أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم الجوهرى - البطل الشعبي مشوها: محمد رمضان وتيار الاستلاب والإمارات














المزيد.....

البطل الشعبي مشوها: محمد رمضان وتيار الاستلاب والإمارات


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 6740 - 2020 / 11 / 22 - 20:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظللت طوال الفترة الماضية وموضوع "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية، أحذر وأقول إن "مستودع الهوية" العربي والمصري يختزن الضغوط التي تمارس عليه، وسينفجر مرتدا بالقوة ذاتها في لحظة ما.
فُتحت الأبواب ليوسف زيدان منذ نهاية عام 2015م؛ مختلقا الأكاذيب حول انتماء مدينة القدس العربي، وتاريخ المسجد الأقصى بها، ومزايدا على الفلسطينيين، ومهاجما صلاح الدين الأيوبي، والبطل أحمد عرابي.
وتواكب معه ظهور سعد الدين إبراهيم مروجا لمشروع زياراته إلى "إسرائيل"، والحرية في التطبيع معهم، وكأن المرارة قد زالت من الحلوق.
وكذلك خرج مراد وهبة في نهاية عام 2019م؛ مروجا لفكرة الاحتلال والغزو الأجنبي للعرب لأنهم من وجهة نظره عاجزون عن صنع التقدم والحضارة، ومبررا لزياراته المتكررة إلى إسرائيل.
وكانت آخر من ركبت قطار الخيبة أماني فؤاد من الجيل الأصغر، تواكبا مع اتفاقية التطبيع المعروفة باسم اتفاية "إبراهيم" بين الإمارات و"إسرائيل"، حينما كتبت في مديح الصهاينة وتقدمهم، وفي إرهاب الفلسطينيين وخطورتهم على الدول العربية!
كل هذا، تقريبا خمس سنوات كاملة من محاولات غسيل المخ الجماعي، باستخدام وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة وكل محاولات تشكيل الرأي العام، واستقطاب النخب القابلة للاستقطاب..؛ سقط في صورة واحدة!!
سقط عندما حاولت دولة الإمارات العربية المتحدة استغلال أحد النماذج السينمائية المشوهة التي صُنعت فيما بعد ثورة 25يناير، لمحاولة تقديم "البطل الشعبي" الذي ارتبط بالثورة في صورة البلطجي، وأقصد الممثل محمد رمضان الذي رتبت له الإمارات الفخ جيدا على ما يبدو، حين تم تصويره في صورة جمعت بينه وبين مغني "إسرائيلي" هناك في الإمارات، مع تعليق منه يقول: "ربنا خلقنا واحد"...! سرعان ما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
حيث كان رد الفعل العاصف والغاضب هو ذلك المخزون الكامن في "مستودع الهوية" المصري والعربي الذي كنت أتحدث عنه طيلة الفترة الماضية، حيث رد عليه المصريون في رد فعل انتشر كالنار في الهشيم وضاعت معه كل محاولات تيار الاستلاب في خمس سنوات في لحظة (يوسف زيدان ومن تبعه).
إذ وضع البعض صورة الأسرى الصهاينة بعد حرب عام 1973م وقالوا هكذا يجب أن يتم التصوير مع "الإسرائيليين"، وبعضهم استعاد مواقف محمد رمضان المتكررة طوال الفترة اماضية، في محاولة لتشويه صورة "البطل الشعبي" الذي ارتبط بالثورة المصرية في عام 2011م، وسخر البعض من التسمية التي أطلقها على نفسه "نمبر وان"، والكثير من الناس تحدثوا بذكاء فطري عن هدف الإمارات من الأمر، ومحاولة استقطاب وإغواء شخصية صُنع له شعبية مفتعلة لتنتقل بحطاب الاستلاب للصهيونية والخضوع لها، إلى المستوى الشعبي، بعدما ظنت أنها أسست له "ظهيرا ثقافيا"!
بيت القصيد هنا، وليت البعض يتعظون، أنه حينما تتحرك عكس "مستودع هوية" الشعوب والتزاماته بحجة التنوير أو التقدمية أو العقلانية، أو توظيف أي حمولات ثقافية زائفة لتبرير الهزيمة والانسحاق أمام الآخر "والاستلاب له"، و"الانسلاخ عن الذات".. يكون رد الفعل كامن ومؤجل وأن "الحاضنة الشعبية" تمتص محاولات سحقها لحين من الزمن، لكنها تنتفض بشدة وقوة عند أول فرصة مناسبة للتعبير عن نفسها.
وهنا أعود للحديث عن "صفقة القرن" وفشل ترامب في البقاء حاكما لأمريكا فترة ثانية، "صفقة القرن" كانت قنبلة موقتة في وجه العالم أجمع، لأنها أعلت من وجه الصهيونية العنصري والديني وكانت مؤشرا – وربما ما زال البعض يرى أنها كذلك – لأفول المرحلة الأوربية من التاريخ البشري، لكن رسالة "صفقة القرن" والمرحلة "الترامبية" الأبرز للعرب أن معادلة الحياة بهذا الشكل لن تفلح..
وأقصد أن توظيف "الإخوان المسلمين" ومن على أطرافهم في مرحلة ما، فيما بعد ظهور الموجة الأولى من الثورات العربية، ثم محاولة توظيف اليسار والليبرالية في مرحلة لاحقة وبدرجات متفاوتة، في ظل وجود أبنية "دولة ما بعد الاستقلال" عن الاحتلال الأجنبي في العالم العربي بقلبها العسكري، هذا الثالوث بتباديله وتوافيقه في حاجة لأن يتنحي قليلا للوراء، والبحث عن "مفصلية ثقافية" جديدة للحياة تعمل بمثابة رافعة للمستقبل، تنتج "التراكم الحضاري" المأمول لـ"التحديث" ونهضة الذات العربية.
خَلقُ التناقضات وتذكيتها في المجتمع العربي أصبح سريعا بدرجة تهدد حقيقة بالتمرد على المنظومة ككل وتشققها، الوجوه التي يتم تقديمها في المشهد العام هي وجوه قبيحة وانتهازية، تستفز الناس وتزيد الهوة بينهم وبين مؤسسات الدولة المصرية الحالية، لماذا الإصرار على إعادة إنتاج المعادلات نفسها التي أدت لخروج ثورة 25 يناير، لماذا الحرص توظيف محدودي القدرات ضعيفي الكاريزما والحضور الشخصي؟ الذين يفتقدون للمهارات المهنية والسمات الشخصية والقدرات الإدارية.
لماذا تراجعت مفاهيم "الأمن القومي" المصري وانسحبت لصالح حضور مفاهيم "الأمن السياسي"، لماذا نعجز عن "إدارة مواردنا الذاتية" الناعمة والخشنة، وفي أولها البشر؟ وبدلا من ذلك نخلق النتاقضات ونزيد الاستقطاب في بناء "التراتب الاجتماعي"، وتوزيع الخدمات والمنافع السيادية والأراضي و"الفرز حسب الولاء" لا "الفرز حسب الكفاءة"، ليصبح عندنا "تنخيبا زائفا" في معظم المؤسسات المصرية تعجز معه تلك المؤسسات عن الإدارة السليمة والفعالة لموارد البلاد داخليا وخارجيا!
مصر في حاجة لـ"مفصلية ثقافية" جديدة ترتبط بأحلام التغيير والثورة وتتصالح معها، وتستعيد الصلة مع "مستودع هويتها" وعلى رأسه القضة الفلسطينية، التي هي ناقوس الذات العربية ودرة "مستودع هويتها".



