أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - إبراهيم ابراش - ليس هكذا يتم الدفاع عن الإسلام وحمايته














المزيد.....

ليس هكذا يتم الدفاع عن الإسلام وحمايته


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6715 - 2020 / 10 / 26 - 10:59
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مع استنكارنا الشديد لإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم وتصريحات صادرة عن الرئيس الفرنسي ماكرون استفزت بعض المسلمين، إلا أن بعض الجماعات والحكومات الإسلامية في مواقفها الأخيرة تجاه فرنسا والتي وصلت للمطالبة بمقاطعة البضائع الفرنسية لا تنطلق كلها من منطلق الغيرة على الإسلام ونصرة للرسول الكريم، بل كانت مواقف مسيسة تندرج في سياق تحقيق مصالح وأهداف سياسية خاصة بجماعات ودول إسلامية للهروب من أزماتهم الداخلية وتكريس صورة أو اعتقاد بأنهم الأكثر غيرة على الإسلام والمسلمين أو أنهم عنوان الخلافة الإسلامية.
لا شك أن كتب التاريخ كما الذاكرة الحية للعرب والمسلمين ما زالت تحتفظ بتاريخ استعماري غير مشرف لفرنسا في الجزائر وعديد الدول العربية والأفريقية، ودورها في العدوان الثلاثي على مصر وفي دعم الكيان الصهيوني حيث بنت إسرائيل أول مفاعل نووي عام 1957 بمساعدة فرنسا الخ، ولكن فرنسا هذه بتاريخها المُشار إليه والتي يهاجمونها اليوم هي التي قامت فيها الثورة الفرنسية التي نادت بالحرية والمساواة والعدالة، وهي التي قال عنها الشيخ محمد عبده عندما عاد لمصر بعد حضوره مؤتمرا في باريس عام ١٨٨١: “ذهبت للغرب فوجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكنني لم أجد إسلاماً". وهي فرنسا والغرب الذي يحج إليهما طلاب العلم والعمل والحياة الكريمة من المسلمين وغير المسلمين، وفيها وفيه أهم العقول والخبراء والمبدعون العرب والمسلمون أو منهما تخرج هؤلاء.
هؤلاء الذين ثاروا وهاجوا وماجوا لنشر رسوم مسيئة للرسول الأكرم لم نشاهد أو نسمع عن غضبهم فيما المسلمون يهانون ويجوعون ويُقتَلون في بورما وفي أكثر من بلد من بلدان العالم، ولم نسمع أو نشاهد غضبهم والصهاينة يدنسون المسجد الأقصى ويجعلون من القدس عاصمة لهم، ولم يغضبوا ويثوروا وعشرات المساجد يتم تدميرها وتدنيسها على يد جماعات إسلاموية وبتم قصفها من جيوش دول إسلامية، بل إن هؤلاء الغاضبين من نشر الرسوم المسيئة للرسول الأعظم هم أنفسهم يشاركون أمريكا والغرب في قتل المسلمين وتدمير أوطانهم في سوريا وليبيا والعراق واليمن.
كثير من المسلمين ومن هذه الجماعات الإسلاموية الغاضبة هربوا من ديار المسلمين ولجأوا إلى ديار فرنسا وديار الغرب النصرانية حيث وجدوا الأمن والأمان وحرية ممارسة شعائرهم ونشاطهم الديني بل والسياسي. كما أن تركيا الأكثر ردة فعل على الموقف الفرنسي هي عضو في حلف الأطلسي ومن أكثر الدول الداعمة والممولة للفوضى والخراب في سوريا والعراق وليبيا، ولو لم تكن خلافات سياسية بين تركيا وفرنسا حول النفط والغاز والنفوذ في شرق المتوسط ما كانت اتخذت هذا الموقف تجاه فرنسا.
إن ما يسيء للإسلام والمسلمين ليس رسوماً مسيئة للرسول لأن الرسول أكبر واعظم من أن تسيء له رسوم أي كان صاحبها، والإسلام لن يتأثر بتصريحات وقوانين تضعها الدول الأجنبية حماية لأمن واستقرار بلدانهم حتى وإن رأى فيها المسلمون حداً من حرية ممارستهم لشعائرهم الدينية، الإساءة الحقيقية للإسلام والمسلمين مصدرها المسلمون أنفسهم وما يمارسونه في بلدانهم ضد بعضهم البعض، وتقارير المنظمات الحقوقية الدولية شاهد على ذلك بالإضافة إلى سجلات المعتقلات والسجون وقوائم القتلى والمخطوفين غير المصرح بهم، ولا داع للهروب من الواقع ومن الأسباب الحقيقية لسوء أحوال المسلمين والسمعة السيئة التي تلاحقهم من خلال افتعال صدامات مع فرنسا أو غيرها.
للأسف فإن هذه الهوجة حول الرسوم المسيئة للرسول وطريقة تعاطي بعض المسلمين معها تؤدي لنتائج لغير صالح الإسلام والمسلمين وتنشر صورة سلبية عن الإسلام ورسالته السامية كدين عمل وإعمار للأرض لإعلاء شأن المسلمين ليكونوا خير الأمم في انجازاتهم واحترامهم لكرامة الإنسان وفي سماحته وتقبله للآخر، كما أنها تحوله إلى دين شكلاني يهتم بالمظاهر ويتم الحكم على المسلم من خلال لباسه وشكله الخارجي وانفعالاته العاطفية وليس من خلال عمله وما يقدمه من أجل إعلاء شأن الإسلام والمسلمين.
ليس هذا القول دفاعاً عن فرنسا ولكنه دفاع عن الإسلام الحقيقي ودعوة لتحكيم العقل في علاقة المسلمين بغيرهم من الدول وأصحاب الديانات ورفض لأن يتنطع البعض لينصِّب نفسه مدافعاً عن الإسلام الذي استمر راسخاً وينتشر عبر القارات طوال أكثر من ألف وأربعمائة عام.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الخفي والخطير لتدهور العلاقات الرسمية الفلسطينية العرب ...
- حتى لا تتحول الانتخابات إلى ملهاة جديدة للشعب
- لماذا هذا التجني على الشعب الفلسطيني؟
- وحدة المجتمع لا تقل أهمية عن الوحدة السياسية
- التطبيع بين الأمس واليوم
- إما انتخابات أو قيادة مفروضة من الخارج
- المطبعون يُجرِمون العرب ويبرئون الكيان الصهيوني
- بعد 27 عاماً على توقيع اتفاقية أوسلو
- تدهور غير محمود وغير مسبوق للعلاقات الفلسطينية العربية
- اغتيال السلام باسم السلام
- حول اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية
- عندما يتحول بعض العرب إلى مرتزقة في أوطانهم!
- التباس الخطاب السياسي وبؤس حوامله الإعلامية
- على الفلسطينيين أيضاً مراجعة مواقفهم وسياساتهم
- الإمارات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
- التجربة النضالية الفلسطينية بين النقد الموضوعي والتشكيك المُ ...
- لبنان وفلسطين
- هل يمكن للدولة الواحدة أن تكون بديلاً عن حل الدولتين؟
- المزيد من التنازلات لن يجلب السلام
- الواقعية السياسية المفترى عليها


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - إبراهيم ابراش - ليس هكذا يتم الدفاع عن الإسلام وحمايته