أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حدريوي مصطفى (العبدي) - رؤية لحلحلة مشكل التعليم في حضرة كورونا















المزيد.....

رؤية لحلحلة مشكل التعليم في حضرة كورونا


حدريوي مصطفى (العبدي)
(( Hadrioui Mostafa ( El Abdi)


الحوار المتمدن-العدد: 6667 - 2020 / 9 / 4 - 20:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


التعليم عن بعد تاريخيا.
التعليم "عن بعد " هو ظاهرة تعليمية قديمة جدا، كانت أولا "على بعد "، لما كانت وسائل الاتصال غير فعالة كما هي عليه الآن، والأخبار الواردة والرسائل تحتاج أيام، وأيام لتصل إن وصلت! لكثرة المطبات: من قطاع طرق، وحروب وأوبئة...
وعلى سبيل المثل لا الحصر نذكر من علمائنا الأجلاء المغاربة من سافروا طلبا للعلم على بعد: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي، والعلامة القاضي عياض، وابن تومرت مؤسس الدولة الموحدية...
ابتداءا من القرن الثامن عشر، عند تطور وسائل النقل، و تبني الدول الخدمات البريدية كرافد مهم وفعال في التنمية والتطور لا محيد عنه، بدأت تظهر مدارس تقدم خدمة التعليم عن بعد للراغبين في تعميق دراستهم. او لكسب مهارات غير متوفرة مكان إقامتهم، ما فتئتْ أن تنامت بتطور وسائل الاتصال وسرعة وسائل النقل، لتصل ذروتها مع سيادة الأنترنيت.. وترسخ أيضا قي قرار النخبة المتعطشة للتعلم جدوى، ونجاعة التعليم عن بعد كخيار لتوسيع أفاق معارفهم.
المغرب لم يكن بعيداً عن الحدث، فقد عرف وجود مدارس غربية تلبي الحاجة، و خلال ثمانينات القرن الماضي شخصيا، وقفت على نشاط مركز تكوين مهني بالرباط وهو يزود الراغبين في تتبع تعلم تقني في الاليكترونات مقابل أجر بسيط في حدود 40 درهما للمجزوءة.
هذا النسق من التعليم لم يندمج كليا مع المنظومة التعليمة، ولم تهضمه، ولم تتقبله الدول جلها حتى شواهده النهائية، ربما لخروجه عن سيطرتها عليه وعلى برامجه، وبيداغوجيته، ورغم ذلك.. ظل صامدا، فارضا وجوده في سوق التعليم الحر.
لماذا؟
لأنه بكل بساطة، الفئة الناشدة خدماته، فئةٌ ناضجة، تواقة للتعلم وراغبة في توسيع مداركها من تلقاء نفسها، لا تعير اهتماما للشواهد بقدر ما تهتم بالمعرفة والتوسع في الميدان الذي تنشط فيه، وتحاول تتبع مستجداته، وكثيرها يكون في الغالب من المهندسين، والأطباء والمصممين والتقنيين...إلخ
التعليم زمن الكورونا.
مع جائحة كورونا، وسرعة انتشارها في الأوساط المغلقة، صار التعليم مستحيلا، فسارع المغرب في تبني التعليم عن بعد، منتهجا الخطة الفرنسية بحذافرها دون التفكير في تبني برتكول يتوافق والخصائص المغربية...ويراعي للفروق الشاسعة بين البنى التحتية و الحالة الاجتماعية والاقتصادية البينة بين الدولة الفرنسية والمغربية... ظنا منه أن ما نجح في الشمال، ينجح في الجنوب، أو ربما وهذا هو الأرجح لقصور الفكر الخلاق عند المغاربة لإيجاد صيغة ملائمة وبيئتنا، أو مخافة تبني برنامج يفشل اخيرأ، والفشل وزر لا يحتمل!
