أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكرياء مزواري - رمضانُ في الذّاكرة (ج2)















المزيد.....



رمضانُ في الذّاكرة (ج2)


زكرياء مزواري

الحوار المتمدن-العدد: 6666 - 2020 / 9 / 3 - 18:02
المحور: الادب والفن
    


(5):
لم يكن لنا ملاذ نحن -المعذّبين في الأرض- ننسى به فواجع المؤسسة، وحي القدس اللّعين، غير دوري كرة القدم الذي كان يتجدّد كلّ شهر رمضان؛ إذ لازلت أتذكر كيف كنت أراقب عقارب السّاعة بدقة متناهية وهي تسجّل دقائق وثواني حصصنا الفصلية المسائية، كانت رنّة جرس المدرسة كرصاصة الرّحمة التي تخرق صدر سَجِينٍ أَنْهَكَهُ طُول مُقامِ التّعذيب.
هكذا أنطلق معية رفاق حيي بخطى حثيثةٍ إلى زُقاقنا العتيد، إذ بمجرد أن يصل الواحد مِنّا إلى منزله يُلقي توّاً محفظته -التي لا تفتح إلا أوقات تغيير الكتب والدفاتر- ثمّ ينتظر بقية الأصدقاء، للاتجاه إلى ملعب من الملاعب التي كانت تحتضن لقاءات فريق "الصفرة" و"الحمرة"، نعم، هما فريقان عتيدان من أبناء "فلاج الفگيگ"، هذا الحي الذي أنجب لاعبين حقيقيين بكل ما تحمله الكلمة من المعنى، إذ لولا لعنة "الفقر" و"قلّة ذات اليد"، و"عُسر الزمان" لكان للواحد منهم شأنٌ عظيمٌ في مسار كرة القدم.
كان "فلاج الفگيگ" حيّاً مقسمّاً أيّام شهر رمضان إلى طائفتين كبيرتين، طائفةٌ متعصّبةٌ للفريق الذي كان يرتدي القميص الأصفر الفاقع لونه، وطائفةٌ أخرى مهووسة بالقميص الأحمر القاني، لم تكن هذه القسمة أبداً قسمة ضيزى؛ إذ هي في الحقيقةِ امتدادٌ للانقسام المجالي الذي كان يعرفه حيّنا والمعروف ب:"الفلاج الفوقاني" و"الفلاج التحتاني"، ومن الغريب أننّا نحن أبناء الحي الواحد كنّا نتوحد حين يواجه أحد فرقنا خصماً أجنبياً كأن يكون من فلاج: "المقسم" أو "ولاد درب السايح" أو "فلاج الجديد" أو "درب الجوع" أو"فلاج بام" وغيرها من الأحياء الشعبية التي كانت تشارك بعضها في الدوري الرمضاني، عكس الأيّام الأخرى التي كنّا نكن لبعضنا العداء الخفيّ، أما حين يتقابل الغريمان التقليديان "الصفرة" و"الحمرة" فتجد الواحد منّا يميل بالضرورة إلى أبناء منطقته، ولمّا كنت أنتمي "للفلاج التحتاني" كان لزاماً علي أن أشجع "الصفرة مون أموغ".
هكذا وشمت ذاكرتي بأسماء لاعبين كنت حينها مبهوراً بهم، وأتمنى أن يطوى الزمان سريعاً حتى أحمل أنا بدوري ذلك القميص الأصفر الذهبي، ومن هؤلاء أذكر قائد الفريق "بن زيان" وأخيه عبد الكريم ثم "ميلود السباعي" و"إدريس الراشدي" و"ملوكي" وآخرين، نستهم ذاكرتي التي كانت تحفظ أسماءهم عن ظهر قلب آنذاك، كنت حينها مُعجباً ب"الكابيتان بن زيان"، هذا المدافع القوي الذي كان يملك رِجلاً يساريةً قويةً، حيث كنت أقارن تسديداته دوماً باللاّعب البرازيلي "روبرتو كارلوس"، ثم بإحدى شخصيات الرّسوم المتحرّكة وهي شخصية "شامل" في تلك السلسلة الكارتونية المعروفة باسم "شوت"، إضافة إلى اللاّعب الخلوق "إدريس الراشدي" الذي كان يمتلك أسلوب السهل الممتع في ترويض الكرة، كما أحببته أيضاً لأنه كان ينجز معي بعض التمارين المنزلية التي أنقدتني أكثر من مرة