أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - عهر سياسي ليس أكثر














المزيد.....

عهر سياسي ليس أكثر


ميساء المصري
(Mayssa Almasri)


الحوار المتمدن-العدد: 6683 - 2020 / 9 / 21 - 05:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو العنوان نشازا ..لكنه يصور الحقيقة ، التي مازالت أطوارها متواصلة ولا نعرف طبيعة نهايتها حتى الآن..وقبل أن أحدد مسرحها وشخوصها أتوقف قليلا عند مقارنة وسرد التاريخ , كثيرون هم من يفكرون بساسة الأمس ويعيشون على أمجادهم ....وأقاويلهم ونضالهم وربما أفعالهم التي كانت في ذلك الوقت منتقدة..وربما مرفوضة.
أما ساسة اليوم ،فلم يخالفوا التوقعات , عملية استنساخ أنظمة وإستنساخ خصوم , مع تبديل للمقاعد السياسية فقط . وغالبيتهم ساسة الياقات البيضاء والصدفة والهرولة خلف المناصب والمكاسب، ساسة الوراثة، التي لايميزون فيها لا حلالا ولا حراما، و بعضهم قضوا أكثر من نصف العمر يخافون من دخول الحمام بالقدم اليسرى قبل اليمنى كي لايئثموا...... سياسيونا كل همهم أن يقضوا السنوات الأربع في صراعات ومناكفات ثم يسارعوا للإتفاق من أجل الحفاظ على ما هم فيه وإبقاء الناس على ما هم عليه .
ومخطئ...في وقتنا الحالي كل من يفكر بالثنائيات، وبضرورة أن ينتصر طرف على طرف. أو سوف يكون على الجميع أن يتعايشوا ويتنافسوا في إطار نظام معين قد يكون التطبيع او سقوط كرسي السياسة , والوهم بصراع على خدمة الشعب قبل المصالح , وقواعد لا تقتصر على حكم الأغلبية، بل تتضمن أمورا كثيرة أخرى ، أغلبها ما يضع قيودا على الأغلبية لتجديد الديكور وتغيير وجه القانون .
القائم على الساحة الآن ليس صراعا ولا تفاوضا ولا حلول سلمية أو نوايا صادقة ، وليس هدفه السلام و نبذ العنف و حقن الدماء و تلبية مطالب الشعوب ، بل جاءوا بشروط ونية مسبقة لإستمرار الكارثة،. بمؤامرات الغرف المغلقة !!!.
لو حاولنا بكل حيادية أن نشخص السلوك السياسي العربي في هذه اللحظة التاريخية من واقع البلاد العربية الذي نعيشه ..في تعبير مختزل، فلن نجد أفضل من كلمتي «عهر سياسي» او Political immorality. ولو حاولتم البحث عن الموضوعات التي تحمل المسمى ذاته من خلال محرك البحث «غوغل» فقط في الوطن العربي لوحده ، فستجدون أن عددها يبلغ615,000 مادة. ولو أسقطنا منها ما هو مكرر او متشابه فسنجد ، ما لا يقل عن نصف مليون موضوع يناقش «العهر السياسي لدى العرب». وهذا يقودنا الى سياسات عاجزة رغم عهرها تسود المنطقة العربية تفترش أكثر من مكان، وتبرز في أكثر من حالة معينة بذاتها بدون فائدة .
وقبل السياسة فإن العهر في اللغة، هو الفجور بمعنى الظلم، والكذب، والمكر والخداع والخيانة ....وهذا ما نشهده اليوم بوضوح على الساحة العربية.
أما السياسة فقد توصف بأنها فن الممكن في حيز المتاح وتحقيق المصالح بالنظر إلى مصالح الغير والسياسة مصنع الحياة ومدرسة المبادئ .وليس كما هو موجود على أرض الواقع فهي مكر وخداع الأخر وميكافيلية وركوب الموج وإنتهاز الفرص وإقتناصها.
ولنكتفي بمواقف جامعة الدول العربية، صامتة صمت القبور، في مرحلة تتطلب منها أن ترفع صوتها عاليا أزاء قضايا مصيرية وما أكثرها توالدت وتكاثرت بما لا يخدم عروبتنا ,تلك التي تلم بالساحة الفلسطينية، وأخرى تشهدها الساحة العراقية. او سوريا ثم ليبيا واليمن ولبنان فالسودان فتونس ومصر ...ومن تبقى من دول تجمع شتات نفسها وتلملمها خجلا ...، بشكل علني سافر أو مبطن مبهم، متشحة بما يسمى بالشرف السياسي . تحت ستار كثيف من دخان البروباغندا والمناورات، وإخفاء بعض ما أُبرم من تفاهمات وصفقات وتسويات. والتي كانت شرطاً للطبخة الصهيونية .
ولا أدري كيف إمتزج هذا الخليط السحري رغم ما يبدو بين بعض مكوناته من تناقضات.. ودخولنا الى نفق مظلم من الطاعون الأصفر الى الطاعون السياسي والعرب أدوات في كل ما يجري. ..فعلى المستوى الفلسطيني حدث ولا حرج ,القضية تجاوزت ردود الفعل عليها وبات العهر حد الثمالة ، اما مصر خارجيا و بأوضاعها الداخلية التي باتت تمزق نسيجها الإجتماعي وتشل عضلاتها السياسية وتناحرها مع الشعب بطريقة تثيرالإشمئزاز ، وأخرى مثل السعودية التي تنهكها أيدلوجيات تتشاركها مع دول الخليج...التي إنسلخت من كينونتها لتهرول واهمة نحو مصالحها . وأصبحت أغلب الدول العربية تمارس العهر السياسي بوقاحة التعصب الوطني وتوظيف النفاق السياسي القمعي.
ما يجري على الأرض العراقية من مشروعات إيرانية، تقابلها أخرى تركية بشكل مستقل، كل منها تحاول فرض نفسها كقوة إقليمية شرق أوسطية ، مما يبيح للاثنتين: إيران وتركيا تعزيز نفوذهما، عبر قوى محلية فقدت أدنى قيم إلتزامها الوطني، فلم تتردد في بيع العراق مقابل مكاسب آنية رخيصة، ناسية، أو متناسية عن عمد، أن نتائج هذا السلوك السياسي ستكون وخيمة وهو نفس السيناريو المتكرر في ليبيا صراع دول وادوات وميلشيات وبقايا جيوش واجندات أسلحة . والمشهد القاتم المشترك في دول عربية أخرى مثل لبنان والاردن وتونس ومصر والمغرب هو الخسائرالإقتصادية التي باتت سيدة الموقف من تجويع وفقرمدقع وبطالة متفشية وفساد مؤسساتي تفوح منه رائحة المؤامرة العالمية و يكاد يصل بنا الى حافة الهاوية .
لم تعد هناك ثوابت دولية , ولم يعد هناك قوانين دولية , ولم يعد هناك مؤسسات دولية .كل ما يجري محاولة تخدير الشعوب وتذويب الدول الضعيفة , بأن لا تتجاوز الحدود وان تبقى بحالها لتأكل وتعيش بعد ان تم تجويعها وحتى يأتيها الموت أو الفوضى بإرادة صهيوأمريكية .
تم وضعنا داخل جزء من أرضنا وتم تقسيمنا, حتى وصلنا لمرحلة أن نقسم أنفسنا , وأن ننقلب على ذاتنا و نسير بخطى أعداءنا وما يخططون ضدنا.
هل ستتحرك الشعوب العربية التي غالبيتها تعاني التهميش والتكميم والقمع والتغييب والتقزيم والتفتيت ؟ وهل سيندم ساسة الدول العربية على عهرهم السياسي الذي يصرون على ممارسته، وفي وضح النهار....أم سيقف التاريخ شاهد زور على فشلنا.



