أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - في ذكرى تشرين وكل أيام العراق المشرقة ح1















المزيد.....

في ذكرى تشرين وكل أيام العراق المشرقة ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6692 - 2020 / 10 / 1 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى تشرين وكل أيام العراق المشرقة


ذكرى الفاتح من تشرين والتي تمر اليوم لا بد لنا من التطرق إلى الكثير من النقاط المضيئة في واقع العراق المعتم دون أن ننسى أن الحركة أيا كان شكلها أو هدفها أو مصدرها فعل منعزل عن مجموعة عوامل وغايات ونتائج، ثورة تشرين 2019 لم تكن خارجة عن هذا السياق المنطقي ولم تكن معزولة غي إطارها العام عن إرادة شعب وحتمية أنتصاره في مطلب تحقيق المصير بعيدا عن التأثيرات القاهرة والمدمرة التي جرته إلى منطقة العتمة التأريخية، تأريخيا الوطن العراقي كجغرافية وتاريخ لم يهدأ يوما في تفاعله مع وجوده لا في الإيجابي منه وهو القليل ولا في السلبي وهو الكثير، الأرض العراقية التي يمكن إطلاق تسمية أرض الرمال المتحركة أجتماعيا ودينيا وسياسيا وفكريا على مر تأريخية جعلته وطن متحرك لا يثبت على شيء ولا يمكن الركون إلى واقعه المنظور وكأنه نتائج حاسمة، أرض العراق أرض الثورات والتمرد والإنعتاق في كل مرة من حالات الأختناق لينطلق من جديد إلى ما يريد.
قد يكون هذا الواقع واحدة من النتائج التي بنيت عليها أفكار خاطئة وتفسيرات مضللة لا تليق ولا تتوافق مع الحقيقية التاريخية المجردة من أن شعب العراق شعب صعب المراس، وشديد في تطرفه نحو قضايا وأتجاهات معينة على النحو الذي جلب له أنطباعا عاما هو كراهيته للسلطة حينما لا تفهم مضمون هذا الواقع وهذه الشخصية الفريدة، حتى مع العصور التي تقرب الحكام فيها من الشعب نجد صعوبة التعامل مع الواقع العراقي واضحة وتنتهي دائما بطلاق كاثوليكي بينه وبين الحاكم مهما كانت عناوينه وأهدافه، هذا ليس عيبا في الشعب ولا منقصة له ولكنه عيب في قدرة الحاكم على إستيعاب الوعي العراقي الفردي والجمعي والتعامل معها على أنها ضروريات التوافق بينه وبين الشعب، لذلك نسب البعض حكايات وخرافات مفادها أن الشعب العراقي حلت عليه لعنة السماء لأنه لا يرضي الولاة عليه أبدا.
لقد غاب عن الكثير من دارسي التاريخ وعلم الاجتماع ومتتبعي حركات السياسة ودورها في بناء المجتمعات والعكس أن هذه الطبيعة الكامنة في التمرد وعدم الخضوع لمنطق القوة والسلطة مردها إلى أن العراقي شخص ينطلق من وعي بعيد جدا في حقه أن يكون ضمن عراقيته التكوينية فقط، لا يمكنه القبول أبدا أن يخضع لأي سلطة تأت من الخارج حتى لو كانت ترتبط معه أو به بوشائج يحترمها ويقدسها، ولا يقبل أيضا أن تفرض عليه رؤية لم يتبناها بما فيها من روح تنتمي له أو لا تثير فيه عوامل الأستفزاز، حتى النظم الدينية التي حكمت العراق بالرغم من إيمان غالبية الشعب العراقي لهذا الدين أو ذاك إلا أنه في النهاية يتمرد عليها ويحاول الفكاك منه لأنه ليس عراقيا بالروح، يمكن أن ينخدع العراقي بالشعارات ويمكن أن يخضع لفترة تحت تأثيرات شد الحماسة والأنتماء لتوجه معين لكنه سرعان ما يكتشف الحقيقية ويعود لتمرده السابق ويعلن الثورة، هذه الوقائع والحقائق ليست أفتراضات أو تخيلات، العراقي كأمه وكفرد لا يطيق الخضوع لسلطة دائمة ولا يرى في دوام رؤية أو فكر ما على أنه أساس ممكن التفاهم عليه، روح التمرد تفرض عليه الرغبة في التجدد والرغبة في تبديل القواعد كلما كان الأمر قد مر عليه زمن ما.
