أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام مصطفى قبلان - من رسائل البحر














المزيد.....

من رسائل البحر


هيام مصطفى قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 6704 - 2020 / 10 / 15 - 01:58
المحور: الادب والفن
    


أعود للرسائل ،، لا تزعجوا النهر دعوه يمرّ ،، كما العمر وهو يمرّ ...يخطف من القلب رعشة..
ماذا في سلتي يا " عوليس" ؟؟ وقلمي المراوغ يفيض شوقا اليك ...لن أحدثك عن حزني
سأحدثك عن سعادتي الأولى وجنوني الأول : عندما اهتز فؤادي للمرة الأولى لم أكن طفلة شقية ولا مراهقة ولا شابة فتية,بل كنت أختلف عن غيري من بنات جيلي ، فشوقي مختلف ولهفتي لا تعرف الحدود ولا الأنانية، لهفة مجردة من العناق والعبث بمشاعر الآخرين ، غذيت هذه اللهفة بالعطف والحنان ، وارتويت من نهر البراءة وظلال الصنوبر وشممت عطر النرجس الجبلي وفي كرمنا الغني بالرمان والعنب والمشمش كانت تمتد يدي لتداعب نوار اللوز ويختفي ظلي وراء غيمة رافقتني في طريقي من بيتنا القديم الى الكرم.
كانت الغيمة تعرفني جيدا وتعرف لحظة ميلاد الفرح بي ، بدأت تمطر وعدت أدراجي دون أن أعانق الوجه الماثل أمامي ، الساكن بي ، لم أملك القدرة على مقاومته وهو يتحرك كما يسري الدم في شراييني ، وسماعه لغنائي أنا وسعادتي ، كانت العصافير تبكي فرحا وقصائدي تنطلق بخفة عبر النافذة لتعانق البحر والشمس والشجر وقطرات المطر تتراقص، تبلل شعري المتطاير فوق ظهري.
عشقت سعادتي كنت أكبر وهي تكبر تتسلق ذراع القمر تأخذني من يدي نلهو على رمال الشاطىء نضحك بصوت عال والناس ينظرون من حولنا بدهشة فالبحر بين مد وجزر ولعبتنا الطفولية لم تعد طفلة حيث اتخذنا من ضحكاتنا أجنحة لا تتكسر .
ذات شغف جلست وسعادتي على صخرة نلطّف أقدامنا من حر الصيف ونرمي بحجارة صغيرة الى قاع البحر كم خشيت الوحدة حين كانت تعتريني تلك الأفكار السيئة بأن سعادتي في حبي الأول ستنتهي ويلفظها الموج ،، أخرجت منديلي من جيبي خبأت شعري المتطاير والعاشق كقلبي النديّ الصغير وأحلامي المحلقة الخارجة عن القانون ، كان ذلك اليوم من الأيام الخالدة، لم أكن أتحدث عن ولادة السعادة لأنني فزعت من غيرة عمياء قد تحطمها ومن يد تغتال جنوني ، ولأن حلمي كان أكبر من أن تطأ قدماه الأرض فيتلوث بوسخ الطريق ويرتعش من نسمة هواء وينام على أعتاب السفر ، يتجول بين حقائب المسافرين ويطوف أرصفة المدينة يراقب المارة يتعثر بابتسامات فارغة من المعاني ومن فصاحة الكلام المتعطشة لشرب كأس من نبيذ العافية ، فيغفو دون ادراك ويضيع ،، يضيع ،،، ولأنني حرصت على حماية سعادتي كما تحمي الأم طفلها من نائبات الزمن والضياع ،، ننام جنبا الى جنب ، نتعطر بنفس العطر ، نرتدي ألوان الفرح ،، ونسمو بسعادتنا فوق الغيم ،، عشقت سعادتي وخبأتها داخل خزانة خشبية ورميت المفتاح خوفا من يد البطش تحرق المسافات الفاصلة بين قلبين ووطنين .
والآن يا صديقي " عوليس" أيها النهر ،،يا فارس القصيدة ،، ها أنا أقف كالغريبة أنتظر قدوم الفجر أعدّ ذيول الليل أتأمل فرار سعادتي من بين يديّ واحتراق المسافة الأخيرة بيني وبينها حين لامست قدماها أرض اليابسة وانتعلت حذاء المساء ولبست قناع الشهوة لم يعد بجعبتي ما أمليه على مسمع العصفور المهاجر ولا ذلك الفيض من البهجة والشوق لأن عناق روحي ساعة الولادة يختلف عن عناق طيفه البعيد البعيد ، بعد أن اغتيلت فيّ البراءة بدافع الشريعة ، شريعة الجنون ، جنون النصف الآخر ،، أرنو اليك لتسافر بي في رحلة بحث جديدة ، ما أصعب أن يفارق المحب سعادته وأحلامه الكبيرة في لحظة طيش وساعة احتضار فيصرخ الغياب ....!



#هيام_مصطفى_قبلان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رسائلي الى شيخ الشعراء شاعر النيل محمد الشهاوي
- مهرجان ربيع الشعر في مدينة زرهون مولاي أدريس في المغرب 2013
- ليلى والذئب لاميلي نصر الله
- أشتهيك يا موت
- قراءة نقدية في قصيدة ( مذاق النّار) للشاعرة هيام مصطفى قبلان ...
- أن أكون امرأة


المزيد.....




- ملحمة جديدة تجمع سوبرمان بعدوه.. جيمس غان يكشف تفاصيل فيلم - ...
- -فلسطين 36-: فيلم لفهم انعكاسات الانتداب البريطاني على تاريخ ...
- صحف عالمية: الغزيون تعبوا من النزوح وظاهرة دعمهم تمتد إلى عا ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- صحف عالمية: الغزيون تعبوا من النزوح وظاهرة دعمهم تمتد إلى عا ...
- فيلم -صوت هند رجب- يفوز بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقي ...
- فيلم “صوت هند رجب” يفوز بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقي ...
- -فوات الأوان- لمحمد أبو زيد: في مواجهة الوقت الذي أفلت
- صوت هند رجب: فيلم عن غزة يفوز بالأسد الفضي لمهرجان البندقية ...
- فيلم -هند رجب- يفوز بالأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام مصطفى قبلان - من رسائل البحر