أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها أحمد - النساء قادمات














المزيد.....

النساء قادمات


مها أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1500 - 2006 / 3 / 25 - 09:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد الجدل العنيف الذي أثاره المفكر الياباني الأصل ،الأميركي الجنسية والهوى "فرانسيس فوكو ياما" في الأوساط الثقافية والسياسية إثر تبشيره لسنوات ب"نهاية التاريخ" وتراجعه في مقاله الأخير "كنت محافظاً جديداً وكنت مخطئاً " عن تبني معظم المقولات التي قام بطرحها والتي شكّلت المنطلق الفكري الذي بني عليه ما سمي النظام العالمي الجديد ، يروّج "فوكوياما" اليوم لنظريته الثورية عن "تذكير العنف "التي جلبت له عداء أنصار حركة المساواة بين المرأة والرجل .
النظرية تنسف معظم قوانين علم الاجتماع التي كرّسها المختصون لتفسير الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمعات البشرية وتتلخّص هذه النظرية بادّعاء وجود فوارق جينية بين الرجال والنساء وهذا يستدعي وجود فوارق نفسية وعقلية وعصبية بين مفردتي الجنس البشري : المرأة والرجل .
وبهذا الطرح يقدم "فوكوياما" قراءة جديدة للتاريخ تقو أساساً على الجنس أي التذكير والتأنيث ، مع أنه لا يلغي أثر التربية والقيم المكتسبة من الأسرة والمجتمع إلا أنه يؤكّد أن ( عالماً تقوده النساء سوف يتبع قيماً مختلفة وهو ما تتجه نحوه المجتمعات الصناعية ) ، وعليه يمكن القول أن مجتمعات القرن الواحد والعشرين ستصبح أقل عدائية وميلاً نحو العنف والمنافسة بمجرد حصول المرة على السلطة في هذه المجتمعات ، فالاختلافات بين الجنسين ،بحسب النظرية ، عائدة للأفكار والمعتقدات الموروثة لأن : ( المخ ليس لوحاً خالياً أملس ينتظر أن يملأ بمادة حضارية ، ولكنه عنصر نموذجي بدرجة عالية ، شكّلت مكوناته قبل الولادة ...) .
هكذا يبشر "فوكو ياما" بحتمية علم الأحياء ، وسيطرة البيولوجيا على سلوك الإنسان و نزعاته ، فالجينات هي القدر الذي يحدّد صفاتنا النفسية قبل أن نولد ، والمنظّر الأميركي لايقل عنصرية في طرحه هذا عن الغزاة الأوربيين الذين حاولوا تأكيد وجود فروق تشريحية بين الرجل الأبيض والهندي الأحمر وهو ما نفاه العلم تماماً عندما أعلن أن حجم المخ وتكوينه واحد عند سكان البلاد الأصليين والأوربيين إذا ما تناولا الطعام نفسه ..
وإسقاط نظرية "فوكو ياما" حول "تذكير العنف" لا يحتاج جهداً كبيراً وتكفي الإشارة إلى ارتفاع نسبة الإجرام في أوساط النساء وزيادة أعداد السجينات في جرائم بالغة الوحشية ، ( ماذا يقول "فوكو ياما" في النساء اللواتي قطعن أزواجهن بالساطور في مصر بأعداد كبيرة ؟ ) ، كما أن معظم النساء اللواتي تبوأن مراكز مرموقة في السلطة أو الحياة العامة لم يكن أحسن أداءً من الرجال إلا في كونهن نموذج سئ للقسوة والعدائية ، وكلنا يذكر كيف سحقت "مارغريت تاتشر" معارضيها بعنف لا يقدم عليه الكثير من الرجال ، الأمر الذي جعلها تستحق بجدارة لقب المرأة الحديدية ، كما أثبتت التجربة العملية أن المرأة توازي الرجل ، إن لم تفقه ، استعداداً لالتقاط فيروسات التلوّث الأخلاقي والفساد السياسي والمالي ، و فضائح كل من "تانسو شيلر" و "هيلاري كلينتون"وابنة "سوهارتو " و "منى الشافعي " و "هدى عبد المنعم" و"رنا قليلات" كافية لإثبات أن المرأة قادرة على إفساد ذمم عشرات الرجال دون أن تردعها طبيعتها الرقيقة أو "جيناتها" المسالمة وهذا يؤكّد أن المشكلة ليست في تذكير السياسة والاقتصاد والعنف بقدر ما هي خلل عميق في تركيبة نظم قائمة على تمجيد القوة والسلطة والمادة وإلقاء القيم الإنسانية بعيداً.
ودعوة الغرب الحالية لتأنيث السياسة العالمية ما هي إلا تغيّر في تكتيك النخب المسيطرة عبر إحلال النساء محل الرجال كأدوات لتنفيذ سياسات المنظومة عينها ، فصعود المرأة إلى سدّة الحكم كان خطوة متقدّمة على طريق المساواة بين الجنسين ، لكن هذا لا ينفي أن تلك السيدة الوزيرة معنية فقط بتطبيق سياسة الحزب أو الحكومة التي تنتمي إليها ، وهذه الأحزاب والحكومات تتباهى بوجود نساء في صفوفها كديكور جميل يجتذب الناخبين ، دون أن يخفى على أحد أن مصالح النساء وغيرهن من المهمّشين لم تكن يوماً على جدول اهتمام النخب الحاكمة .
والقول أن 70% من المهن تلاءم المرأة أكثر من الرجل ولهذا يجب أن يكون هذا القرن قرن النساء تضليل واضح ، فقد علمت جداتنا أكثر من نظرائهن من الرجال ولم يبشرهم أحد بسيادة العالم ، ولسنا نعرف لمصلحة من توضع النساء في مواجهة الرجال ، فليس المطلوب أن تحل المرأة محل الرجل ،لأن المكانة تكتسب بالاستحقاق وليس بالجنس ، والمعركة المفتعلة بين الجنسين ليست في مصلحة أيّ منهما ولا تهدف إلا إلى شغل الاثنين بصراعهما الوهمي لمصلحة بقاء الأنظمة السائدة التي تمارس قهراً على الاثنين معاً ، ولذا على الرجال والنساء أن يواجهوا تحديات مشتركة جنباً إلى جنب ،لا وجهاً لوجه لأن العلاقة بينهما علاقة تكامل لا تنافس وصراع .
وعصر المرأة الذهب الذي لم توضع مفرداته كما يجب ، ولم يقل لنا "فوكو ياما" ورفاقه هل تجارة الرقيق الأبيض وأسواق النخاسة التي تستخدم أجساد النساء لترويج السلع والخدمات هي واحدة من أسس ذاك العصر الموعود .
ولا عزاء للنساء .



#مها_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عولمة المهانة و ثقافة المقاومة
- -اتصال الانفصال ووصل ما لا يتصل-
- مواطنو الدرجة الثانية في سوق العمل
- السلطان الأمريكي: الكذاب الأكبر
- المرأة كاملة الدسم
- السلام المفقود في ممالك الحب
- دفاعاً عن النفس


المزيد.....




- لجنة إيرانية ترسل مسودة قانون الحجاب لمجلس صيانة الدستور لمر ...
- “فرحهم وخليهم يتسلوا”.. تردد قنوات الاطفال 2024 “توم وجيري، ...
- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...
- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها أحمد - النساء قادمات