النتيجة التي نستخلصها هنا أن الطبيعة العراقية كشخصية وكتاريخ لم تدرك ولم تفهم على حقيقتها، لذا تأصلت النظرة الخاطئة بدل المعرفة الحقيقية بها والتعامل معها وفقا لما تطرحه من نتائج على الواقع، لو تتبعنا كل الحركات والثورات والانتفاضات التي حدثت في الأرض العرقية منذ نشأت المجتمع الحضاري العراقي ولليوم نجد أن صبغة الأستقرار والركون والمهادنة هي الفترات التي تنعدم وتنسلخ فيها قوة الشخصية العراقية نتيجة المرض الاجتماعي الذي يصيب المجتمع من فقر وقهر وظلم وأستبداد وإن كانت هذه الأمراض عوامل مهمة ومحورية في أستعادة الشخصية العراقية لزمام أمرها مرة أخرى، ولكن اللافت للنظر أيضا أن العراق كشعب ووطن هو أكثر الشعوب حركة في المنطقة وأكثرها حضورا في التاريخ بشقيه السياسي والحضاري وهذا ما حافظ على الهوية العراقية من الضياع والانصهار مع كل الغزوات لتي حاول فيها المستعمر والمستثمر الواقع أن يفعلها لكسر إرادة هذا الشعب والوطن.
هذا الدرس لم يستوعبه حكام العراق الجدد ولم يفهم أهل السلطة الحالية فيه كما فعل السابقون أولا أن يستثمروا حالة القبول الغالب بالتحولات لمسايرة طبيعة الشعب ورغبته في الخلاص من الظلم والأضطهاد تحت عنوان بعث القيمة العراقية للهوية الشخصية، فأنسم الحكام فريقين منهم من توجه شرقا ومنهم من توجه غربا دون أن يدركوا أيضا أن العراقي لا يمكنه أن يكون غير عراقي وأن تشوشت لديه الصورة وأختلطت عليه الألوان ففي الاخر سيصحو ويفتح كلتا عينه على الواقع فيبدأ دورة التمرد من جديد حتى لو كان الحاكم يدعي أنه رسول السماء له، فتوهموا أن الرغبة العارمة التي كانت تجتاح المجتمع العراقي بالتخلص من الحكم الصدامي هي مفتاح السيطرة والهيمنة على العراق، وعملوا على ترجمة خاطئة ومخطئة في التعامل مع شعب ووطن أعادوه تحت شعارات المظلومية والفردية إلى عصور متأخرة ظنا منهم أنهم أمسكوا بالمفتاح الصحيح.
لقد ولدت ثورة تشرين منذ أول يوم وطأ فيه المحتل الأجنبي أرض العراق ودنس كبرياء الحضارة والتجدد والخلاص، ونمت أول بذورها حين رفض العراقيون صيغة الأحتلال في إدارة الوضع السياسي والأجتماعي فيه، وكنت جازما أن الأحتلال في عمق فكرته كان يدرك أن وضع العراقيين بعضهم في وجه بعض قد ينفعهم في السيطرة المؤقتة على الأمور لكنه في النهاية لا بد من أن يواجه أستحقاقات أكبر من مجرد محاولة الحفاظ على بقاء دائم له، فعمد على تأسيس التجزئة وأشاع ثقافة المكونات والطائفية وحتى المناطقية العرقية لعله يؤجل خيار التمرد فترة قد تتيح له تأسيس رؤية أعمق، لكنه ومع مرور الزمن فشل في هذا الخيار واحس أن الكثير من العراقيين لم يعد لهم ثقة بالشعارات التي جاء بها وعليها وأن تحولات دراماتيكيه قادمة في المستقبل قد تضطره لركوب مراكب اصعب مما يواجهها في حينه، العراق إذا كان يتطور في تمرده كلما فشل الأحتلال والسلطة التي جاء بها لإدارة واقع متحرك مضطرب لا يقر له قرار، وتعاظم الصوت الداخلي الرافض لكل ما يدور شرقيا كان أم غريبا حتى وصل إلى مرحلة المخاض الوطني الذي تفجر يوم 30-7-2015 وما تلاها حتى بلغت الذروة في لفاتح من تشرين 2019.
ا



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الفاتح من تشرين ... الوطن يريد وطن
- قيم الأخلاق وصنع السلام والحرية
- الدولة وأدواتها القانونية لحماية وجودها
- من المسؤول؟
- رسالة إلى الأنام
- الإسلام في مكة ج 2 _ من سلسلة تاريخ محمد الصحيح
- الإسلام في مكة ج 1 _ من سلسلة تاريخ محمد الصحيح
- الخطوة الأولى _ من سلسلة تاريخ محمد الصحيح
- الأعداد النفسي لمرحلة البعث
- تأريخ الجزيرة العربية وما حولها قبل النبوة المحمدية
- محمد النبي الولادة والنشأة
- تأريخ مكة القريب قبل الإسلام
- التأريخ والإنسان عاقلا
- عبادة التاريخ
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 11
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 10
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 8
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 9
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 6
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 7


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - في ذكرى تشرين وكل أيام العراق المشرقة ح1