أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيام مصطفى قبلان - أشتهيك يا موت














المزيد.....

أشتهيك يا موت


هيام مصطفى قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشتهيك يا موت : ليست مقالا ، ولا خطابا ، بل هي ( قصة قصيرة) قد تحمل تأثيرا وتصل بأبعادها الى أكبر عدد من القراء رجالا ونساء ، صوت المرأة المقهور وانتهاز الفرص للرجل حتى في أحلك اللحظات ، حتى في زمن الحرب والدمار والسؤال الذي يطرح نفسه كم من النساء يشتكين ويعلو صوتهنّ وكم منهن يلذن بالصمت باسم العار والفضيحة والخوف ،، أردت أن أتخطى اللياقة في هذه القصة علّها تؤثّر على عدد فئة من مجتمعنا :



أشتهيك يا موت ....!

عدّت قطرات النّدى المتساقطة على حواف الوجع ، أغلقت أسارير القلب ، تفقّدت أصابعها ،،وجهها ،،شفتيها ،، شعرها ليليّ الملامح ،، خاصرتها التي لعقت نزف الشوارع ،، ساعة الحائط اللاهثة بأنّة تلو الأخرى تتعالى مع نعيق غراب تطلّ عينه من بين شقوق الجدران المتهاوية بالقرب من البناية ، لامست عنقها الملتوي ،، شعرت بوخز ألم بين فخذيها ، زحفت الى الحمام لتزيل قاذورات لعابه اللّزج فوق حقلها المصفرّ .
لم تنتحب ولم تجعر كذبيحة العيد على عتبة البيت ،، وقفت عارية كما البدء ، حافية كما النّهر حين يفقد خريره ، فقاعات الصابون تتناثر على الحيطان ، وبرغوة طفوليّة يصرخ الجريح في أحشائها ، ترمي ببقايا من قطع القماش الملوثة بدم بتوليتها الى سلّة المهملات .
" ليلة البارحة كانت صاعقة ، لهاثه الذي اختلط بصوت الرياح في الخارج خنق صوتي على فراش لذّته ، الأحمق بستينه الأعرج وقضيبه المتقوّس ورائحة عرقه الذكوريّ ، شفتاه تنهشان جسدي كوحش مفترس ،ها هو الآن يتمطّى على سريره يغطّ بنومه الخبيث ، لن أكون الطفلة التي رماها القدر في غرفته المرتدية بريق القصور ، تتزاحم فوق جدرانها صور لنساء خطف أبصارهنّ وغادرن محمّلات بالذهب والماس ".
خرخرة صوته من الغرفة المجاورة تعيدها الى صمت الشوارع ، الدّمى المعروضة في واجهات الحوانيت في قريتها الصغيرة ، دويّ المدافع وأزيز الطائرات ، فتاة تركض بوجه الريح وتختبئ بين الأنقاض وأكوام من اللّحم تحملق بجسدها المتكوّر الراجف ، ترتطم بجسد آخر ، تحسّه ، يتصاعد شهيقه ، تفكّ أزرار خوفها ، تلفّ ثوبها حول جرحه النّازف ، يمدّ يده مستنجدا ، دمه المتدفّق من فمه وأذنيه ، زفراته ،، يحاول الزحف بما تبقّى لديه من قوة ، الطلقات تزداد والسّماء يحقنها الدّخان ، لم تعد تراه ، انتعلت الهرب وعلا في الجو نشيج وأنين الجرحى في كل مكان ، لم تشعر برجليها المتسمّرتين أمام وجه عرفته وتعرفه ، صاحب مزرعة القرية ، عملت لديه بقطف الخضار ، تلقّفها ، شدّها من يدها المرتجفة " تعالي معي ، مزرعتي بأمان " .
بيتها الذي سكنته بمفردها منذ رحيل والديها هوى بقصف الغارة اللعينة على بيوت القرية ، ها هي هنا تضمّد جرحا بجرح .
هدأت الغارة ستعاود لعبة الهرب ثانية " يا الهي ،، يجب أن أهرب قبل انقطاعه عن الشخير ، أين أذهب ،، فقدت كلّ شيئ ، لن أمنحه فرصة أخرى ليجعل مني خادمته المطيعة في قصر حريمه " .
تطاولت يدها الى فاكورة الباب ، تلفتت خشية أن يراها ،، محاولة أخيرة " الباب مقفل" .
كلصّة خائفة تلاحقها الكلاب ، تعثّرت بالأريكة ، نهرت التراجع ، عثرت على المفتاح بجانب سريره ، وبثوبها المبتلّ بالدّمع ، بجسدها الذي عزلته عنها ، بقواها العقلية ، بجنون الأنثى ، تتأبّط قدميها وتناشد زوايا المزرعة الخاوية الاّ من أنفاسها المتهدّجة، وأشجار كالأشباح تفترسها بعيونها ، الزهور تحتضر ، رجله العرجاء تلاحقها ، تصطادها عكازه ، بينها وبين بوابة المزرعة خطوتان ، تحاول الانفلات ....
تدوي صرخة في الفراااااغ " ما أرحمك ...يا مووووت ".



#هيام_مصطفى_قبلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في قصيدة ( مذاق النّار) للشاعرة هيام مصطفى قبلان ...
- أن أكون امرأة


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيام مصطفى قبلان - أشتهيك يا موت