من بطش المعلّمين، والحمد لله، أما عن فريق "الحمرة" فهو بدوره فريق شرسٌ لا يقل ضراوة عن "الصفرة مون أموغ"، إذ احتضن لاعبين يُضرب بهم المثل في مداعبة الكرة؛ فأذكر مثلا حارسهم القوي "معافة"، هذا الرجل هو وحده ضمن الحرّاس من كنت أعتبره قادراً على صدّ مدفعيات الكابتان "بن زيان" الرهيبة، ثم المدافع غير المروض "حسن الديبار"، الذي كنّا نخافه منذ الصغر، وكثيراً ما كان هذا الهلع ممزوجاً عندنا بصورة أخيه الجسور "عزيز الديبار"، ثم المايسترو "أفاطنة" الذي كنّا نُفتن نحن الصّغار بمراوغاته الجميلة وقُدرته على مُحاكاة مهارات اللاّعبين الكبار، كما لا أنسى وسط الميدان الجميل الذي كنّا نلقبه بزيدان فريق "الحمرة" وهو "يحيى الناجم"، أما عن مهاجمهم "سعيد بيزانو" فكانت لدي معه قصة غريبة، نعم كان لاعب كرة قدمٍ موهوبٍ، وكل الصّغار يحبونه، ويعملون على تقليده، فأذكر شخصياً كيف كنت أريد أن أحاكي طريقته الرياضية البهلوانية الجميلة حين يسقط وينهض بعدها، ولكن دون جدوى طبعاً، موقفي منه كان بسيطاً وليس عدائياً؛ إذ كنت أقول لنفسي كيف يعقل أن يحمل هذا الرجل ألوان "الحمرة" وانتماءه المجالي للاعبي "الصفرة"، ولحدود الساعة لم أعثر على جواب يشفي غليلي إطلاقاً.
من ملاعب الأحياء الشّعبية المترامية في مدينة وجدة والتي شهدت مباريات "الصفرة" و"الحمرة" التاريخية، أذكر: ملعب "التكوين" و" المقسم" و"درب الجوع" و"فلاج المساكين" و"سيدي يحيى"، كلّ هذه الملاعب كانت تملأ عن آخرها في رمضان الكريم، وأذكر جيداً كيف كان الجميع يجنّد أيّام المقابلات الحاسمة في دوريات كرة القدم الرمضانية، إذ كنّا نتعقب أخبار اللاّعبين، وعن عدد البطاقات الصفراء والحمراء التي نالها كل واحد منهم، وعن إصابات بعضهم، وعن خططهم التي سينهجونها في أثناء لقاءاتهم المصيرية، كما أذكر الوسائل التي كنّا ندبرها حين يتعلق الأمر بالملاعب التي كانت تبعد عن حيّنا، تارة نتشكّل في جماعات ونذهب مسافات طويلة على الأقدام إلى أحد هذه الملاعب السابقة الذّكر، وتحديداً هنا ملعب "درب الجوع" و"فلاج مساكين" و"سيدي يحيى"، وتارة كنّا ننتظر قدوم أحد أبناء جيراننا من بعض الأسواق الأسبوعية وهو "هشام المعكوز" حيث كان يحملنا على عربته التي تجرها "بغلته" المحبوبة لدى أبيه "محند أميمون" -أطال الله عمره- كما لدى باقي أبناء "فلاج الفگيگ"، وكل أهازيجنا في الطريق كانت تردد:" الغُلْبَة دِيمَا دِيمَاللفگيگ العَاصِمَة، والغُلْبَة دِيمَا دِيمَاللفگيگ العَاصِمَة، والغُلْبَة دِيمَا دِيمَاللفگيگ العَاصِمَة".
هكذا، يا سادة، كنّا نزجي أوقاتا ماتعة في تشجيع ألوان "الصفرة" و"الحمرة"، وكنّا نفخر أيما فخرٍ بلاعبينا الأشاوس، ونرتحل معهم في أي ملعب من ملاعب وجدة أيّام رمضان المبارك، وكم كانت حينها فرحتنا نحن الصغار بسيطة لدرجة كانت تنسينا جحيم المدرسة؛ إذ يكفي أن يبتسم معنا أحد اللاعبين أو ينادي علينا باسمنا أو يدعونا لإحضار الكرة حين تخرج عن رقعة الملعب، حتّى تغمرنا السعادة وتحفّنا البهجة وتتنزّل علينا الطمأنينة، و نزداد بذلك ولعاً وحُبّاً وتقديراً لهم.
***