فعلا.. بعد شهرين بدأت وسائل الاتصال الفرنسية تنقل تدمر الآباء وأولياء الأمور، وحتى الهيئة التعليمية، وقبل هذا التاريخ بدأت بوادر فشل تظهر عندنا نحن، بل بمجرد انخراط المغاربة في هذه التجربة تنبأ كل ذي تصور لمسارات العمليات البيداغوجية بأنا لن نكون موفقين!
نعم..! كيف يكتب لنا النجاح؟ وجل أطرنا أمية، بالكأد بدأت تفك شفرة التعامل مع الحواسب واللوحات الاليكترونية، ولا دراية لها باستغلال وسائط الاتصال استغلالا احترافيا لبث المعرفة والتواصل لنقل رسالة تعليمية محضة كهدف. والسواد الأعظم من أطفالنا لا يملكون وسيلة تقنية تضمن مرور الرسالة البيداغوجية، واستقبالها؛ مع تدني الصبيب وانعدامه كليا في مناطق كثيرة من البلاد .
والأهم ... غياب تلك الرغبة القدسية في المعرفة، وتلك الذبالة الواقدة في الأعماق التواقة لزيت العلم عند معظم اطفالنا، وأيفاعنا؛ كما هي قارة في نفوس البالغين والناضجين فكريا.
إنا بالكاد نسيطر على الطلبة والأطفال بالترسانات البيداغوجية والتنظيمية داخل الحجرات الدراسية، فكيف؟ وهم بعيدون عنا، وعن كل مراقبة وتتبع، دون أن ننسى أن هناك فئات ليست باليسيرة خارجة عن مراقبة حتى عن الوالدين ـ الأم والأب ـ كليهما، الغائبين التزاما بعملهما.
تقييم للمرحلة الأولى.
رغم هذه العوائق انخرطت الهيئات التعليمية المغربية، كل وحسب اختصاصها لإنجاح تجربة التعليم عن بعد، ولتفادي المحظور، توقف الدراسة والقبول بسنة بيضاء.
فصار التلاميذ يتواصلون مع معلميهم عبر الواتساب، لمتابعة الدروس، وشرع أساتذة من تلقاء أنفسهم ينشرون الدروس يوميا على اليوتوب، وتجندت الإذاعات وصارت صرحا ناقلا للمعرفة كما هي مسطرة، ومقررة في المدارس الابتدائية والثانوية.
التجربة رغم ما لها وعليها لا يحكم عليها بالفشل، أو النجاح ما دام لم يصدر أي تقييم عددي وتربوي للأطفال من خلال روائز، أو تمارين، ويقيني أنها لم تكن ناجحة وللأسباب التالية:
• لم ينخرط الكل في العملية قلبا وقالبا ظنا منهم أن الجائحة لن تأخذ إلا كذا ايام، ويعود الحال إلى اصله.
• افتقار البلد إلى بنى تحتية، تسهل مرور الرسالة التربوية على أحسن وجه.
• اعتماد منصة الواتساب كوسيلة وعبر سمارتفون، أو أيفون خطة قاصرة لصغر الشاشة، وقلة الاختيارات التي لا يوفرها إلا الحاسوب.
• جهْل رجال التربية بعالم الانترنيت، وما يمكن أن يقدمه من تسهيلات خدمة للعملية التربية، مثلا: ( outlook 365 et les classes virtuelles )، وقد وسبق وأهدت الوزارة ـ سبعة سنوات خلت أو أكثرـ كل معلم حسابا للولوج لهذه الخدمة ... ولكن ويا للأسف لم يتفاعل ويتعرف عليها إلا فئة قليلة جدا... جدا.
التعليم الحضوري في زمن الجائحة.
مما لا شك ان للتعليم الحضوري حسنات لا تحصى، على مستوى المعرفي والوجداني، والقسم كبيئة له دور في نحت شخصية المتعلم وصقلها لتكون وفق الأنموذج المماثل للمجتمع، وفضاء مساعدا على تسهيل نقل المعرفة والتعلم بيسر مما هو عليه خارجه، فأجواؤه اجواء محفزة تخلق جوا تنافسيا يبث الرغبة في التعلم والمحاكات.
إنا إن تمادينا في تبني التعلم عن بعد سنخسر رهان التعلم، أكثر مما نحن عليه الآن ، لا ستحالة وجود ضامن أو مرجعية سابقة كمقياس نعوذ بها لتصحيح مسارتنا واختياراتنا. فالعودة إلى التعليم العادي أحمد وأكثر إلحاحا.
