أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - حكايتنا مع المعارضة جعلتنا نبكي على أيام النظام!














المزيد.....

حكايتنا مع المعارضة جعلتنا نبكي على أيام النظام!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 6748 - 2020 / 11 / 30 - 19:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هل فعلاً الأنظمة السيئة المستبدة تنتج معارضة أسوأ منها أو على شاكلتها، كما في الحالة السورية.. بقناعتي أن الإجابة على السؤال السابق وخاصةً بعد تجاربنا المريرة ولمدار تسع سنوات مع المعارضة الحالية وبالأخص بعد ما رأينا منها في المناطق الكردية والانتهاكات والجرائم التي تهوي -ولا نقول ترتقي، كون هذه الأفعال القذرة لا تليق بها الارتقاء، بل النزول والانحدار- إلى مستوى جرائم حرب وجينوسايد، ستكون أغلب الإجابات ب”نعم” ورغم صوابية الإجابة في الكثير من معطياتها وحيثياتها، إلا إنها ليست الإجابة الحقيقية والدقيقة بقناعتي، بل هي نوع من التعمية والتمييع للإجابة الحقيقية والتي تتعلق بثقافة المجتمع التي أنتجت هذه الأنظمة ومعارضاتها وبالتالي ومن وجهة نظري، فإن الإجابة الصحيحة والأدق هي في البحث عن الموروث السوسيوثقافي المنتج لهذه الأيديولوجيات -نظام ومعارضة- بحيث تكون الواحدة أسوأ من الأخرى ولذلك ولمعالجة أزماتنا السياسية ليس لنا إلا أن نعمل مراجعة نقدية لذاك الموروث الثقافي الذي أنتج كل هذا الخراب في ثقافتنا والذي ينعكس مجتمعياً في النزاعات والحروب القبلية القرووسطية والطائفية الدينية.

للأسف شعوبنا ما زالت أسيرة الماضي وموروثها الثقافي وقد تكشف ذلك بوضوح من خلال التجربة السورية في أزمتها الأخيرة حيث جاءت المعارضة أسوأ من النظام السوري وبقناعتي لو تركت الأمور للانتخابات بالوضع الحالي للمعارضة والنظام ومن دون تعديلات دستورية ديمقراطية تؤتي بقيادة وطنية تدير البلاد وفق المبادئ الدستورية الجديدة والتي نأمل أن تحقق العدالة الاجتماعية لكل مكونات سوريا، فإن النظام ورغم قباحته سيفوز في الانتخابات، كون المعارضة قدمت نموذجاً أسوأ لأنها من نفس المنبت الأيديولوجي الثقافي وتحاول أن تكون البديل بطريقة أكثر بدائيةً وتوحشاً نتيجة قلة الخبرة والتجربة وهي بذلك تشبه حكاية الأمير والوزير اللص حيث يحكى بأن أميراً قد كشف خيانة وزير خزانته وهو يسرقه، فأمر الحراس باعتقاله وربطه عند مجرى نهر بجوانبه الكثير من البرك والمستنقعات والتي تكثر فيها البعوض ووضع على رأس الوزير حارساً، فعندما حل المساء ووجد الحارس بأن الكثير من البعوض تموضعت فوق وجه الوزير وبأن لا أحد سواهما لينقل ما يحدث للأمير، جاء ليبعد بعضها عنه وهو بذلك يحسب إنه سوف يخفف من بعض الآلام من لسعات ذاك البعوض.