(6):
لقد ورثنا نحن صغار الحيّ سِرّ "الصفرة" و"الحمرة"؛ إذ كانت لنا أيضاً فرقٌ قويةٌ، ولاعبون مهرة، وملاعب جميلة خلّدت بطولاتنا، من منّا ينسى ملعب "الحصيدة أو مور الديور" و"الزاوية" و"جنانات"، التي لم تكن معشوشبة أو مطلية بالزفت، بل كانت طبيعية مئة بالمائة، نأتي إليها قبل المباراة لتنظيفها من بعض الأحجار وأشواك شجر"السدرة"، وقد تتأجل المباراة ساعتين أو يزيد إثر وجود كومة حجر ملاقاة في الملعب، ثم ننطلق بعدها في اللّعبة ببركة الله.
كان فريقنا الصغير مكوّناً من ستّة عناصر، بالإضافة إلى شخصي أذكر حارس مرمانا "ولد الصابرة" و"تويزگة" و"لحلال" و"لفاگو" ثم "لابريري" وجميعهم أبناء "الفلاج التحتاني"، أما عن خصمنا اللّدود والذي ينتمي "للفلاج الفوقاني" كان يتشكّل من قائدهم "طارزا" و"النّافا" و"الزعوري" و"البوشيخي" و"مجنينة" ثم حارسهم "ولد مليكة"، كانت مبارياتنا حامية الوطيس، وتتسم بكثير من الخشونة والقوة، لا لشيء إلاّ لأن كلّ لاعبٍ منّا كان يدفع أجراً يقدر بنصف درهمٍ (10 دورو)، وفي حالة إذا ما ربح يحصل على درهمٍ كاملةٍ، كم كان مبلغاً عظيماً حينذاك؛ إذ كنّا في بعض المرات نضطر إلى السّعاية من الذين يكبروننا سنّا،ً أو نسدي خدمة لهم عساهم يتصدّقون علينا، كان فريقنا يتّسم بعدم التجانس، فعلاوة على تفاوتنا في السّن، كان عامل سوء التفاهم بين كل من "ولد الصابرة" و"توزيگة" يفسد علينا جمالية المباراة، إذ سرعان ما يبدأ الطرفان في التنابز بالألقاب؛ من قبيل وصف الأول الثاني ب"كَعور" (في إشارة إلى ضعف البصر) ورد الأخير للأول ب"الزبدي" (في إشارة إلى الزبد العالق بفمه من فرط السمنة)، وهكذا تتحوّل هذه التراشقات إلى اشتباك وصراع حقيقيين، عكس فريق "طارزا" حيث شخصية قائدهم قوية وتفرض ذاتها على البقية، وبذلك غالباً ما كان النجاح حليفهم، ومن غرائب الأحداث التي انطبعت بمخيلتي ولا زال الكلّ يتذكرها، أنّنا أبناء "الفلاج التحتاني" قرّرنا يوماً أن نُعِدّ مكيدة لخصمنا اللّدود، فاقترحنا عليهم أن تكون مباراة هذه المرّة مُحكّمة، أي يقودها حاكمٌ محايد لا يميل لا إلى هؤلاء ولا إلى أولائك، وسرعان ما انطلت الخديعة عليهم، إذ كنّا برمجنا سلفاً لقاء تنكرياً مع الحكم "كومان" الذي سيدير أجواء اللّقاء، مقابل أن يضمن لنا الفوز ويمنحه كل واحد منّا عشرون سنتيماً(4 دورو)، وبذلك يأخذ مبلغاً سميناً يقدر بدرهم وعشرون سنتيماً (24دورو)، بينما يتبقى لنا ثمانون سنتيماً (16دورو)، وهكذا تفوقنا في المباراة، والحمد لله.
أكسبنا ملعب "لحصيدة" أو "مور الديور" الذي غالباً ما كان الفضاء الأمثل لعقد مبارياتنا التاريخية نحن الصغار قُوةً بدنيةً ومِراساً شديداً، فكانت أقدامنا من القوة ما كانت تجعل الواحد منّا قادراً على اللّعب حافي القدمين، وبهذا كنّا كثيري السخرية من زملائنا في مدرسة "القدس" الذين كنّا ننعتهم ب"ولاد بابا وماما"، أذكر هذا وأمامي مشاهد غريبة، وقصص مضحكة كانت لنا مع أبناء حي مدرستنا، حيث عددناه منذ الصبا حيّاً "بورجوازيا" طبقياً، وليس كما هو عليه اليوم، إذ أمست جلّ ساكنته من طلاب وطالبات جامعة محمد الأول.
كلّ واحد منّا يستحضر جيداً ذلك الفضاء الذي أنشأ في هذا الحي، والذي سمي ب"فضاء الطفل"، ويقال إنه كان تابعاً لأول مؤسسة خصوصية ظهرت آنذاك بالمنطقة وتدعى ب" مدرسة بنعلي"، حتّى يزاول فيها المتعلمون مادة "الرياضة"، فكنّا نحج أفراداً وجماعات لهذا الفضاء الجديد، ونراقب من وراء السور الذي يعلوه شباك حديدي "ولاد ماما وبابا"، اندهشنا حينها كثيراً بروعة الفضاء، وجمالية أرضية الملعب، وأثر النعيم البادية على وجوه الأطفال، كنّا نشاهد عدداً كبيراً من الكرات بجودة عالية تكتسح الملعب، يوازيها عدد باذخ من الأحذية الرياضية ذات التصنيع المائز، عكس كرتنا نحن المصنوعة من "المِيكة" وحذائنا المعروف ب"بَّاطَاخِينِّيسْ"، وحينها نزداد حقداً على هذا الفضاء الذي لا يتماشى مع أحلام المعذبين في الأرض، هذا الحقد الطبقي سرعان ما كنّا ننزله من حقدٍ بالقوة إلى حقدٍ بالفعل، إذ نتربص بسقوط كرات "فضاء الطفل" خارج السور، ثم نتظاهر بأننا سنعيدها إلى الملعب، ويذهب القوي فينا إلى إحضارها، وبمجرد ما يمسك بالكرة يضربها برجله، وبكل ما أوتي من قوة إلى أقصى نقطة بعيدة عن الفضاء، وننطلق بعدها في الركض كل واتجاهه حتى لا يستطيع حارس الفضاء تعقبنا، كما فعلنا الفعل نفسه مع بعض أبناء حي القدس؛ إذ كلما كنّا نرى كرة جميلة يلعبون بها في حيهم، نُعِّدُ فوراً خطة ماكرة، حيث ننقسم إلى طائفتين، طائفة تخطب ودّ هؤلاء حتى يأذنون لهم بلمس الكرة، ثم يستعرضون عليهم بعض مهاراتهم الكروية، وبعدها يضرب بقوة واحد منهم هذه المستديرة اتجاه المكان الذي تكون فيه الطائفة الثانية، وبذلك نظفر بالغنيمة ونعود بها إلى زقاقنا الجميل.

