أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسراء عبوشي - رواية الخاصرة الرخوة تحارب التطرف














المزيد.....

رواية الخاصرة الرخوة تحارب التطرف


إسراء عبوشي

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


صدرت رواية "الخاصرة الرّخوة" للأديب المقدسي جميل السلحوت أواخر العام 2019 عن مكتبة كل شيء في حيفا، وتقع الرّواية في 260 صفحة من الحجم المتوسّط.
الكاتب يستمر في محاربة الجهل ، وكأنه أخذ على عاتقه خوض هذه الحرب، التي من شأنها أن تُغير المجتمع ، وتساعد في رُقيه وتقدمة.
كانت البداية منذ رواياته الأولى في سداسيّته "درب الآلام الفلسطيني " ظلام النهار، جنة الجحيم، هوان النعيم، برد الصيف، العسف ورولا" والتي أظهرت العادات والتقاليد البالية ، وبعد ذلك في روايتيه "زمن وضحة" و "رواية عذارى في وجه العاصفة" حيث قدم الكاتب جميل السلحوت معاناة المرأة في مجتمع قاصر النظر جاهل الفكر، رغم ما تواجهه المرأة من آثار الحرب ، أمّا أبرز مؤلفاته التي حاربت الجهل فهي" ثقافة الهبل وتقديس الجهل" الذي شمل صور الجهل المنتشرة في المجتمع في شتى المجالات، وأشكاله صور تصادفنا يوميا، وفي " الخاصرة الرخوة" يظهر مواقف التطرف الديني، الذي يعود بالويلات على الزوجة، على عكس ما نادى إليه ديننا العظيم، بإعطائها حقوقها في اختيار الزوج والتعليم وحرية الرأي، و احترام الزوج لها، وقد كان آخر ما اوصى به الرسول صلى الله عليه و سلم وهو على فراش الموت: "أوصيكم بالنساء خيرا"، وكذلك نهى ديننا عن البخل.
الرواية صرخة ضد تهميش المرأة، والعقلية الذكورية، وادّعاء التديّن ، فتح الكاتب الأبواب الموصدة وطرح العلاقات والتداخل والإشكاليات التي لم تجد طريقها للحسم في واقعنا.
أظهرت الرواية ثلاث إشكاليات، حرية المرأة في تحديد مصيرها، من حيث تعليمها ، اختيار شريك حياتها، بناء بيتها، ومشاركة الزوج، وتعامل زوجها معها ككيان لها رغباتها وهواياتها ونظرتها للأمور، لا طاعته طاعة عمياء.
الإشكالية الثانية " التديّن" الذي لا يعبر عن روح الإسلام، كبطل الرواية " اسامة" حيث كان يتعامل مع زوجته " جمانة" من خلال خطاب تهجمي يبتعد عن روح الشريعة التي بعث بها صلى الله عليه وسلم.
الإشكالية الثالثة" عفة المرأة وشرفها " تتزوج صابرين وتنجب بعد ستة أشهر من زواجها، ومن جهة أخرى تتطلق عائشة ابنة الخمسة عشر ربيعا، بعد أن تعيش مع زوجها ثلاثة أشهر الذي طعن بشرفها، وبعد سنوات ومن زواجها الثاني أثناء مخاضها يكشف الطبيب لأهلها وزوجها عذريتها، جهل علمي يضاف للجهل الديني والإنساني والأخلاقي.
تطرح الرواية سؤال: هل العفة والخيانة والدين تُحدد حسب سلوك الإنسان على التحكم بإظهار ما يريد أن يراه المجتمع فقط؟
بالنهاية تطلق صابرين الفتاة التي مارست علاقة غير شرعية قبل الزواج، ومع ذلك فإنّ والدة أسامة تقترحها زوجة لأبنها أسامة المتطرف بتديّنه، هذه النهاية طعنة في الخاصرة الرخوة لمجتمع مزيف بمعتقداته وبتدينه وبشرفه .
ومن الناحية العاطفية ، لم تُحب " جمانة " أسامة منذ اللحظة الأولى، الحب لا يأتي بعد الزواج، هناك قبول بالآخر تعايش عِشرة ، لكن إن لم يطرق الحب القلب عند أول نظرة فلن يأتي أبدا، لم تتبع " جمانة " عواطفها، مع أنها متعلمة وابنة رجل عصامي يجتهد من أجل بناته الخمسة، أفنى حياته كلها في تربيتهن والحرص على تعليمهن.
لم تدق "جمانة" الجدار، وانجرفت نحو التيار، ولم ترَ شواهد تشجعها على الاستمرار، لكنها استمرت، الآف الفتيات كجمانة يلاحقهنَ شبح العنوسة ، وبحجة العريس المناسب ماديَا، وتحت ذريعة النصيب تكمل حياتها، وعندما تختنق تماما ترفع الراية البيضاء، وقد جرفت لنصيبها نصيب ابن لا يملك عائلة متكاملة، ولا يعيش بكنف والدية.
جمانة وعائشة وصابرين، ثلاث مطلقات مع ثلاثة أبناء ، الحياة غير السوية منذ أول ليلة، تبنى عليها حيوات، والجهل يتغذى على ثقافة المجتمع، ينمو ويكبر وينجب أجيال، أعود للنهاية مرة آخري، الكاتب جعل تلك النهاية الساخرة ،عقابا لاستمرار الجهل .
تُظهر الرواية حاجة المجتمع بأن يمسك العصا من الوسط، فالتطرف في النظرة للأمور: الدينية والأخلاقية وبنية المجتمع هو الجهل بعينه.
28-12-2019



#إسراء_عبوشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنون
- ضحكة طفل
- رواية-لنّوش- وبناء الانسان من بداياته


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسراء عبوشي - رواية الخاصرة الرخوة تحارب التطرف