لكن المفاجأة بأن الوزير نهاه عن فعله ذاك، فما كان إلا أن أمتثل لإرادة الوزير وهو الذي كان يريد أن يغامر ربما برأسه لفعلته تلك وهكذا بقي كل منهما ساكناً في مكانه ومجلسه وعندما حل الصباح طلب الأمير أن يؤتى بالحارس، فحضر بين يديه وهو يرتجف أن يكون الخبر وصل إلى الأمير بأنه تجرأ لابعاد البعوض عن الوزير ولذلك وعندما سأله الأمير أن يحكي كل ما جرى بينه وبين الوزير وأن لا يكذب في أي تفصيل، فإنه ذكر الحادثة وهو يحلف أن لا يعيدها مرة أخرى، فحينها أرسله مع بعض الحراس ليجلبوا الوزير المعاقب وعندما حضر هذا الأخير بين يدي أميره سأله الأمير وبنوع من الاستغراب؛ “لما رفضت أن يبعد الحرس ذاك البعوض وأنت تعاني من كل تلك اللسعات”، فجاء جواب الوزير صاعقاً وذلك حينما قال: “سيدي لو أبعد البعوض الذي أمتص كفايته من دمي، لجاء بعوضٌ جديد يمتص دماً جديداً”! وصلت الفكرة للأمير؛ بأن وزيره القديم قد سرق الكفاية وإبعاده والاتيان بوزير جديد سوف يسرق ما تبقى وعندها طلب من الحراس فك قيوده وأمره أن يذهب ليستلم منصبه مرة أخرى.

وهكذا كان الأمر معنا مع كل من النظام والمعارضة حيث جاءت الأخيرة لتمارس الأسوأ وللأسف بحيث بات أحدنا يبكي على أيام النظام وبالتالي ولمعالجة الموضوع والأزمة علينا معالجة الجوانب الفكرية والثقافية في قيمنا الأخلاقية السوسيوثقافية بحيث نبدأ الحلول من الجذور وذلك من خلال ثورة ثقافية تنويرية على غرار التجربة الأوربية ولكن هذه تحتاج لسنوات وعقود بالتأكيد ولذلك يمكن مرحلياً التوافق على صيغة تشاركية توافقية تجعل من كل مكونات سوريا القومية والدينية والمذهبية والسياسية شركاء حقيقيين دون وصاية طرف على آخر وبذلك نضع السكة على الطريق الصحيح كما يقال، أما استبدال طرف بآخر سوف يعيد إنتاج الأنظمة المستبدة -أو “السرقة” في الحكاية المذكورة- وربما بطريقة اسوأ، كما حالنا مع المعارضة الإخوانية اليوم والتي فاقت بكثير جرائم النظام وسرقاته، كون هذا الأخير ونتيجة سنوات طويلة بات مشبعاً بعض الشيء، بينما هؤلاء سوف يمارسون الأسوأ والأكثر من النهب والقمع والتوحش وذلك لفقر سياسي ومادي -وذلك كما حال الأمير والوزير- وهو ما نشاهده فعلياً مع لصوصها في المناطق الخاضعة للائتلاف وتركيا ولذلك لا بديل مرحلياً من حكومة توافقية تحقق العدالة الاجتماعية لكل مكونات سوريا حيث دون ذلك لن نشهد في الأفق أي حل سياسي حقيقي.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تجعلوا منا كلاباً.. وإلا سيكون نصيباً فقط العظام!
- شنكال.. الكرد ما زال يدخلون حروب القبيلة
- أردوغان فجأة يتذكر الديمقراطية والقانون
- أردوغان “أكبر فيروس يهدد العالم”!
- الترجمة.. حاجة إنسانية وضرورة معرفية حضارية.
- أزمتنا؛ إننا نريد أن نبقى في الماضي
- شنكال والصراع البارزاني الآبوجي
- المرجعية الكردية ضرورة وطنية كردستانية
- تركيا وفوبيا الكردستاني!
- تركيا و”مئة مشكلة”!
- الجيل الجديد يستحق إهتماماً أفضل
- الكردي المهزوم داخلياً!
- أردوغان والركوب على ظهورنا!
- تركيا والتهديد الأخير لمناطق الإدارة الذاتية
- أكاذيب تركيا لا تنطلي إلا على الحمقى
- كرد (سوريا) إلى أين؟
- غياب حزبي الوحدة والتقدمي لا يعني أن المرجعية لا تمثل شعبنا ...
- الصراعات والتحالفات الكردية
- البدايات والانشقاقات.. نظرة سريعة
- حكاية زواج فتاة كردية من شاب سوداني والشرف الكردي


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - حكايتنا مع المعارضة جعلتنا نبكي على أيام النظام!