***










(7):
كانت لنا أيّامٌ مع "القوادسة"، أصحاب حي القدس، فحكاياتنا معهم لا تنتهي وليس لها حدود، أذكر ذات رمضان أني شاركت معية فريق حيي الذي يكبرني سنّاً بعد أن تم اختياري من فريقي الصغير، كي ألعب معهم في دوريّ نظّمه "فضاء الطفل"، والذي فَتح أخيراً أبوابه لجميع فرق الأحياء، كان فريقي الجديد هذا يتألف من لاعبين أشاوس، أذكر منهم حارسنا "ميمون لشهب" و"خالد الراشدي" و"إبراهيم لابريري" و"رضا" رفقة أخيه "زوهير"، دون نسيان اللاعب العنيف والموهوب طبعاً "عزيز بورشي"، كان فريقنا قوياً ويتّسم لاعبوه بكثيرٍ من القوة والخشونة، لدرجةٍ كنّا من أكثر الفرق نيلاً للبطاقات الصفراء والحمراء، هذا الفريق بعد أن استطاع الوصول إلى المباراة النهائية، طلبت منه لجنة "الفضاء" المنظّمة أن يعيد النظر في تشكيلة لاعبيه، بعدما ظهرت وشاية أن الفريق قام بتزوير السّنّ الحقيقي لأعضائه، ومن ثمّ فهو مُهددٌ بالإقصاء، لكن نحن شعرنا بشيء ما يحاك في الخفاء، لكأن هناك مصيدة تريد أن توقع بنا، وتحرمنا من نيل كأس البطولة، وخاصة أن غريمنا كان من أبناء حي القدس، هكذا، صرت بين عشية وضحاها قائد الفريق، واستطعنا أن نجمع فتياناً بارعين من أبناء الحي، وخُضنا المباراة بشراسةٍ وقتاليةٍ كبيرتين، ونِلنا بذلك لقب دوري "فضاء الطفل"، طبعاً دون نسيان الفضل الكبير للمشجعين من أولاد حارتنا، وأهازيجهم الجميلة: "الغُلْبَة دِيمَا دِيمَاللفگيگ العَاصِمَة، والغُلْبَة دِيمَا دِيمَاللفگيگ العَاصِمَة، والغُلْبَة دِيمَا دِيمَاللفگيگ العَاصِمَة".
كم سعدت حينها، وأنا قائد الفريق الصغير، أن يسلمني أعضاء اللّجنة ذرع البطولة، وكم فرحت حين سألني أحدهم: هل سبق لك اللّعب في نادٍ من نوادي الكرة؟، ولمّا أجبتهم بالسّلب، قال لي: إذا أردت أن تسجل اسمك مع "نادي فضاء الطفل" فمرحباً بك، ويجب عليك فقط إحضار صورة شمسية ومائة درهم كواجب للانخراط الشهري، ابتسمت معه، ولعنته في نفسي لأني أعلم مسبقاً استحالة قبول هذا الشرط، فكيف لطفل يلعب في الأحياء الشعبية، ويقاتل في مباريات حيّه من أجل أن يظفر بدرهمٍ، أن يؤدي كل شهر هذا المبلغ؟!
هكذا انطلقنا صوب "فلاج الفگيگ" والسعادة تغمرنا جميعاً بهذه الغنيمة التي أخذناها عن جدارةٍ واستحقاقٍ، وما إن وصلنا الحارة حتّى تزامن ذلك مع أذان المغرب، وقررنا أن نلتقي مباشرة بعد أكل وجبة "الحريرة" والتداول في الطريقة التي ينبغي بها حفظ كأس البطولة، وذلك قبل أن يأخذ كل واحد منّا هذا الكنز ويحتفي به مع أهله لمدة يومٍ كاملٍ، لكن لم يحدث شيء من ذلك إطلاقاً، إذ استولى على هذه التّحفة بعض الماكرين من لاعبي الفرقة، ولم نسمع له لحدود الساعة رِكْزاً.
كرة القدم، هذه الساحرة المستديرة، كانت معشوقة صغيرنا قبل كبيرنا في الحي، وكانت لنا معها ذكريات لا تُنسى أبدا، فحين أذكر تجربتي معها، يلّفني الحنين إلى زمن الطفولة وبراءة أحلامها الجميلة، فأذكر أني سجلّت نفسي في أحد أندية مدينة وجدة وهو نادي "الاتحاد الإسلامي الوجدي" أو ما يعرف اختصاراً ب(U.S.M.O)، وعمري لم يتجاوز بعد الحادي عشر، إذ كنت حينها أدرس في السنة الخامسة ابتدائي، وكان ملعب هذا النادي بعيداً جداً عن منزلي؛ إذ يقع في قلب المدينة والمعروف بالملعب البلدي(Stade municipal d Oujda)، لم أجد طبعاً أي مشكل في أداة النقل، فكنت أمتطي حافلة "الساطو" رقم واحد، والتي كانت تربط بين طريق سيدي يحيى ومركز المدينة، ً دون تأدية أجر التنقل طبعا، فكنت إذا وقعت متلبّساً بين يدي المراقب سرعان ما أنسب نفسي إلى أسرة جارنا السائق "حميدة ولد الموتشو" –رحمه الله- الذي كان موظفاً في هذه الشركة، وبالطبع كانت تنجح العملية حيناً وتفشل أحياناً أخرى، وأنال بعدها درساً في علم الأخلاق.
