أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المزيد من التنازلات لن يجلب السلام















المزيد.....

المزيد من التنازلات لن يجلب السلام


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6631 - 2020 / 7 / 30 - 13:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الصراعات الدولية لا يتحقق السلام بإرادة منفردة لطرف واحد بل يحتاج لجهوزية الطرف الثاني من الصراع للسلام، وأن يستمر طرف واحد في إرسال رسائل سلام وتقديم تنازلات أو التلويح بتقديمها لخصمه دون خطوات مقابلة من الخصم فإن هذه الرسائل سيتم تفسيرها وفهمها كموقف ضعف وسيدفع الخصم للتشدد والتمادي في مواقفه وسياساته العدوانية.
هذا هو الحال في الصراع العربي/ الفلسطيني مع إسرائيل حيث إن استمرار الفلسطينيين والعرب في التمسك بالسلام وتقديم تنازلات أو التلويح بتقديمها باسم الواقعية السياسية أو بهدف إحراج إسرائيل وجلب تأييد دول العالم للموقف الفلسطينيي أدى لمزيد من التعنت الإسرائيلي كما أدى للتشكك بالحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة ما دام يتم الانتقاص منها تدريجياً وصيرورتها موضوعاً للنقاش على طاولة المفاوضات.
نعم يجب استمرار الدعوة للسلام والتمسك به كاستراتيجية وطنية لأنه مطلب انساني ولا توجد دولة تقول بأنها لا تريد السلام، حتى إسرائيل فإنها تبرر سياساتها العدوانية بأنها من أجل تحقيق السلام !! ولكن حتى يتحقق السلام ولأننا نعيش في زمن الواقعية السياسية يجب أن تتوفر أوراق قوة لتوظيفها على طاولة المفاوضات وإلا كانت مفاوضات عبثية أو ستؤدي لتوقيع وثيقة استسلام.
تبرير تقديم مزيد من التنازلات أو التخلي عن مزيد من الحقوق التاريخية باسم الواقعية السياسية وتحقيق السلام لن يجلب سلاماً مع دولة وحكومة عنصرية كإسرائيل كما أن التطبيع مع إسرائيل لن يجلب سلاماً لأنه تطبيع مع دولة احتلال تمارس الإرهاب والعنصرية ضد شعب آخر، حتى عنصر المصلحة فهو من جانب واحد، فإسرائيل هي المستفيدة أمنياً وسياسياً واقتصادياً من التطبيع أما الدول العربية المطبعة أو الساعية للتطبيع فلا تستفيد شيئاً في واقع الأمر حيث يمكنها الحصول على كل الأمور التي تبرر بها التطبيع مع إسرائيل من تكنولوجيا واقتصاد وأمن الخ من دول الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية دون أي عائق، كما أن استمرار تمسك الفلسطينيين باتفاقية أوسلو وبالعملية السلمية يخدم إسرائيل أكثر مما يخدم الفلسطينيين.
ومن جهة أخرى فأن تبرير التطبيع مع إسرائيل بأنه توجه نحو السلام ورفض الحرب مردود عليه لأن الأنظمة العربية التي تتحدث بهذا المنطق هي نفسها التي تدعم حروب وصراعات عربية عربية بل وترسل جيوشها لخدمة أحد أطراف الصراع، فكيف يكون لجوء الفلسطينيين للمقاومة بما فيها المسلحة للدفاع عن أنفسهم وأرضهم عملاً مداناً ويتعارض مع السلام وما تقوم به هذه الأنظمة يندرج في سياق السلام !.
أيضاً باسم الواقعية السياسية ونشدان السلام يتم مهادنة الاحتلال ورفض المقاومة، وأن الواقعية السياسية تقول بخيار السلام وأن لا جدوى من الحرب والصراع مع إسرائيل وعلى الفلسطينيين والعرب البحث عن حلول سلمية كبديل عن الحل العسكري الذي ثبت عدم جدواه من وجهة نظرهم.
صحيح أن بعض الشعارات التي تم رفعها وتبنيها عربياً وفلسطينياً في بداية انطلاق الثورة الفلسطينية منتصف الستينيات، كتحرير فلسطين من البحر إلى النهر وأن الكفاح المسلح الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، لم تعد قابلة للتحقيق ضمن معطيات الحاضر، ولكن المشكلة لم تكن فقط في رفع هذه الشعارات في وقت ما لتحقيق أهداف تنسجم مع تلك المرحلة مثل إبراز وتثبيت الهوية الوطنية وإظهار القضية للعالم كحركة تحرر وطني، بل في إسرائيل التي كانت ترفض الاعتراف حتى بوجود الشعب الفلسطيني وتواصل عدوانها واحتلالها لكل فلسطين وأراضي عربية أخرى، وهنا نذَّكِر بأن العرب والفلسطينيين قدموا أكثر من مشروع سلام وآخرها المبادرة العربية 2002 ووقعوا على عديد الاتفاقات للتسوية السياسية مع إسرائيل كما اعترفت منظمة التحرير بقرارات الشرعية الدولية وقبلت بدولة على حدود 1967 ووقعت اتفاقية أوسلو عام 1993 والتزمت بوقف العمل المسلح، لكن إسرائيل لم تتجاوب وما زالت مستمرة في سياستها العدوانية في فلسطين وخارجها، وكلما تقدم الفلسطينيون والعرب بخطوات نحو السلام كلما زادت إسرائيل تطرفاً وارهاباً.
عندما يقاوم الشعب الفلسطيني الاحتلال بما هو ممكن ومتاح إنما يمارس حقاً مشروعاً تنص عليه كل الشرائع الدولية وهو حق مقاومة الاحتلال والدفاع عن النفس، ومقاومة الاحتلال شكل أو نوع من الحرب تلجأ لها الشعوب الخاضعة للاحتلال، فبما أن موازين القوى العسكرية في صالح الاحتلال الذي يستعمل كل أشكال القوة والإرهاب فليس أمام الشعب الفلسطيني، إن لم يشأ الاستسلام لواقع الاحتلال، إلا استعمال وسائل قتال ومواجهة بما هو ممكن ومتاح له من أشكال المقاومة مع تجنب المواجهة العسكرية المباشرة.
وعلى هذا الأساس فإن رفض الشعب الفلسطيني الاستسلام ولجوئه للمقاومة ينسجم مع العقلانية والواقعية السياسية التي ترفض الخضوع لواقع الاحتلال، كما ينسجم مع السلام لأن الشعب بمقاومته لاحتلال ترفضه الشرعية الدولية وتطالب بتصفيته إنما يؤسس لسلام عادل. إلا أن الواقعية السياسية تتطلب أيضاً أن تكون المقاومة في إطار استراتيجية وطنية تجمع ما بين التمسك بحق المقاومة من جانب واستكشاف آفاق للحل السياسي بطرق سلمية أو عن طريق مفاوضات برعاية وضمانات دولية من جانب آخر، أيضا أن تكون المقاومة في إطار توافق وطني على الهدف والوسائل المناسبة لتحقيقه وليست عملاً ارتجالياً لهذا الحزب أو ذاك الفصيل المسلح.
إن مقاومة الاحتلال وحتى تندرج في سياق العقلانية والواقعية السياسية يجب أن تكون في الإطار الوطني ونابعة من استقلالية القرار الوطني المستقل وليس تنفيذا لأجندة خارجية, وضمن المعطيات الحالية وطنياً وإقليمياً ومع التأكيد على الحق في المقاومة فإن الشكل الأنسب والأفضل هو مقاومة شعبية تشمل كل أماكن التواجد الفلسطيني مع الحاجة لإبداع اشكال نضالية ونموذج BDS خير مثال.
مع دولة تًعلن أنها يهودية وأن الضفة الغربية أرض يهودية تم تحريرها من العرب وأن لا عودة للاجئين الفلسطينيين وأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ... فإن تقديم مزيد من التنازلات أو التلويح بها لن يجلب سلاماً أو يغير مواقف إسرائيل، ولكن، مزيد من الوحدة الوطنية والمقاومة الشعبية المفتوحة على كل الاحتمالات مع موقف عربي متضامن ورافض للتطبيع هو ما سيُجبر إسرائيل على إعادة النظر في سياساتها وسيدفع العالم للتحرك للبحث عن حل عادل للقضية الفلسطينية.