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن الشريف الانتهازي متحدثا عن رئيس العبور الجديدة
- الاستلاب للآخر وتسريبات هيلاري: لا الجمهوريون أصدقاء ولا الد ...
- مصر بين صفقة القرن وخطاب الاستلاب: محددات، ومتغيرات، وبدائل
- خطاب الاستلاب: بين الحرب بالوكالة والهيمنة بالوكالة
- الاستلاب السلطوي: القدس والمنسلخون عنها باسم السلطة
- الاستلاب العلماني: القدس والمنسلخون عنها باسم العقلانية
- الاستلاب الديني: القدس والمنسلخون عنها باسم الدين
- في تفسير الاستلاب للصهيونية: بين الدوافع الدينية والعلمانية ...
- من التطبيع إلى الاستلاب: صفقة القرن والخضوع لرواية الآخر الص ...
- علمانية السودان: استحقاقات ثورية أم ثورية مضادة!
- أماني فؤاد وخطاب الاستلاب: تهافت منطق الجزرة
- ورقة استشرافية: سردية كبرى بديلة لمصر لعبور المأزق الحضاري
- تفكيك الذات العربية: بين السلب الخشن والاستلاب الناعم
- اتفاقية إبراهيم والإمارات: خطاب الاستلاب من النخب إلى الدول
- سبتمبر 2020: استمرار تجاهل الجزار للمذكرة الرئاسية في العبور ...
- خطاب الاستلاب بين يوسف زيدان ومراد وهبة: مقاربة التحديث بين ...
- أزمة القوة الناعمة والخشنة لمصر في لبنان والسودان
- من الأرض مقابل السلام.. إلى السلام مقابل تجميد ضم المزيد أرض ...
- لبنان من استعادة الذات إلى استدعاء الآخر
- مصطفى الفقي وخطاب الاستلاب


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم الجوهرى - البطل الشعبي مشوها: محمد رمضان وتيار الاستلاب والإمارات