مغامراتي مع الأنيقة المستديرة لم تقف عند هذا الحد، إذ بعد حصص قليلة لعبتها مع فئات "الكتاكيت" بهذا النادي، سرعان ما انتابني الضجر، إذ كانت طموحاتي أكثر من هذا؛ فحبي لنادي "المولودية الوجدية" كان يزداد يوماً بعد يومٍ، خاصة وأن شباب حارتي كانوا كثيري الحديث عنه، وأذكر في هذه السنة، أني ذهبت مع بعض رفاق الحي إلى الملعب الشرفي مشياً على الأقدام إلى "حي الجوهرة" حيث يجرى اللّقاء، وكان فريق "المولودية" الذي يلعب في قسم الهواة آنذاك، مستقبلاً لفريق "فتح الناظور"، لم استطع تتبع مجريات اللّقاء، إذ كنت مشدوهاً بالجمهور الكبير، وأرضية الملعب المكسوة بالعشب الأخضر، ولاعبين بارعين، أول اسم سمعته حينذاك يردد صداه في الملعب هو اسم اللاعب "حسن علا" الذي كان يحمل القميص رقم "10"، كان هذا الرجل فنّاناً داخل رقعة الملعب، فكلما كان يلمس الكرة إلا وتفاعل معه الجمهور الوجدي، حيث يطربك برجله اليسرى السحرية، وتسديداته القوية، ولعبه الممتع مع الظهير الأيسر المرحوم "زكريا الزروالي".
بعد هذا اللّقاء، تحرّكت في نفسي أشياء من حتىّ، وبدأت أدبّر حيّلاً لأقنع بها أهلي عساني ألتحق بهذا النادي الذي استطاع في تلك السنة (2003-2004) أن يصعد للدرجة الأولى، وهكذا نجح ضغطي وذهبت رفقة والدتي إلى مقر هذا النادي، فوجدت حينها أطفالاً صغاراً من حجمي يتدربون في ذلك الملعب المعشوشب الجميل، دخلنا الملعب، وسألنا عن المسؤول المكلف بتسجيل الأعضاء الجدد، وعن شروط ولوج هذا النادي العتيد، وهكذا لم يدم هذا الحلم الرائع عدا لحظات قليلة، إذ سرعان ما نزلت علي أخبار ذلك المسؤول "المجرم" كالصاعقة، فأخبرنا أن اللّعب ليس بالمجان، ومن يرد الانخراط فعليه بواجب شهري يقدر بمائة درهم، ثم واجب سنوي مقداره ألف درهمٍ، لما سمعنا الخبر، شكرناه على معلومته القيمة، ورجعت إلى زقاقي خائباً مكسور الوجدان.
تكوّنت لدي عُقدة بعد ذلك من هذا النادي، ومن بعض أبناء القدس الذين درسوا معي، وكان في مُكنتهم اللّعب في صفوفه، ثم حوّلت الوجهة بعدها لناد آخر من أندية وجدة وهو "نادي حسنية لازاري"، ولعبت في فئة "البراعم" لمدة سنتين، وتركت النادي صوب جمعية "شباب يعقوب المنصور"، قضيت في هذه الجمعية أجمل لحظاتي الكروية مع مدربنا العزيز "سي رشيد"، إذ ضمت خيرة أبناء الأحياء الشعبية من أبناء "فلاج الفگيگ" و"المقسم" و"درب السايح"، وكانت جمعية لأبناء الشعب الدراويش بامتياز.
مباريات كثيرة وأنشطة رياضية متنوعة خُضناها رفقة "جمعية يعقوب المنصور" (J.Y.M.O)، وكثيرة هي الجوائز التي حصدناها مع الفريق، إلا أن أهم ذكرى لصقت بذهني هي الدوري الذي نظّمه فريق "المولودية" لأندية وجمعيات وجدة؛ حيث كانت فرنسا ضيف شرفٍ، وممثلة في نادي "لوهافر" (Le Havre) الذي التحق به تلك السنة لاعب وجدة البارع "حسن علا"، كم سال لُعابنا حين أخبرنا "سي رشيد" بأهمية الدوري، وعن وجود أعين تقتنص المواهب الصاعدة، ولا أدري صراحة هل كان الخبر صحيحاً أم أن رغبة المدرب كانت هي الظفر باللّقب الذي كان يعني له الكثير، وبالتالي يدخل كلامه في باب الحثّ على التحفيز!!؟. المهم من كل هذا أني كنت قائد الفريق، وقاتلت بشراسة في كل مباراة كنّا نخوضها، وأبليت البلاء الحسن، وحققنا بذلك المرتبة الثالثة في تصنيف الدوري بعد فوزنا على فريق (R.C.O) بهدفٍ نظيفٍ من توقيع اللاعب "لكحل ياسين"، وذلك بالملعب الشرفي سنة 2007. كانت بطولةً رائعةً، لو أنها أضافت إلى ذلك تحقيق حُلم المعذبين في الأرض بالالتحاق بنادي "لوهافر" على شاكلة قُدوتنا نجم فريق "المولودية" "حسن علاّ"، لكن، هَيهَاتَ هَيهَاتَ مع "أولاد شحيبر"!!


