مها أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1503 - 2006 / 3 / 28 - 09:39
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
لم تحُل وفرة المذابح التي يعجّ بها العالم دون أن يقف اليابانيون بندم وخشوع أمام ضحايا مجزرة اقترفوها على مضض بعد أن تمّ تصفية مليون ونصف دجاجة اشتبه بإصابتها بعدوى أنفلونزا الطيور ،وبعد أن دفنت جثث القتيلات في مقابر جماعية احتشد جمع كبير من الناس ليقدم الاعتذار لأرواح الضحايا البريئة وأخذت الموسيقى تعزف ألحاناً كلاسيكية ،ثم وقف الحضور دقيقة صمت حداداً على الدجاجات وختم أحد المنظمين بالقول : (لا يمكن أن نعرف ما هي مشاعر الدجاجات حيال هذا الحادث المريع ، لكن على الإنسان أن يعبّر عن مشاعره ) !...
وباسم دجاج العالم كلّه وخراف الكرة الأرضية وكل من ينتظر دوره في صفّ الذبح الجماعي الممتد من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر (ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ،نقدم إلى اليابانيين امتناننا وتقديرنا العميق لرهافة مشاعرهم وحنوّهم على مخلوقات الله الأضعف ونتمنى عليهم أن يستفيدوا من قوة الين مقابل الدولار المتأرجح في الضغط على حليفتهم العظمى أمريكا علّها تحذو حذو اليابان في إظهار بعض الرحمة والاحترام لضحاياها في "مصارع الثيران " والبرق الساطع " و"عقرب الصحراء " وقبلها بسنوات "عاصفة الصحراء"
وغيرها الكثير الكثير من المذابح التي لم تكلّف أمريكا خاطرها عناء إحصاء أعداد البشر الذين قتلتهم في الأعراس والأسواق والحقول والبيوت بدل أن تتراكم في العراء ليخرج من جلودها ألف جلاد وألف زرقاوي يتصدّر عروض الذبح على الانترنت ..
إنه موسم هجرة الشمال إلى الجنوب بعولمة "التشبيح " والرياء والعنف والقرصنة عبر الجيوش و الشركات العابرة للقارات .
حقاً من المهم أن يعبّر الإنسان عن مشاعره ،على طريقة اليابانيين ، كأن يقول أحدهم :
"الحمد لله أن شارون لم يطلب حتّى الآن من محمود عبّاس أن يعتنق اليهودية كي يرحل هو عن خاصرة غزة ثمّ يجلس على ثدي الضفة " ..
إنه موسم الهجرة إلى الأسفل .
#مها_أحمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