أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربيع نعيم مهدي - أعراس الثعالب - 4 -















المزيد.....

أعراس الثعالب - 4 -


ربيع نعيم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 6681 - 2020 / 9 / 19 - 15:19
المحور: الادب والفن
    


ملاحظة: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع..

(29)
ما ان اكتملت مهمة طاهر يحيى باعتقال الشيوعين في معسكر الرشيد حتى اجتمع بعددٍ من الضباط الذين لا زالوا مترددين في الالتحاق بالثورة.
- سأتحدث معكم بصراحة.. لسنا وطنيين، الثورة التي قمنا بها لإنهاء الحكم الملكي كانت بإرادة بريطانية، والسبب، ان نوري السعيد أدرك ان امريكا بعد الحرب العالمية بدأت بسحب البساط من تحت اقدام المملكة المتحدة، فأراد الباشا ان يؤسس لتحالف جديد، لكننا أنهينا هذا الأمر وقمنا بإعلان الجمهورية، وللأسف.. أصبحنا اليوم على قناعة بأن سياسة نوري السعيد كانت ذكية وبعيدة المدى.. المهم.. اننا اليوم اعلنا الثورة على الزعيم، واتوقع ان تكون نهايته خلال ساعات، والأمر متروك لكم، من يريد الالتحاق بنا فأيادينا ممدودة، ومن يريد ان يتخلف عنا ففي السجن مستع له، وتذكروا جيدا.. كان ولا زال بمقدرتنا تصفية من يعترض، وهذا ما لا اريد اللجوء اليه معكم....
العميد الركن فاضل عباس حلمي آمر اللواء 19 بقي في مكانه منتظراً اشارة للرد على الهاتف الذي ازعج رنينه طاهر يحيى .

(30)
في ظل القصف، سادت على مكتب عبد الكريم قاسم حالة من الفوضى، ففي الوقت الذي ابلغ فيه قاسم الجنابي عن انهائه الاتصالات مع آمري الأفواج والألوية لتنفيذ خطة أمن بغداد دخل الملازم أول كنعان حداد لإخبار الزعيم بان الجماهير التي احتشدت قرب وزارة الدفاع ستخرج عن السيطرة، وهي تطالب بتوزيع السلاح.
طلب الزعيم من مرافقه الاتصال بآمر اللواء 19 قبل ان يجيب كنعان
- كنعان.. اذهب الى العقيد عارف يحيى وابلغه بسحب جنود فوج الحماية الى القاعات وايقاف اطلاق النار، ثم اخرج الى الناس واطلب منهم العودة الى منازلهم
اعاد المهداوي طلبه بتفعيل المقاومة الشعبية وتوزيع السلاح
- كريم.. أرجوك ان تسمعني وتفكر في كلامي.. الوقت ليس بصالحنا.. توزيع السلاح سيفتح جبهة ثانوية تساعدنا في إشغال المتآمرين، وتمنحنا بعض الوقت لتشكيل قوة كافية لإنهاء الحركة، وفي كل الاحوال إن لم تتمكن المقاومة الشعبية من القضاء على المتآمرين فهي بالتأكيد ستضعف موقفهم.
الزعيم وجّهَ أوامره لآمر الانضباط العسكري بان يرسل مفرزتين بأقصى سرعة، الاولى تتوجه الى مرسلات الاذاعة في ابي غريب لتستعيد السيطرة عليها، والثانية تتوجه الى معسكر الرشيد. ثم التفت الى المهداوي وتحدث بهدوء
- فاضل.. نحن أقوياء.. الامور لا زالت تحت السيطرة، وتذّكر.. هذه ليست الاولى وقد لا تكون الأخيرة، سأكون صريحاً معك، أتدري انني أشعر بالندم للمشاركة في الثورة؟؟.. أتعرف ما السبب؟؟.. لأنها فتحت شهية العسكر للقتل.. فمنذ ان جلست على هذا الكرسي وانا في كل يوم أضيف الى قائمة المعادين اسم جديد، البعض منهم كانوا رفاق لنا وقاتلنا معاً، واليوم أجد صدري هدفاً لنيران رصاصهم...
قاسم الجنابي قطع حديث الزعيم عندما سلمه سماعة الهاتف
- سيادة الزعيم.. آمر اللواء 19 على الهاتف
بدون مقدمات سأل عبد الكريم قاسم عن الموقف في معسكر الرشيد، فلاحظ الجميع ملامح وجه الزعيم التي تغيرت في لحظة، فالصدمة التي شعر بها افقدت الهدوء الذي طالما تحلى به.
- فاضل.. الموقف سيُحسم خلال ساعات.. وبالتأكيد لن يكون في صالحكم ولا في صالح القيادة التي تتحدث عنها..
أنهت إحدى القذائف الاتصال بعد ان سقطت بالقرب من مكتب الزعيم، لكن المتواجدين فهموا ان اللواء الذي قاده عبد الكريم في ثورة 1958 قد انقلب ضده.

