أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل محسن - مناعة القطيع ...... مؤشر فشل الدولة العراقية















المزيد.....

مناعة القطيع ...... مؤشر فشل الدولة العراقية


جميل محسن

الحوار المتمدن-العدد: 6700 - 2020 / 10 / 11 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مناعة القطيع .... مؤشر فشل الدولة العراقية
في الزمن الغابر كانت الامراض الوبائية سواء بكتيرية او فيروسية تقتل وتبيد دون معرفة السبب والمسبب غير القدر والقوى الغامضة التي ستهلك الملايين من الاحياء سواء بشر او حيوانات الى ان يتوقف الحصاد لاسباب داخلية تتعلق بالقاتل المجهول نفسه او خارجية تتعلق بالبيئة المحيطة وتغييرات المناخ وغيرها بأنتظار عودة دورة حياة اخرى طبيعية لما يتبقى من القطيع الانساني والحيواني الناجي من الموت مجهول المصادر.
- وفي تلك الازمان الغابرة ايضا وفي دول كبرى في المساحة والسكان كالصين والهند وفي الصين تحديدا كان الهيئات الحكومية او الدولة عموما تسكن في (المدينة المحرمة) والمنطقة الخضراء عندنا هي نسخة صغيرة او مشوهة منها حيث المسؤول معزول تماما عن الشعب تصله الواردات ويتمتع بكل شيىء ويصدر اوامر للشعب , ومن الناحية الاخرى نجد الاغلبية الساحقة الباقية او العامة العاملة في الارياف والمدن تكدح لتعيش وتتوالد وتنتج وتدفع الضرائب لأهل المدينة المحرمة لادارة الدولة والمجتمع ولكن الاراضي محدودة والبشر يتزايدون حتى تتفوق اعدادهم على مقدرة الارض لاطعامهم يتزاحمون وتضيق بهم مساحات ذلك الزمن ولا من حل واهل المنطقة المسورة المحمية المحرمة لايبالون مادام الوارد يصلهم وعددهم محدود , ثم يأتي الحل بأصابة بكتيرية او فيروسية قادمة من مكان اخر او نائمة ايقضها زحام التكاثر والتنافس على الموارد او اكل ماتيسر من لحوم الحيوان او الحشرات وتتحول الاصابة الى وباء ينتشر كالعاصفة والاعصار في القرى والمدن المزدحمة يقتل ويقتل ولا يفهم الناس السبب غير القدر وتنتهي بالموت قرى ومدن كاملة لايجد الناجون غير طريق الحرق خلاص من الروائح الكريهه وينجو غالبا اهل المدينة المحرمة لانهم يعيشون في ظروف صحية وغذائية و( تباعد أجتماعي) افضل , وهنا وبعد موت الملايين وبقاء القلة التي قد لاتجد البكتيريا او الفيروس مجال للانتشار بينهم يحل عندها (الهدوء الوبائي ) ويعود من تبقى لممارسة اعمالهم العادية بعد هذا التوازن الاجتماعي الجديد .
- حدث ذلك سابقا ولاحقا في مناطق وبلدان عديدة لم تكن تعلم كثيرا من مانعلمه عن الامراض الوبائية والبكتريا والفيروسات علما ان احداث كهذه ارتبطت اجتماعيا بأزمنة العبودية والاقطاع وبداية التشكل الراسمالي حيث كانت اكثرية الشعب تساق مثل القطيع وتخضع للحاكم المطلق وعندما يجتاحهم الوباء ويحصد ارواح الملايين ثم يضعف ويتوارى على الطريقة الصينية يعتقد المفكرون العباقرة في تلك المجتمعات ان شعوبهم او المتبقي من البشر منهم قد اكتسبوا مناعة ضد المرض وربما من هنا جاء مصطلح (مناعة القطيع) !! وهذه النظرية كانت البكتريا والفيروسات تفندها لاحقا مع كل انتشار اخر كما حدث مع الطاعون والكوليرا والجدري , ثم جاء تراكم التقدم العلمي لاحقا وتطور المعلومات حول البكتريا والفيروسات وطرق الوقاية ثم صنع العلاجات المضادة والامصال المحفزة للمناعة الداخلية ليغير العديد من المعلومات والمفاهيم .
- والان ما الربط بين مايحصل في العراق حاليا وفلسفة مناعة القطيع التاريخية ؟
انه الجهل والتخلف القديم والحديث وكيفية ادارة المؤسسات الحكومية في العراق وهل لدينا دولة مؤسسات لها تراكم معرفي يعطيها فرص البحث عن حلول عند حدوث الازمات ؟
- المهزلة أو المأساة اننا ومنذ سنين نبحث عن الدولة لتستلم (كمثال) كل السلاح المنفلت في العراق ليرتاح المواطن البسيط ولا نجدها !؟ فكيف بمواجهة ازمة مثل وباء انتشار فيروس كورونا ؟ الذي تخصص اغلب دول العالم التي لديها مؤسسات حكومية فاعلة تخصص امكاناتها لمحاصرة توسع الوباء والوقاية منه والاهم السيطرة على انتشاره وسط المجتمع واخضاع الافراد بالقوانين المرعية لواجبات مشتركة مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والحضر الصحي وفرض ساعات لمنع التجول عند الضرورة , فما الموجود من كل هذا في العراق ؟ ب اختصار قرارات فوقية لا تنفيذ من تحت !! الكرونا بدأت عندنا بشكل بسيط ومنفرد ويمكن السيطره عليه في ظل دولة تدار بالمؤسسات ويحكمها القانون ولكن ماحدث ويحدث في العراق هو العكس تماما فمن مؤسسات تسيطر عليها مليشيات السلاح والجهل والفساد وقانون مترنح وخائف من فرض السيطرة الرسمية واختلط الحابل بالنابل كما يقال فلا الحكومة وما افرزته من لجان لها قدرة السيطرة على الوياء ولا من شعب اكثريته تتصرف على وفق هواها ومصالحها وقوت يومها ضاع العراق وتسلل الوباء منقولا في اكثره عبر الحدود الشرقية وتزايدت الاعداد اليومية حتى تحولت للالاف وتزايد الفساد داخل مؤسسات الدولة الصحية حتى اصبح الوباء تجارة ومادة للتربح وانتظار التخصصيصات الاضافية لمكافحة الفيروس لنهبها وتحولها لارصدة في الخارج والداخل وفشلت سياسة الحضر و(اجلس في البيت)المحببه الى قلوب المثقفين ممن لديهم وارد وراتب شهري ثابت مستمر لاينقطع ولكن ماذا عن الكسبة والعاملين في القطاعات الخاصة والعاطلين عن العمل ؟ وفي ظل عدم وجود ضمان صحي واجتماعي شامل ومتكامل لدينا وهنالك الملايين من العاملين بتحصيل الاجر اليومي وهؤلاء لايستطيعون الا ان يخرجوا ويختلطوا !! وهكذا فشلت عند التطبيق سياسات الحضر الجزئي والكلي ومنع التجول , اضافة الى عدم وجود اماكن ايواء وحجز اللذين تثبت اصابتهم لنقديم الرعاية والعلاج لهم اضافة لحجزهم حتى لايكونوا سببا اخر لنشر الوباء وكل مالدى الجهات الصحية للمصابين ان اذهب للبيت وانتظر مصيرك القادم !!.
- اخر ماخرجت به الينا المؤسسة السياسية والصحية المسؤولة في العراق هو الاستسلام الكامل للقدر عند مراقبة تفشي الوباء المتزايده اعداده ورفع اي حضر على التجول واطلاق رغبة الناس بالاختلاط والتجمع والمسيرات بكل انواعها ومعنى كل هذا ان دولتنا اليوم غير معنية بعد ان كانت غير قادرة على السيطرة على تفشي الوباء ضمن المجتمع او عامة الناس ومحاصرته على الاقل وهذا ختاما هو التطبيق الفعلي لسياسة ( مناعة القطيع) المتخلفة وليحصد الفيروس مايريده من ارواح فقراء العراق غير القادرين على المعالجة الذاتية والشتاء قادم والخطورة تزداد والوباء كما يبدو خرج عن السيطرة ........... جميل محسن



