أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - قاطعوا إسرائيل و.. لا تقاطعوا الإمارات!















المزيد.....

قاطعوا إسرائيل و.. لا تقاطعوا الإمارات!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6669 - 2020 / 9 / 6 - 00:20
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


العرب فنانون في خسارتهم الأصدقاء وفاشلون في استمرار مقاطعتهم للعدو أو المحتل!
المزايدة الوطنية نُظهرها في الأزمات؛ أما المزايدة الدينية فهي لصبغ القداسة على الموقف حتى لو كان صادرا عن جهل.
متابــَعة موسَعة ودقيقة لوجهات نظر العرب في القرار الإماراتي بالتطبيع مع إسرائيل نكتشف أننا تصادمنا مع دولةٍ عربيةٍ شقيقة أضعاف ما فعلنا مع الاحتلال الصهيوني لبلادنا، واستخرج العرب قواميس التخوين والعداوة والتحدي والمقاطعة واستدعاء شهادات إعلامية من التاريخ وكل من ضاعت عليه فرصة العمل في دولة الإمارات أو الاستفادة المادية ذهب إلى ساحة المعركة الفضائية والصحفية الورقية عارضا قوته ومعلوماته كأنه سيقود الفرسان في ساحة الوغىَ.
قبل أن أسترسل ويُساء الفهم فموقفي لم يتغير طوال حياتي ولو للحظة واحدة( أقيم في أوروبا منذ 47 عاما)، وأنا مقاطع صُلب للاحتلال ولم تدخل بيتي حبة برتقال استوردته أي جهة من إسرائيل، وعلــّمت أبنائي وسيتعلم منهم أحفادي أن مقاطعة كيان الاحتلال واجب وطني وقومي( أقصد هنا أشقاءَنا الأكراد والأمازيج والطوارق وغيرهم) وإنساني وعربي، هذا لئلا يبدأ قارئو السطور الأولى في رفع راية المزايدة الوطنية.
هناك مئة نقطة اختلاف بيني وبين الإمارات وكلها محشورة فيها مشاعر حب تدفئها بانتظام روح الشيخ زايد، أسكنه الله فسيح جناته.
لكن التخوين والمقاطعة والتشكيك وصهينة دولة عربية عمل لا أخلاقي ولا يليق بي، فدولة الإمارات عاهدت مواطنيها ووافديها على التقدم والنهضة والتسامح والعلوم والآداب والبحوث والرفاهية وصناعة دولة تحكمها قوانين صارمة في الحياة اليومية النظامية للإماراتيين وضيوفهم من العاملين على أرض الدولة.
رغم محبتي للإمارات وشعبها وقيادتها فتحفظاتي الكثيرة لم تمس مشاعري، وتمنياتي الخير والاستقرار والسلام للدولة لا تعني أن أغض الطرف عن مواقفي المبدئية.
نبدأ بالتخوين الذي احتل مواقع الصدارة في وسائل الإعلام العربية والفارسية والتركية رغم أن كل المُخوّنين جالسون في قطار التطبيع( باستثناء طهران ودمشق) ولا ندري في أي محطة سيستقبلهم نتنياهو أو من سيجيء بعده.
كلهم مُطبّعون، في مصر وقطر وتركيا والأردن وعلى رأسهم القيادة الفلسطينية صاحبة أطهر قضايا العرب.
الدعوة الحمقاء والبلهاء واللامسؤولة لمقاطعة دولة الإمارات تؤكد أن الجماهير العربية كقياداتها تماما، في سنة أولىَ سياسة رغم صراخها الوطني بالوعد والوعيد لمن يُطبّع مع اسرائيل.
مقاطعة الإمارات أسوأ من التطبيع ذاته، فهي تفتح الأسواق الإماراتية للبضائع الاسرائيلية بدلا من منتجات إيرانية على الشاطيء الآخر ومنتجات تركية لها شعبية في الإمارات ومنتجات كُردية تتفوق على نظيراتها في الأسواق الأوروبية، وطيران سينزوي وتحل محله شركة العال.
المال الإماراتي سيتوجه إلى إسرائيل بدلا من مكانه الطبيعي في المحيط الخليجي ومعه التركي والايراني والكُردي، ونحن الخاسرون.
الحملة القطرية على التطبيع، والذي أنا مناهض له تماما، يخرج من خواء وطني فالدوحة مُطبـــّعة مع الاحتلال الصهيوني، ومسؤولون قطريون كثيرون يتسوقون في مولات تل أبيب.
دولة الإمارات تستطيع أن تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؛ فيغادرها فلسطينيون أعطوها من محبتهم وجهدهم وعرقهم ووضعوا بصماتهم التعليمية على عقول مئات الآلاف من الإماراتيين الذين احتلوا مناصب تربوية وسياسية وإعلامية بعدما كبروا في الدولة، وعرقلوا أي اقتحام اقتصادي اسرائيلي ويأتي فلسطينيون برخصة إسرائيلية ممهورة بموافقة أجهزة الأمن الصهيونية وشقيقتها في رام الله، فنخسر نحن وتخسر الإمارات وتربح إسرائيل.
