رزان الحسيني
كاتبة ادبية وشعرية، ومترجمة.
الحوار المتمدن-العدد: 6692 - 2020 / 10 / 1 - 23:11
المحور:
الادب والفن
من قال أنك في العشرين من عمرك
او في الثلاثين والاربعين والخمسين
غير ذاك الطنين المدويّ من حولك
مُهنئاً وبعيد،
كيف ضيعت سنةً أُخرى
ووصلتَ سالماً
مثل قارورةٍ زُجاجية
تقعْ مِرارًا ولا تنكسرْ
تدورُ أبدا
كطاحونةٍ هوائية لا تعرفُ السأمَ الأطَلُسيّ..
غيرَ أنكَ واقفٌ
وعيبكَ أنكَ واقفٌ
لا يتحركُ من تحت قدميكَ سوى عمركْ
وأنت تدوسُ عليه، مثل عباءةٍ طويلةْ
او سُلَّم كهربائيّ، تتلمسُ درابزينهُ الباردْ
وتبصرُ أمامك الحياة
وهي تمرُّ صوراً مُسرعة..
من قالَ أنك في العشرين من عمرك؟
وأنت تشعر أنك لا نهائيّ
لا مُحدد طيفٌ غيرَ مرئيّ
يتخبطُ بين جموح أحلامه
وهي تحتشد فوقَ رأسه
تدفعُ به من شبحٍ الى آخر،
تهربُ الى سفينة الواقع النَديّة
زَلِقةً، تغطسُ مع الغروبِ البرتقاليّ
حيث تتشبثُ بها بخصلة سوداء من شعرك
ولا يزيدك التعلّق سوى سقوطا
وتهوى كنيزك فرَّ من الفضاء
الى أرذلِ مُستقر
تنسكبُ وحيداً، كقطرة مطر
ضحّت لتروي عطشَ عُشبٍ ما
لتلقي نفسها ملفوظةً
من على إحدى النوافذ..
لكن عيبك أنك لا تُرى
شفافُ يسخرُ منك
طينُ قاعَ النهر،
معلوم الهوية راضٍ باحتوائهِ كل ذاك الماء
دون جُهدٍ أو إثارةَ للانتباه.
الخامس والعشرون من أيلول
لا يتكبدُ عناء التفتيش عني
يراني من بعيد فتلوْح بيدهِ
نظرةً ظافرة
يجدني كل عام،
الخامس والعشرون من أيلول
أسند ظهري
على ذاك الجدار المُتقشر نفسه
جدار رأسي.
25 أيلول.
#رزان_الحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