***









(8):
إلى جانب بطولات الذّكور في شهر رمضان المبارك، كانت حارتنا تزدان بعد العصر بأصوات الفتيات وهن يمرحن بألعابهن المفضلة سواء فُرادى أو زُرافات، هذه الألعاب كانت تتماشى وأنوثتهن الميّالة إلى القوة، عكس اللّواتي رأيناهن في محيطنا المدرسي، ومن أدوات تزجية الوقت عند هذه الفئة أذكر: "لحبيلة"/"شريطة"/ "لبّاط" /"حابا قارود" /"حابا ألوان" /"غموضة" /"زين بون باح" /"حجارا ورقا مقص"، وفي بعض هذه الألعاب قد لا تضطر الواحدة منهن أن تنتظر صديقاتها، عكس أخرى التي كانت تستدعي اللعب الجماعي، ومن هذا الأخير استحضر أغاني وأهازيج جميلة كن يرددنها دائما حتى حفظها الذكران عن ظهر قلب، ومنها: ("بَقرَة بَقرَة، تَحْتَ الشّجَرَة، وَلَدتْ عَشَرَة، 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10") أو ("أَجرَادَة مَالحَة، فِينْ كُنتِ سَارْحَة، فِي جْنَانْ الصّالحَة، آشْ كِليتِي، وَآشْ شْرَبتي، وَالتّفَاحْ وَالنّفَاحْ، يَا القَاضِي يَابُو مَفْتَاحْ")، أو("وَاحِدٌ إثْنَانِ، وَالقَرْقُوشْكْلاَنِي، قَطّعْلِي سَرْوَالِي، وَسَرْوَالِي قَطِيفَة، قَطْعَتُولِي لَطِيفَة، بَلْيَبْرَةَ لَخْفِيفَة، وَلَطِيفَة مَسْكِينَة، ضَرْبَتْهَا مَاشِينَة، عْلَى حَبّة لَتْشِينَة") أو ("فَطِيمَة الصّغِيرَة وَلّاتْ مُديرة، وَالفَارْبُوطَربُوشْ وَلاّ مُفَتّشْ، وَلْجِيشْ، لْجِيشْ لْمَلَكي سَمْحِيلِي يَا صَاحَبتِي حْتَّى لأخِيرْ السّنَتِي، ونقدملك هديتي، سَلاَمْالسُّولاَمَة، سَلاَمْالعُولَمَا، سَلاَمْالشّينْوِي، سَلاَمْالهِينْدِي")، أو ("دَايْدَايْ دُوري أَدَايَ أَدُوري دُوري، شَمْشَمْبِيبِي أَشَمْ أَبِيبِي بِيبِي، گيمْگيمْ هُوبَا أگيمْ أَهُوبَا هُوبَا، أَلَمْ بِيبِي أَلَمْأبِيبِي بِيبِي،گيمْگيمْأُوولِي")، وعلى هذه النغمات الصادرة من حناجر جنسنا اللّطيف كان حي "فلاج الفكيك" يودع كلّ يومٍ نهاره ويتأهب لاستقبال أذان المغرب.
كانت علاقتنا بفتيات حينا تتسم بالمد والجزر، تتسم بالصلح حيناً وبالعداوة أحياناً أخرى، وكثيراً ما كانت ثقافتنا الذكورية تفرض علينا واجب الوصاية عليهن، وخاصة في وجه كلّ أجنبي، إذ سرعان ما تتحرك عصبيتنا القبلية للذود عن حمى "حريمنا"، وفي هذا الصدد سجّلت الذاكرة العديد من القصص التي خاضها أبناء الحي ضد الغرباء الذين يشتبه في محاولة تحرشهن ببنات آوى دربنا، حيث أخذوا ما يكفي من الدروس والعبر في فن اللّكم والضرب مع أسبقية الجرح والتعديل.
أما عن علاقتنا ببعض الفتيات اللائي كن يسعين إلى تنكر هوية حينّا الشعبي، ومحاولة الالتصاق والتماهي مع بنات "القدس"، فكانت غاية في العدوانية، وآية لكل من سوّلت لها نفسها فعل ذلك؛ فكنّا نرصد الواحدة منهن، ونتعقب خطواتها جيداً حتى إذا اجتمعت مع المنعمات في الأرض، نتحلق حولها، ونبدأ في لمزها بالألقاب من قبيل "البوالة"، "الكرضة"، "الغولة" "بصحة سروال"، وهكذا.