#ميساء_المصري (هاشتاغ)       Mayssa_Almasri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطبيع ملزم بأموال عربية ..
- الأردن : الفساد و إشكالية رجل الدولة ورجل السياسة والإقتصاد.
- جاسوس نتنياهو ... من مجرم الرصاص المصبوب الى دسائس أمنية شخص ...
- كتاب بولتون ..إحذروا أحجية الجهل العالمي
- خطة الضم ...الأردن وفلسطين ..والتدرج الزمني لنتنياهو ...
- الأردن ..ما بعد صدمة كورونا
- ماذا لو أصيب ترامب بالكورونا ؟؟؟
- حرب أسعار,صراع ديوك,غطس في النفط , وحرق دول..فمن الخاسر الأك ...
- لغز قروض البنك الدولي ....ولعبة الحكام بالشعوب
- وزراء الخارجية العرب مغيبون.. و شعوب متهمة بمعاداة السامية.. ...
- من البتراء حتى مكة ... سنوات التيه العربي والبيع على المكشوف ...
- الأردن : أسلحة صامتة ..لحرب هادئة .
- الأردن .. وما خفي إعلانه من صفقة القرن .
- صفقة القرن ..فخ للأردن .. وبالون إختبار بحجم الشرق الأوسط .
- كورونا ...القاتل المقبل للعرب
- حرة عربية ..ترد على تصريحات السفير الأمريكي ضد الأردن .
- العشائرية الأردنية .. قادم الأيام لكم, فلسطيني أم أردني .
- الإعلام الصهيوني :اليمين الإسرائيلي يخطط للملك عبد الله الثا ...
- (ترامب , نتنياهو , خامنئي )..ربحوا ...وخسر العرب كل شيء .
- الأردن بين مواجهة أمريكا و إيران


المزيد.....




- وفاة شرطي ألماني أصيب بطعنات في هجوم على تظاهرة مناهضة للإسل ...
- كيف ثبت علميا وجود سلف مشترك لكل ما هو حي؟
- نقطة حوار - مبادرة بايدن: هل تقبل إسرائيل وحماس بالمبادرة لإ ...
- إحداها من أصول رومانية: تعرف على أبرز قبائل شبه جزيرة سيناء ...
- مقتل شخص وإصابة 26 آخرين في إطلاق نار في أوهايو الأمريكية
- القاهرة تشترط انسحاب إسرائيل من معبر رفح
- اتفاقية روسية عراقية في مجال التعليم
- خطة بايدن لوقف حرب غزة.. سعي أمريكي لاستعادة النفوذ
- المعارضة الأرمينية تنظم مظاهرة احتجاجية وسط العاصمة يريفان
- وافقت عليها إسرائيل.. قناة -11- العبرية تكشف عن بنود جديدة م ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - عهر سياسي ليس أكثر