كيف ذلك إذن، ونحن نعلم أن حتى التفكير في المشروع قبل تنفيذه يعد مخاطرة قاتلة؟
المعروف أن الاحتكاك والعمل عن قرب هو العامل الفعال في نقل العدوى، والمدرسة وسط موبوء معروف عنه أنه ناقل لكل الأمراض المعدية بين روادها، والعاملون بها أكثر من يتغيبون نتيجة نزلات البرد ولزكام!
فكيف نحل مشكلة التقارب، وخلق وسط إلى حد ما صحي، سليم في انتظار أن تتغير خريطة جينات فيروس كرونا فيتحول إلى واحد ظريف من خلال طفرة من يد ربانية،؟ او في انتظار لقاح واق.
نعلم جميعا أن مدارسنا مكتظة، معدل الملء فيها يلامس أربعين تلميذا، يجبر الإدارة التربوية أن تضع تلميذين على كل طاولة، وضعٌ يسهل العدوى مئة في المئة.
إذن من اللازم انزال العدد إلى النصف... لصير لكل تلميذ مقعد واحد، وبعيد عن رفيقه بما يقارب مترا، مع نوافذ مفتوحة عن آخرها.
الأمر سهل جدا يكفي التخلي عن كل المواد الثانوية والاحتفاظ بالمواد الأساس... ولا يحضر في الصباح إلا النصف قي حين يأتي النصف الثاني مساء،...
مثلا المستوى الأول نبقي على الرياضيات والقراءة والخط، والحصص الاخرى الخاصة بالتربية الفنية والقرآن والتربية الاسلامية... تلغى إلى أن يدحر الوباء...
نفس الاستراتيجية تخصص للمستوى الثاني... مع إسناد للمعلمين اختيار نصوص تعبير قصيرة جدا واخرى للقراءة في حدود ستة أسطر ولكن محتواها غني بالأساليب والتراكيب المستهدفة.
بالنسبة للأقسام العليا يستغنى ايضا على كل المواد من نشاط علمي و تربية إسلامية بكل مكوناتها، ويتم الاختصار في حصص التعبير الكتابي على تمارين بسيطة...
والتقييم يستحسن ان يكون فوريا من خلال ألواح بيضاء تمسح بالكحول...
نفس العمل يكون بالنسبة للغة الفرنسة، يركز على المهم وما يخدم الأهداف والعامة، الغائية.
بالنسبة للأقسام العليا كل اساتذة التربية الاسلامية يستغلون في تدريس اللغة العربية ولا يبقى اختصاص في المواد العلمية لتوفير العنصر البشري الكافي لتغطية الحاجة إلى العنصر البشري..
وإلى جانب هذا يظل التعليم عن بعد قائما كما واكبته القنوات التلفزية، ومنصات اليوتوب.
لتنجح العملية، يجب أن يعرف التلاميذ انهم متابعون بتقييم وتقويم لأعمالهم حتى تأخذ الأمور بجدية من قبلهم و حتى لا نضطر للقفز على الامتحانات كما مضى... فيما ظل الوباء مقيما..
هذا تصور يمكن أن يأخذ كفكرة نواة يتوسع فيها ذووا الاختصاص حتى تتبلور في شكل أفضل خدمة للحقل التربوي.



#حدريوي_مصطفى_(العبدي) (هاشتاغ)       (_Hadrioui_Mostafa_(_El_Abdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طيور المجذوب
- الوهم
- من خلال عينيها
- هل المغرب سينجح في مسيرة فرنسة تعليم العلوم؟
- النبي المجهول
- سيزيف يعتلي الصخرة استرواحا
- قراءة في قصة قفص طيور للكاتب :محسن الطوخي
- نصيرة الحيوان...
- وردة إلى مدام آسية
- تِسلا* ( tesla ) العربيّ المغبون


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حدريوي مصطفى (العبدي) - رؤية لحلحلة مشكل التعليم في حضرة كورونا