(31)
في تلك اللحظة شعر طاهر يحيى بأن القسم الأول من مهمته قد أُنجز، وعليه الآن ان يبلغ مجلس قيادة الثورة بان معسكر الرشيد تحت السيطرة وان القطعات المتبقية بانتظار الأوامر، لكن..
- اين يقع مقر القيادة؟..

(32)
قرر الزعيم التوجه الى مبنى الإذاعة في الصالحية لإلقاء خطاب قصير والعودة سريعاً، لكن طه الشيخ اعترض طريقه مطالباً إياه بتسجيل الخطاب وإرساله للإذاعة، فوجوده بين الجنود افضل من غيابه لأي سبب.
قاسم الجنابي لم ينتظر ان يوجه له أمر ، وبسرعة أحضر آلة التسجيل ليبدأ الزعيم إلقاء خطابه المرتجل.
- إلى أبناء الشعب الكرام، وإلى أبناء الجيش المظفر.. إن أذناب الاستعمار وبعض الخونة والغادرين والمفسدين، الذين يحركهم الاستعمار لتحطيم جمهوريتنا، يحاربوننا بحركات طائشة للنيل من جمهوريتنا وتحطيم كيانها.. إن الجمهورية العراقية الخالدة، وليدة ثورة 14 تموز الخالدة لا تقهر.. نحن نعمل في سبيل الشعب، وفي سبيل الفقراء بصورة خاصة، وتقوية كيان البلاد.. فنحن لا نقهر، وإن الله معنا.. أبناء الجيش المظفر والوحدات والقطعات والكتائب والأفراد.. أيها الجنود الغيارى، مزقوا الخونة، اقتلوهم، اسحقوهم.. إنهم متآمرون على جمهوريتنا ليحطموا مكاسب ثورتنا.. هذه الثورة التي حطمت الاستعمار وانطلقت في طريق الحرية والنصر.. وإنما النصر من عند الله.. والله معنا.. كونوا أشداء.. اسحقوا الخونة والغادرين.....
ومثلما أنهت قذيفة عمياء اتصال الزعيم بآمر اللواء 19 تمكنت أخرى من اجباره على انهاء خطابه، فالأخيرة استطاعت ان تكون أشد ضرراً من سابقتها وتبعثر حتى أثاث المكتب.

(33)
عند بوابة مبنى الإذاعة توقف رتل الدبابات ولم يترجل منه أحد، فالهدوء الذي يعم المنطقة أثار المخاوف لدى خالد الهاشمي بأنهم تعرضوا لكمين، وهذا ما دفع عبد السلام عارف الى الترجل بحذر من احدى الدبابات مستكشفاً المكان، وعندما أيقن ان الخطر لا وجود له أخرج مسدسه واطلق في الهواء عدداً من الرصاصات ليقتحم الجنود برفقته مبنى الاذاعة .

(34)
بعد بحث سريع بين الأنقاض والاثاث المتناثر التقط الزعيم الهاتف واتصل بالإذاعة لإبلاغهم بانه سيرسل تسجيلاً لخطابه بيد النقيب سعيد الدوري، وشدد على بث التسجيل حال وصوله اليهم وانهى الاتصال دون ان يعلم بان محدثه على الجانب الآخر من الخط كان يُجيبه تحت تهديد السلاح .

