصة على سلامة أبنائهم .
كان جديرا بالأمّ أن تُعلم أبناءها أن الفرح ليس بإطلاق الألعاب النّارية، والموقف السلبي الآخر الذي طرحه الكاتب مبالغتها بالفرح ومعدل إبنها " زيد" متدنّ جدا "خمس وخمسون" الأخوة قدوة لبعضهم البعض، عندما يحصل الأخ الأكبر على معدل خمس وخمسين وتعلو الزغاريد وتوزع الشكولاتة الفاخرة، ويُحتفل به سيتعلم خوته الصغار أن لا داعي للمثابرة والاجتهاد، وسيكتفون بالحد الأدنى للنجاح.
رسومات القصة مشوقة، تتحرك فيها الشخصيات، بألوان تعكس الزغرودة والدماء معا، ألوان فيها البهجة والفرح، ولا تخلو صفحة من قطرات الدّماء، صورة الغلاف طفل جميل يقف بعيون واسعة مصدوماًوهو ينظر إلى المفرقعات، لم تعد هاجسه ولا سبب متعته بعد الآن، يضع يده على خاصرته وكأنه يتحدى شغفه فيها، في الصور الداخلية ترى الدهشة، والسعادة والاحتفال، وتنتهي بألم ودموع.
لغة الرواية السهلة ومضمونها القيم وأسلوبها السلس، يُظهر قدرات الأديب ابن القدس، حيث يُذكّر الطفل بمدينة القدس في معظم رواياته الموجهة لهم، حبذا لو استمرت تلك الرسائل، ووجهت الطفل للتربية السليمة التي نحن بأمس الحاجة لها في هذا الوقت.
2 ديسمبر 2020



#إسراء_عبوشي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية المطلقة لجميل السلحوت تنصف المرأة
- كتاب-خلف العبيدي- وأدب السيرة
- رواية-كنان يتعرّف على مدينته- ونبض القلوب
- على ضفاف الأيام واللغة الشعرية
- رحلة القمر توثق حياة الشباب
- رواية الخاصرة الرخوة تحارب التطرف
- جنون
- ضحكة طفل
- رواية-لنّوش- وبناء الانسان من بداياته


المزيد.....




- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسراء عبوشي - قصة الأطفال زغرودة ودماء واستهتار الأهل