***








(9):
حين أنظر إلى مدرستي "القدس" في علاقتها بأبناء الأحياء الشعبية الوافدة عليها("فلاج الفكيك"/"فلاج الجديد"/"فلاج هكو"/"فلاج سيدي معافة"/ "فلاج البكاي")، كنت أجد في استعارة " الصراط" -التي استقتها مخيلتي من مسجد "عكاشة"- استعارة لها قدرة تفسيرية لمسألة الهدر المدرسي المتعلق بأبناء المعذبين في الأرض؛ فمنطوق "الصراط" هو ذلك الجسر الموصوف في الكتب الصفراء بكونه أدقّ من الشّعر، وأحدّ من السيف، وأحمى من الجمر، تمر عليه الخلائق يوم البعث، فمن كان ذا عملٍ صالحٍ فيجتازه بسلامٍ، ومن كان غير ذلك كُبْكِبَ على وجهه وسقط في سَمُومِ السّعير.
هكذا تراءى المشهد لي حينذاك، فكنت أجد من أبناء هؤلاء من يقضي أكثر من سنة في المستوى الدراسي نفسه وينجح بالتقادم، أو من يتقدم عاماً ويتأخر أعواماً أخرى، أو من كان محظوظاً فينجح بشفاعة المعلّمين بعد أن يكون قريباً من المعدل المطلوب، لم تكن المسألة متعلقة أبداً بمقولة "المتفوق" و"الكسول" كما أوهمتنا المؤسسة متمثلة في جهازها التربوي، وجعلتنا نردد لسنين طويلة سرديتها الغبية، بل يعزى مردّ الأمر للتفاوتات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي كانت بين المتعلمين.
كان فضاء المؤسسة مذ أن وطئته قدماي سنة 1998 فضاء غريباً عني كل الغرابة، فأذكر تلك الطريقة العجيبة التي افتتح بها معلم الصف الأول حلقته مع صبية لا يتجاوز عمرهم ست سنوات، وبدأ أسئلته "البوليسية"، على شاكلة "محاكم التفتيش" يسأل عن الاسم والنّسب وعمل الأب والأم وعدد الإخوة وما شابه ذلك من مستلزمات "الحالة المدنية"، فتجد الواحد منّا ينظر إلى الآخر وينتظر دوره من عملية الاستفتاء الجماعية، حتّى إذا جاء إبّانه نطق بما جادت عليه قريحته، وقلبه من شدة الخفقان يكاد يصل بلعومه، الغريب حينها أنه بعد هذه الحصص الأولية يبدأ كل منّا ينتقي رفاقه وجلساءه في القسم بناء على ما سمعه من سير ذاتية لكل متعلم، وبناء على هذا ربطتني أواصر محبةٍ وصداقةٍ مع أبناء الأحياء الشعبية حيث كنت أشاركهم الانتماء الطبقي نفسه.
مسلسل التعذيب النفسي ذقته في هذه الحصص الأولى، إذ أزعم أن مقولة "الموت" تبلورت عندي كمقولة "وجودية" منذ فترة الصّف الأول ابتدائي، فأذكر أني زَفَرتُ مثل شبلٍ جريحٍ، ونظرت بلوعةٍ إلى المعلّم حين سألني عن مهنة الوالد، وأجبته: "الله يرحمه"، لم يكتف -كباقي المعلّمين الذين درست عندهم- عند هذا القدر من أسئلته البوليسية الوضيعة، بل زاد نهشه يمنة ويسرة في أوضاعي ألما،ً لدرجةٍ شعرت بعدها بالغثيان ورغبتي