أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مها أحمد - أريد قنبلة نووية














المزيد.....

أريد قنبلة نووية


مها أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1609 - 2006 / 7 / 12 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين تحريم نابليون بونابرت ركوب الخيل على المصريين إثر حملته العسكرية الشهيرة على أرض الكنانة (التي وطئت فيها أحصنة جنوده حتى الأزهر الشريف), وطلب إسرائيل عبر أمريكا وفرنسا سحب صواريخ حزب الله نهائياً أو لمسافة تبعد أربعين كيلو متراً على الأقل عن ما يسمى الخط الأزرق مروراً بمحاولات أمريكا المستمرة لمنع إيران من حيازة أو التمكن من مفردات الطاقة النووية خيطُ متين وإن يكن غير محسوس مباشرة وخطة خبيثة لتحويل كل من ليس عالماً أول إلى كتلة فائضة وكمُ مهمل مجرد من أسباب القوة ممنوعُ عليه أن يتجاوز دوره كمصدر غني للموارد وسوقٍ واسع لتصريف المنتجات وكل محاولة للخروج عن هذا التعريف يجب أن تضرب بعنف وهو ما حصل مع تجربة محمد علي وبعده جمال عبد الناصر في مصر ولاحقاً تدمير ما اصطلح على تسميته النمور الآسيوية ومؤخراً الضغط الدبلوماسي والإعلامي والعسكري على إيران المشروع النووي.
إنها ليست مؤامرة وهمية تختبئ خلفها الشعوب والدول المقهورة كما قد يحلو لـ الليبراليين العرب الجدد من دعاة الانفتاح على الغرب الإدعاء, أولئك المحتفون دوماً بقيم "العالم الأول" الإنسانية البديعة والمتعبدون أمام طوطم الحرية والديمقراطية الغربية... لهؤلاء نقول نحن منفتحون رغماً عنا وعن أنوف آبائنا, منفتحون حدّ الاستباحة على فضائياتهم وأقمارهم الصناعية "التي تلتقط دبيب النملة" وقنابلهم الذكية وأمراضهم (التي هي حصيلة مختبرات مخابراتهم) , منفتحون إما بقوة الانبهار أو سطوة القوة وأبواب أوطاننا مشرعة على نظريات واستراتيجيات يفبركها الغرب مفترضاً فينا بلاهةً جاهزة لاستقبال أي شيء وتبني كل شيء طالما هو (Made in USA) إلى حد أن يخرج عليك أحد عرّابي العولمة (توماس فريدمان) ليقول أن كل دولة يفتتح فيها مطعم ماك-دونالدز فرعاً تصبح عصية على العنف مصانة من الحروب الأهلية!... يا للسماء, أية وصفة عجيبة للتسامح والتعايش تلك؟..
لكن ماذا عن انفتاحهم هم علينا؟..هم أيضاً جاهزون لاستقبال كل ما يمكن أن يضيف إلى رصيدهم المصرفي والمعرفي والإنساني مورداً جديداً واللعب صار على المكشوف: السجون مفتوحة على مصراعيها "للإرهابيين" و "المهاجرين غير الشرعيين" القادمين عبر ما يسمى قوارب الموت من الجنوب المستنزف الفقير والإقامة سوف تمنح (حسب قانون ساركوزي للهجرة الانتقائية في فرنسا مثلاً) لذوي المواهب والكفاءات فقط..
إذاً على الرحب والسعة في بلاد الغرب إذا كنتم من حملة الشهادات وذوي المهارات وخصوصاً أنّ دولكم لا تحتاجكم فلا خطط تنمية تستوعب تلك الإمكانات ولا مشاريع منتجة توظف الطاقات والموارد البشرية ولا من يحزنون... ورغم أن خسارة العرب (حسب منظمة العمل العربية) تبلغ مليار دولار سنوياً نتيجة هجرة العقول, هناك للآن من يضرب كفّاً بكفّ حائراً فاقد الحيلة أمام تفوق إسرائيل النوعي على العرب مجتمعين ويفوتهم أن ما تنفقه إسرائيل على البحث العلمي يقدر بثلاث أضعاف ما تنفقه الدول العربية وأن ميزانية كاليفورنيا وحدها للبحوث العلمية أكبر ما يرصده العرب من إجمالي دخلهم القومي للبحث العلمي.
مهندسون, أطباء, علماء, مفكرون تضيق بهم سبل الإبداع في دولهم الفقيرة فيحزمون عقولهم وكفاءاتهم ليستقروا في بلاد المهجر, ففي مصر وحدها هاجر في الخمسين سنة الأخيرة(450000)مواطن مصري من ذوي الشهادات العليا ومن إفريقيا هاجر (67000) عالم إلى الغرب بين عامي (1965 – 1985) بينما تدفع إفريقيا (4) مليار دولار للخبراء الأجانب لتعويض عقولها المهاجرة, والهند المصدّر الأول لخبراء هندسة الحاسوب إلى أمريكا تخسر (2) مليار دولار سنوياً بسبب هجرة (200000) خبير معلوماتية...
أما من يبقى في وطنه مُغمضاً عينية عن بريق المغريات المادية وأمجاد النجاح في الغرب فلن ينفتح في وجهه إلا أبواب الإحباط واللهاث وراء لقمة العيش أو التطرف بكل اتجاهاته ودرجاته وقد يغدو هدفاً سهلاً للموت انتحاراً (كما حدث لطالبة ثانوية عامة لم تنل المجموع المطلوب فتناولت سمّاً في طريق عودتها للمنزل وهي الحادثة الأشهر من مئات) أو اغتيالاً كما يحصل لعلماء العراق (182 أستاذاً جامعياً قتلوا في عام واحد و12% من الأطباء تخلو عن عملهم خوفاً من القتل) ...
وإذا كانت الهند و الباكستان ومؤخراً إيران اختارت أن تخوض تجربة الاستفادة من الطاقة النووية رغم حجيج الغرب واعتراضاته غير المجدية فما بال الدول العربية ببراميل نفطها الهائلة تترنح بين موقفين فهي إما الصلعاء التي تتباهى بشعر أختها (على أساس أن القنبلة النووية إسلامية) أو الصلعاء التي تغار من شعر أختها (بعض العرب يخافون القنبلة النووية الشيعية!..) ويبدو أنه لا أمل يرجى من العرب أكثر من ذلك ولذا أتوجه للفرس (على رأي وليد جنبلاط) بالقول: من فضلكم نريد قنبلة نووية.....



#مها_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين التعليم والتعليب: بوس الواوا
- الطعام مقابل السّلام
- ضبط الغوغاء.. أو قتلهم
- ساس .. يسوس
- مواطنو الدرجة الثانية في مؤسسة الزواج
- صناعة الرعب في أميركا الخائفة
- مجلس النوّام
- ماذا يريد وحيد القرن
- موسم الهجرة إلى الأسفل
- قمة الحضيض
- يا عزيزي كلنا منافقون
- موسم الهجرة لى الأسفل
- النساء قادمات
- عولمة المهانة و ثقافة المقاومة
- -اتصال الانفصال ووصل ما لا يتصل-
- مواطنو الدرجة الثانية في سوق العمل
- السلطان الأمريكي: الكذاب الأكبر
- المرأة كاملة الدسم
- السلام المفقود في ممالك الحب
- دفاعاً عن النفس


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مها أحمد - أريد قنبلة نووية