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقعية السياسية المفترى عليها
- مصر في مواجهة تهديدات غير مسبوقة
- للمشهد السياسي الفلسطيني اوجه متعددة
- العروبة ليست تهمة
- الموجة الخامسة للديمقراطية (دمقرطة الديمقراطية)
- الفلسطينيون ومعادلة (الرواتب أو الوطن)
- الانتخابات لوحدها ليس مؤشراً على وجود الديمقراطية
- التطبيع وانتهاء معادلة (الصراع العربي الإسرائيلي)
- في ذكرى النكبة الفلسطينية الثانية
- ازدواجية المعايير في الحكم على الاحتجاجات الشعبية
- ماذا بعد قرار وقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل؟
- جذور وأسباب رفض إسرائيل قيام دولة فلسطينية
- السفينة الفلسطينية لم ولن تغرق
- ما بين الأصولية الإسلاموية والأصوليات الدينية الأخرى
- قرارات ملتبسة ولكن يمكن البناء عليها
- تساؤلات في انتظار إجابة من القيادة الفلسطينية
- القضية الفلسطينية بعد 72 عاماً على النكبة
- تسطيح وتجريف المشهد السياسي الفلسطيني
- المطلوب مراجعة استراتيجية شاملة وليس مجرد ردود افعال
- ضم إسرائيل للأراضي وفزاعة تنفيذ قرارات المجلسين


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المزيد من التنازلات لن يجلب السلام