الجامحة في مغادرة هذا القفص الملعون، وقدوتي في ذلك كثير من أبناء زقاقي، أما عن مسلسل التعذيب المادي فنلت جزاءه بعد بضع حصص في هذا المستوى الأولي، إذ أذكر ذات مرة أن هذا المعلم طلب منّا في إحدى حصص الإملاء أن نحدق في السبورة جيداً، ثم بعدها أغلق دفتيها الخشبيتين، وبدأ في ترديد ذلك النّص الصّغير إلى أن أنهى مباشرة بعد إتمامه للنّص، رفعت تلميذة يدها -وأذكر أن اسمها "منال"- وصوتها يكرر "معلم" "معلم" "معلم"، فلما انتبه إليها قالت بعد أن أشارت ببنانها صوبي: إن فلاناً نقل النص قبل أن تغلق السبورة، وهكذا أكلت يوم أكل الثور الأبيض، ولا غالب إلا الله.
لم أكن لأجد عزائي في مواصلة الدراسة لولا كثرة المعذبين من حولي، وبذلك كنّا ننظم أنفسنا في هذا الفضاء الملعون حتّى نضفي عليه مسحة ترفيهية ونخلق فيه جوّاً سعيداً، فمباشرة بعد إنهاء حصصنا المسائية خاصة، تلك التي نغادر فيها مع الساعة الرابعة زوالاً، كنّا نتجه صوب "فيلات القدس" الباذخة، ونُغير على أشجارها المثمرة، أو كنّا نراقب مقهى (diamond vert) المحادية للمدرسة، حيث كانت مقهى أنيقة تعقد فيها لقاءات العشاق؛ إذ بمجرد ما نرى فتاة حسناء رفقة عشيقها إلا ونبدأ مسلسل التضيق عليهما، وحناجرنا آنذاك تردد: ["طْلَقْ دْجَاجَة لْمَّاليهَا، تَوْلَدْ بِيضَة تَحصَل فِيهَا"/"طْلَقْ دْجَاجَة لْمَّاليهَا، تَوْلَدْ بِيضَة تَحصَل فِيهَا" /"طْلَقْ دْجَاجَة لْمَّاليهَا، تَوْلَدْ بِيضَة تَحصَل فِيهَا"].
أما أكثر الأحداث خطورة، هي حين كان الأقوياء منّا يهندسون بثعلبية ماكرة خطتهم، إذ نتربص بإحداهن شريطة أن يكون الفضاء خاليا من الحركة، ثم يذهب الواحد المتّسم بقوته على الرّكض، يضرب براحة يده مؤخرة الفتاة بقوة فتصرخ صرخة تجعلنا ننطلق بعدها جريا انطلاقة الفهد نحو فريسته، كل واتجاهه على أمل أن يكون اللقاء في زقاقنا العتيد، وغالبا ما تخوننا نعالنا البلاستيكية الكبيرة، فنضطر إلى حملها في معصمينا ونتابع حفاة خائفين.



***



#زكرياء_مزواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضانُ في الذّاكرة (ج3)
- رمضانُ في الذّاكرة (ج4)
- رمضانُ في الذّاكرة (ج1)
- حُبٌّ فِي زَمَنِ التُّيُوسِ
- Jean-François Dortier, «Dieu et les sciences humaines»: بين ...
- مَقَاهِي المِلْحِ
- فيروس كورونا في مواجهة الإنسان السائل
- سِيرةُ دُكتورٍ خَدِيجٍ
- حُبٌ فِي زَمنِ التّفاهَةِ


المزيد.....




- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكرياء مزواري - رمضانُ في الذّاكرة (ج2)