#جميل_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصيان المدني متى ؟
- تنابلة السلطان وشعار من لاينتج لا يأكل
- أزمة البيض ولوم المنتج المحلي
- (هلوسة) صائب عريقات أو ماتبقى للفلسطينيين حاليا
- دواعش اوربا قتلة ترفضهم بلدانهم
- قطر والرياضة , مال وتجنيس وفساد
- صراع ترامب- أردوغان في سورية, وضربات ماتحت الحزام
- التيار الديمقراطي والحاضنة الشعبية في العراق
- التيار الاجتماعي الديمقراطي .. لماذا؟ (3)
- التيار الاجتماعي الديمقراطي لماذا ؟ (2)
- التيار الاجتماعي الديمقراطي ... لماذا ؟
- تريث أخر في تطبيق قانون التعرفة الكمركية العراقي !؟
- مظاهراتهم للفرد القائد... مظاهراتنا للوطن الواحد
- هل من ادوارد سنودن عراقي ؟
- جمعة بغداد تدور بين ساحات التحرير والفردوس والمتنبي
- ذكريات طفل بغدادي صغير عن ثورة 14 تموز 1958
- ذكريات قديمة عن الشاعر الكبير مظفر النواب
- أنجلينا جولي الانسانة
- خلع الطائفة .. تحد خجول ام بداية الطريق نحو المجتمع المدني و ...
- دولة عراقية بلا عمال هذا مصيرها !!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل محسن - مناعة القطيع ...... مؤشر فشل الدولة العراقية