أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - عندما يتحول بعض العرب إلى مرتزقة في أوطانهم!














المزيد.....

عندما يتحول بعض العرب إلى مرتزقة في أوطانهم!


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 22:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مع تطور العلاقات الدولية البينية والتداخل في المصالح والخوف من المخاطر المترتبة عن اندلاع حرب عالمية بين الدول العظمى بما تمتلكه من أسلحة دمار شامل أصبحت الدول الكبرى ومن أجل الحفاظ على مصالحها الخارجية أو توسيعها أو لقطع الطريق على خصومها تلجأ للحروب بالوكالة، من خلال اصطناع حرب أهلية في البلد أو البلدان حيث تكون مصالحها مهددة وتقوم بدعم وتمويل أحد طرفي الحرب كمبرر للتدخل العسكري المباشر أو غير المباشر.
وهكذا نلاحظ أن غالبية النزاعات والحروب الأهلية وخصوصاً في القرن الواحد والعشرين لها امتدادات أو تخضع لتأثيرات إقليمية ودولية حتى يجوز نعتها بالحروب العالمية المصغرة أو بالوكالة، وأقرب مثال على ذلك الحروب الأهلية المندلعة في البلدان التي تعرضت إلى ما يسمى (الربيع العربي) من سوريا إلى ليبيا واليمن، بل يمكن القول إن ما يسمى بالربيع العربي ما هو إلا صناعة أمريكية وغربية وبأدوات عربية تابعة لهم، وظفوا تعثر الانتقال الديمقراطي واستبداد بعض أنظمة الحكم وحالة التذمر الشعبي ليس لتصويب الأوضاع السياسية والاقتصادية لصالح الجماهير، بل لخلق حالة فوضى وحرب أهلية تمهد الطريق نحو إعادة الهيمنة على المنطقة العربية كما نظَّرت لذلك كونداليزا رايس فيما أسمتها (الفوضى الخلاقة) .
في المنطقة العربية وبالرغم من الشكل الظاهر والمُعلَن للصراع وكأنه صراع بين أفرقاء متصارعين دينياً ومذهبياً أو صراع على السلطة أو نضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا أن هذه وبالرغم من وجود بعض تمظهراتها إلا أنها ليست جوهر الصراع بل هي مجرد غطاء لمطامع ومخططات خارجية ومنها دول الجوار لتحقيق مصالح اقتصادية وخصوصاً الغاز والنفط أو جغرافية أو من أجل الهيمنة وتشكيل امبراطوريات محلية تستعيد بها أمجاد تاريخ ولى، ولو توقفت الأطراف الخارجية عن التدخل في الشؤون الداخلية للعرب لكانت مخرجات ما يسمى الربيع العربي مختلفة وما كنا نشهد كل هذه الصراعات والحروب الأهلية .
وفي هذا السياق تأتي على رأس القائمة الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها الإمبريالية الساعية لتشديد هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي خصوصاً كجزء من مواجهتها لخصميها بكين وموسكو، والكيان الصهيوني المستفيد الأول من كل ما يجري منذ بداية فوضى الربيع العربي عام 2011 بل قبل ذلك منذ إسقاط صدام حسين وإعدامه واحتلال العراق 2003، حيث انهارت الدول والحركات الوطنية والقومية التي كانت تهدد وجوده، بل انتقلت العلاقة بين العرب والكيان الصهيوني من حالة الصراع إلى التطبيع، أيضاً تركيا وإيران اللتان تسيطران أو تحتلان بطريقة أو أخرى دولاً عربية أو أجزاء منها، سوريا والعراق وليبيا واليمن.
عبر تاريخ الحروب الأهلية كانت الأطراف الخارجية مجرد عامل مساعد أو ثانوي، وأحياناً كانت الحرب الأهلية ضرورة للقضاء على جماعات غير وطنية مثيرة للفوضى أو تابعة لأعداء البلاد، أما في الحروب والصراعات الأهلية العربية فإن الدول الخارجية أصبحت صاحبة القرار الأول في مجريات الحرب وفي حوارات المصالحة ورسم خارطة مستقبل البلاد، وتحوَّل أصحاب البلاد سواء كانوا حكومات أو أحزاب معارضة إلى مجرد مرتزقة في بلادهم يعملون لصالح ولمصالح الدول الأجنبية، ويحاربون بعضهم البعض على أراضيهم مبددين ثروات بلدانهم ومدمرين عمرانها ومقسمين شعبها، وهم بذلك لا يختلفون عن المرتزقة المجلوبين أيضاً من دول عربية، كما لا يبدو أن الحروب الأهلية في العالم العربي تبشر نهاياتها بإعادة ترتيب الأوضاع الوطنية إلى حال أفضل مما كان قبل اندلاعها، وإن كنا نأمل أن تسير الأمور عكس تخوفاتنا.
بالرغم من سوداوية المشهد العام إلا أنه من الواجب تثمين مواقف أنظمة وأحزاب في المنطقة العربية استطاعت قطع الطريق على مخطط الفوضى والحرب الأهلية في بلدانها وتعمل بصمت لبناء أوطانها وتصويب عملية الانتقال الديمقراطي، كما أنها لم تنحرف عن بوصلة الصراع في المنطقة من حيث أولوياته وأطرافه بالرغم مما تتعرض لها من ضغوط من واشنطن، وما زالت تعتبر أن إسرائيل ككيان قائم على الاحتلال والعنصرية ومعاداة الشرعية الدولية هي العدو الرئيس لشعوب المنطقة، دون تجاهل المخاطر الآتية من دول الجوار.



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التباس الخطاب السياسي وبؤس حوامله الإعلامية
- على الفلسطينيين أيضاً مراجعة مواقفهم وسياساتهم
- الإمارات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
- التجربة النضالية الفلسطينية بين النقد الموضوعي والتشكيك المُ ...
- لبنان وفلسطين
- هل يمكن للدولة الواحدة أن تكون بديلاً عن حل الدولتين؟
- المزيد من التنازلات لن يجلب السلام
- الواقعية السياسية المفترى عليها
- مصر في مواجهة تهديدات غير مسبوقة
- للمشهد السياسي الفلسطيني اوجه متعددة
- العروبة ليست تهمة
- الموجة الخامسة للديمقراطية (دمقرطة الديمقراطية)
- الفلسطينيون ومعادلة (الرواتب أو الوطن)
- الانتخابات لوحدها ليس مؤشراً على وجود الديمقراطية
- التطبيع وانتهاء معادلة (الصراع العربي الإسرائيلي)
- في ذكرى النكبة الفلسطينية الثانية
- ازدواجية المعايير في الحكم على الاحتجاجات الشعبية
- ماذا بعد قرار وقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل؟
- جذور وأسباب رفض إسرائيل قيام دولة فلسطينية
- السفينة الفلسطينية لم ولن تغرق


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - عندما يتحول بعض العرب إلى مرتزقة في أوطانهم!