(35)
خارج أسوار وزارة الدفاع لم تكتفِ الجماهير بترديد الشعارات والهتافات، حيث شاع بين المتجمهرين نوع من التنظيم العفوي لتشكيل خط دفاع أولي، ففي شارع الرشيد انتشرت مجموعات صغيرة مسلحة بالمسدسات والعصي، كان هدفها رصد حركة المتآمرين ومواجهة عناصر الحرس القومي أن تطلب الأمر، وهذا ما حدث.
فعندما تقدمت إحدى المدرعات بين الحشد بالقرب من ساحة الميدان، صعد على متنها أحد المتظاهرين في سلوك كان في ظاهره التأييد لكن حقيقته الاستفزاز، إذ يبدو انه لم يقنع بأن هذه الآلية أتت لنصرة الزعيم، فراح يصرخ ويردد على مسامع جنودها
- " ماكو زعيم إلا كريم.. ماكو زعيم إلا كريم .."
أحد الجنود شعر بالخوف وأعتقد ان أمرهم قد كُشف، وللدفاع عن نفسه اطلق النار على المتظاهرين وقتل عدداً منهم، لتحدث أول مجزرة قرب وزارة الدفاع انتهت بحرق المدرعة بمن فيها.

(36)
عند وصولها الى الصالحية سارت العجلة التي يستقلها النقيب سعيد الدوري بهدوء بين العسكر المنتشر حول مبنى الإذاعة، ثم اجتازت دبابتين وتوقفت عند الثالثة.
ترجل النقيب منها وتسمر في مكانه، فالابتسامات التي تبادلها مع الجنود كانت تخبره بأن الحال ليس كما يبدو، "من أين أتت هذه الدبابات؟".. "الزعيم لم يرسل الى الاذاعة أيّ قوة لحمايتها؟".. أسئلة كانت تبحث عن إجابة..
حمل الشريط الذي يحتوي خطاب الزعيم وتقدم الى داخل المبنى، سار في الممرات بين عناصر الحرس القومي، كان يتوقع ان يتم اعتقاله أو قتله في أيّة لحظة..
باب أحد المكاتب كان مشرعاً، فلمح علي صالح السعدي وصالح مهدي عماش، توقف للحظة لكنه أكمل مساره بخطى خجولة أوصلته الى المكتب الذي يجب ان يتم فيه تسليم الخطاب.
طرق الباب ودخل، وعندها وجد نفسه في مواجهة عبد السلام عارف واحمد حسن البكر، وللحظات ساد فيها الصمت، امتدت الأيادي نحو الأسلحة في سباق بطيء جداً للقتل انتهى بدخول علي صالح السعدي موجهاً مسدسه الى رأس النقيب.
تدخل عبد السلام لتهدئة الموقف وطلب من الدوري تسليم التسجيل لكنه رفض
- انتم عسكر وتعرفون جيداً ان شرف الجندية يقتضي تنفيذ الأوامر مهما كان الثمن، وواجبي هنا هو تسليم التسجيل الى مسؤول الإذاعة.. فقط
أمسك عبد السلام بكتف أحدهم واوقفه بمواجهة النقيب
- تفضل.. هذا أحد الموظفين وهو المسؤول هنا..

(للحكاية بقية)



#ربيع_نعيم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعراس الثعالب - 3 -
- أعراس الثعالب -2 -
- أعراس الثعالب - 1 -
- ايران والاقليات والثورة -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ا ...
- ملالي في خانة المعارضة -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في اي ...
- الاخوان والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- إمامٌ في حضرة الفقيه -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايرا ...
- اليسار والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- رواية العم سام -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- 8 ساعات في معسكر الرشيد
- قطار الموت 1963
- آبار الدولة الاسلامية
- بنادق الجماعة
- سطور من تاريخ التكبير
- إِمامٌ وشياطين -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-


المزيد.....




- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربيع نعيم مهدي - أعراس الثعالب - 4 -