أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد التجاني - شبح الاستحضار اللاجئين العسكريين














المزيد.....

شبح الاستحضار اللاجئين العسكريين


أحمد التجاني
قانوني legalest

(Altigani Grandson)


الحوار المتمدن-العدد: 6747 - 2020 / 11 / 29 - 03:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن عودة النزاع المسلح في اقليم تغراي بين القوات الفيدرالية الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تغراي واحتمالية اشتعال جبهات داخلية أخرى بديناميات تبدو أكثر استدامة منذرة بنزاعات طويلة الأجل وعلى نطاق واسع قد يشمل الدول المتورطة مع تلك الكيانات المسلحة والمنخرطة في تضارب في المصالح ونزاعات حدودية وهذا ما ينطبق بمثالية على أربعة دول على الأقل ذات حدود مشتركة مع كل دولة تشهد نزاعا داخليا .
منذ تجلي الحقبة الاستعمارية أثبتت المآسي والزمن أن نسبية تفجر الأزمات بين المكونات الداخلية ونظم الحكم المركزي في كيان الدول الإفريقية أمر وشيك في أي وقت وهو نابع من فتيل مشتعل تخمده معاهدات هشة قابلة للإلغاء وليس لديها القدرة التماسكية لتغطية تلك الفجوات الغائرة في بنية هذه الدول .
فالحركات المسلحة المنبثقة من أقليات عرقية وجماعات ايدلوجية مختلطة تختزل افتراضات ايدلوجية جاهزة وجذور تعصب ذات قالب تصنيفي مورس عليه التهميش أو مارس هو بدوره الامتياز المطلق على غيره وهو كذلك ليس بحاجة لآليات استنبات جديدة للحشد وسط الحاضنة الاجتماعية داخل تلك العرقيات والاثنيات .
لم تستفد تلك الدول من السلام المؤقت والهدن الطويلة لإصلاحات جوهرية بل زاد التهميش والحصار وزادت سياسات الهيمنة وفي المقابل انطوت تلك الكيانات الداخلية على نفسها واصبحت أكثر استجابة لعقد التحالفات الخارجية وأكثر قابلية للانفجار .
في ظل هذه التجاذبات نجد دوما أن المدنيين العزل هم ذلك الوقود المحترق والخاسر الأكبر بين الجميع ، فهنالك ما يقارب الخمسة ملايين نسمة بإقليم تغراي هم مهددون في ظل هذه النزاع بالتهجير والقتل والإبادة وعشرات الآلاف بمنطقة الصحراء الغربية ذات الطبيعة القاحلة والحدود المتأزمة مهددون بالنزوح والتهجير وتضييق الخناق عليهم في التنقلات والمرعى والصيد وهيا النشاط الوحيد الذي يقتاتون عليه
إن اندلاع أي نزاع مسلح هو مأساة مضافة لأوضاع معيشية خانقة تعيشها أصلا تلك الأقليات .
في الدورة الثالثة والسبعون لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة لسنة 2018-2019 في البند 136 الباب الخامس المعني بعمليات السلام أشار الأمين العام أن توسع النزاعات وزيادة القابلية لجبهات أخرى بعدم الاستقرار يجعل من الميزانية البرامجية لعميات حفظ السلام ودعم المعاهدات التي ترعاها الأمم المتحدة قاصرة لحد كبير .
ان توسع النزاعات الداخلية وتطورها لحروب أهلية ومن ثم لنزاعات دولية محدثة توتر اقليمي هو خطر معقد جدا ، فشرق افريقيا والقرن الإفريقي هو جرح لم تلتئم واذا عاد للنزيف فسنكون في عقود من المأساة .

ولكن ليس هذا الأسوأ
وفقا لبيانات معتمدية اللاجئين بوزارة الداخلية السودانية فإن ما يقارب من الأربعة آلاف لاجئ من اقليم تغراي يعبرون للسودان يوميا من بينهم جرحى ومصابين ولا يمكن التفريق بين اللاجئين العسكريين والمدنيين من الجنسين ، وفي احتمالات متصاعدة بأن يصل العدد إلى مئتين وخمسون ألف لاجئ هذا العدد اضافة لما ينيف عن مئة وسبعة وستين ألف لاجئ ومقدم طلب لجوء موجودين بالفعل بشرق السودان وفقا لبيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة المنشورة بموقعها ، صحيح أن مع قلة الموارد فقط قامت حكومة السودان بدعم من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتخصيص عدة مراكز ايواء خارج المدن السودانية إلا أن هذا في الحقيقة لا يزيح خطر استقطاب أولئك اللاجئين من خلفيات عسكرية في النزاعات السودانية الداخلية في اقليم متوتر بالفعل وشهد أحداث دامية في الشهور السابقة ودعوات انفصالية قمعتها حكومة الخرطوم المركزية تارة واحتوتها بحوار تفاوضي تارة أخرى .
في دراسة تحليلية قام بها مشروع مسح الأسلحة عرض جون يونج ، المجموعات المسلحة استعراض وتحليلات منشور بتشرين الثاني 2007 فإن هنالك عشرات الفصائل والمجموعات المسلحة وهي مزيج بين سودانية وارترية واثيوبية مما يعقد الأمر لدرجة مخيفة وهي تنشط بالفعل بشرق السودان وذات اتصال وثيق بمجموعات مسلحة سودانية ، الحركة الديمقراطية الوطنية الأمهرية والحركة الديمقراطية لتحرير تغراي والجبهة الديموقراطية الإرترية والجبهة السالمية وهي نشطة جدا وبها العديد من مكونات سكان اقليم شرق السودان وحزب تحرير شعب غامبيال وجبهة التحرير الارترية والجبهة الوطنية لتحرير اوغادين اضافة الى أن هنالك عديد من الفصائل السودانية المسلحة لم تنضم لاتفاقية مسار الشمال الموقع عليها بالسادس والعشرين من يناير 2020 وما تلاه من مفاوضات لعشر أشهر حتى تم حسم جميع الملفات والتوقيع عليها بالحادي والثلاثين من اغسطس المنصرم
ان المساحات الشاسعة والتضاريس السهلية والجبلية والأحراش لشرق السودان احتضنت لعشرات السنين تعقيداتها الداخلية وتعقيدات الدول المحيطة بها والتي لا يمكن حلها بمسار واحد مطلقا ، وفي ظل وجود كل هذه التكتلات تنشط عمليات بيع الأسلحة وتهريبها والتجارة بالبشر تحت غطاء تضاريسي وسياسي وأمني بالغ التقلب والهشاشة ، منذرا بحرب مطاردة وكر وفر قابلة للتوسع بنطاقات أعمق هذه المرة .
وهنا يمكن تصور ما سينبثق عن هذه النزاعات ودواماتها المرتبطة بموروث قمعي وتهميش على مدى عقود وتفجر أزمة انسانية من النزوح والقتلى واللاجئين قد تخرج عن السيطرة .


0



#أحمد_التجاني (هاشتاغ)       Altigani_Grandson#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأن سلوكنا أيضا رسالة
- استقطابات الأحرار: اهتمام بالأطر أم تبادل للمصالح و تأسيس لل ...
- رسالة دورية تائهة
- حيزوم حصان الملاك
- نحن الأشرار


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد التجاني - شبح الاستحضار اللاجئين العسكريين