أختلف مع الإمارات في التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، واختلف معها في استمرار الحصار على قطر( بعدما أدىَ رسالته في العام الأول وأفصح عن الغضب الخليجي من الدعم القطري للتيارات الإسلامية)، و اختلف قطعا في استمرار الحرب اليمنية رغم تعاطفي مع الإمارات في الموقف من الحوثيين المدعومين من إيران، واختلف مع الإمارات في الموقف من الصراع في ليبيا وكذلك في دعم الصحافة المصرية التي إنْ ساندت حقّا أصبح باطلا، واختلف أضعافا مضاعفة في دعم الإمارات لديكتاتور مصر عبد الفتاح السيسي.
لكنني أعارض وبشدة ترك الساحة الإماراتية ترتع فيها الدبلوماسية الإسرائيلية ورأس المال الصهيوني والإعلام الموسادي الموجه من تل أبيب.
كلنا إماراتيون ولو كان بيننا وبين أبوظبي ملء الأرض اختلافات وخلافات ورؤى متناهضة، ومن أراد التخوين بسبب التطبيع فأمامه قطار التطبيع العربي/الإسرائيلي وسيجد معظم الوطن العربي الكبير قد حجز مكانه فيه قبل الوصول للمحطة الأخيرة وطرْد الحُلم العربي.
أنا خائف على النهضة الحضارية والثقافية ودولة الرفاهية والنظام التي أسسها الشيخ زايد وورثها أبناؤه وأبناء الشيخ مكتوم أنْ تُحاصَر من الإعلام الايراني( محتل الجُزر الثلاث)، والاخواني، والتركي، والقطري المُطبّع مع التيارات الإسلامية المتطرفة.
استفزاز الإمارات في اتهامها بالخيانة كما يزعم أباطرة التطبيع في فلسطين المحتلة سيزيد شُقة الخلاف وتتوسع حفرة سنسقط فيها جميعا.
أنا أرى أن الوقوف الطبيعي والعروبي والقومي يبدأ بمقاطعة اسرائيل داخل الإمارات، والدخول بكل الثقل للمجالات التجارية والمالية والثقافية والعُمّالية داخل الدولة فكل مؤسسة تخلو بسبب التخوين سيحل محلها أصدقاء جُدُد مرسومة على منتجاتهم نجمة داود.
على الفلسطينيين أن لا يتدخلوا في الشأن الإماراتي كما حدث في الأردن ولبنان والكويت، لكن عليهم أن يبتدعوا مقاومة من نوع جديد وذكي لا يخسرون فيها شبرا واحدا من بلدهم الثاني .. الإمارات.
الفلسطينيون المقيمون في دولة الإمارات لهم ما للإماراتيين ومن يترك الدولة غاضبا سيأتي بدلا منه مُنتَج عربي مزيف ومصنوع في الدولة العبرية.
أنا ضد التطبيع وغاضب على اتهام الإمارات بالخيانة وغير راضٍ عن مقاطعة دولة عربية كريمة بعد عشرات السنوات من الخير والدعم والمساهمة والمساندة التي لم تتأخر الإمارات فيها عن أشقائها العرب.
كلماتي ليست ضوءًا أخضر للتطبيع، معاذ الله، لكنه ضوء أحمر لحماقة المزايدين دينيا ووطنيا وكثير منهم في نفس الصف مع إيلي كوهين.
الشجاعة أن تقاطع عدوَك لا أن تتهم أخاك بالخيانة.
الشيخ زايد، رحمه الله، ترك إرثا أخلاقيا أيضا قد نكتشف قِسمَه الأعظم قريبا أو بعيدا عندما تنسحب الإمارات من ليبيا ومن اليمن ومن الخصام مع ثورة 25 يناير المجيدة التي أطاحت بمبارك.. عدو العرب الأول.
الإمارات لنا جميعا وليست لكيان الاحتلال، والمعارك الدونكيخوتية ضدها ستجعلنا نحن الخاسرين.
أكثر العرب مُطبّعون، لكنهم كالتي ترتكب الفاحشة وتُحاضر في الفضيلة.
إن الضربَ تحت الحزام ضد الإمارات الذي تقوم به جماعة الاخوان المسلمين في قنوات مدعومة من تركيا وقطر وتيارات إسلامية أخرى عمل لا أخلاقي وقميء وجبان، ومكتظ بالشائعات والافتراءات، وليس فيه من النُبْل ذرة واحدة.
من كان لديه حِسّ عروبي ووطني ومعادٍ للاستعمار والاحتلال والاستغلال فليقاطع إسرائيلَ فقط، وليحفظ الودَّ والدفءَ والدعم والعطاء للإمارات ولو كان بينه وبينها مئة خلاف و.. اختلاف!
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 5 سبتمبر 2020



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنصات لأنفاس الأرانب!
- هل تريد أنْ تربح رضا الرئيس؟
- كورونا والسجناء وأوهام الأمل الكاذب!
- معاناة الجيل الأول مع وطن غادروه!
- فيروس كورونا يرفع الحصار عن قطر!
- رؤيتي للرئيس السيسي!
- متى بدأ المصريون يكرهون القراءة؟
- الفضيلة أن نقتل جميع النساء!
- عبقرية المصافحة بين الرجل و .. المرأة!
- تمنياتي لسوزان مبارك بالشفاء!
- ماذا لو كان عبد الناصر؟
- كلمات غضبٍ عن مقارنات الإسلام والمسيحية!
- معجزة السيسي بدون منازع!
- الخِطابُ الجنازة!
- أسباب الفشل المؤقت للإطاحة بالسيسي!
- رسالة حُب من مصري مؤيد للسيسي!
- رؤيتي لمحمد علي!
- مصريون وسوريون يشتعلون في الشاورما!
- هل أُراجِع نفسي و.. أعتذر عن كتاباتي؟
- المصريون غاضبون لسبب واحد!


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - قاطعوا إسرائيل و.. لا تقاطعوا الإمارات!