أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - إنزياح يطيح بعباس والرسمية الفلسطينية














المزيد.....

إنزياح يطيح بعباس والرسمية الفلسطينية


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 13:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


التهدأة الجديدة بين حماس والإحتلال تحمل جديداً، وكأننا دخلنا فعلاً في الأرض الحرام، وقطعنا كل الخطوط الحمرأء، وأزلنا ورقة التوت التي كانت تستر عورتنا.

إنزياح جديد نحو خارطة جديدة في الصراع الداخلي في فلسطين، الآن توخذ السلطة ومنظمة التحرير خلف مصنع الكراسي لتنام ليلها الطويل، وكل ما أخطأ به عباس من سلوك سياسي خطير حين تلعثم، جهلا، أو، حقدا، على لا شيء، إلا فقدان البصيرة السياسية في الحفاظ على علاقة الرسمية الفلسطينية مع المحاور، وكان التوازن يمكن أن يستمر لو لم يجر، أو، لم يسع للركوب، أو، المناورة في علاقته مع قطر، ليس نكاية في مصر والامارات بقدر ما هي بوصلته الحقيقية نحو الحقد على دحلان.

تصوروا كيف حقد شخص يشكل السياسة لسلطة أو لدولة، فكيف ستكون أحوال شعب وقضية، صغائر تطيح بشعب وقضية بغباء سياسي غير مسبوق.

لا أدري كيف وزنها الرئيس حين وقف ضد الإمارات وهنا ليس دفاعا عن التطبيع فكما قلنا كلنا نحن ضد الاطبيعوقبل الحصول على حقوقنا وأرضنا قبل الرابع من حزيران عام 1967. ولو دقق عباس جيدا لكان موقفه وموقف السلطة بجانب الإمارات ومصر ليبقى التوازن الذي نسيه وإنحاز للموقفوالتطبيعي الآخر مع قطر، وهنا حدثت الكارثة لعباس وسلطته، كيف؟ الآن سنحكي سياسة وليس عواطف.

كان التوازن في العلاقة مع العرب والمحاور سياسة فلسطينية تاريخيا وفي بعض الاوقات الذي نسي الفلسطيني القائد وإنحاز. في مواقفه وفقد التوازن يخسر شعبنا بالتأكيد، كانت التوازن سياسة ثابتة مهما جرى من أحداث لأن هذا التوازن كان يحمي القضية ويحمي المنظمة ويحمي السلطة لاحقاً.، فكان حاجزا صلبا لصيانة الرسمية.

مصر وحملها ملف المصالحة وحتى لو لم ينجز المطلوب بسبب التلاعب القطري التركي في منع المصالحة مند البدء فيها، إلا أن الوضع كان يسمح بوجود السلطة والمنظمة في حالة مشاركة، وكانت مصر تحافظ على هذا التوازن لكي لا تتدهور أحوال الرسمية الفلسطينية، ولكن حنق عباس كسر التوازن المفيد لسلطته وذهب لمحور قطر فأطاح بدور الرسمية الفلسطينية، وتم أخدها كما قلت خلف مصنع الكراسي لتنام بحقد الرئيس إلى الأبد.

كان العرب يدركون السياسة جيدا وخاصة في الملف الفلسطيني الداخلي وتناقضاته وقد يتلاعبون به إن كانت لهم مصلحة في ذلك.

رغم كل العلاقات بين حماس وقطر مثلا او الإمارات ودحلان، كنموذج آخر، إلا أن العرب يعرفون أن العلاقة مع السلطة هي الرسمية والإكثر ثباتاً، والعلاقة مع أحزاب، أو، أشخاص، ليست دائمة، ولذلك، كانت السلطة موجودة، ولا أحد من العرب يتجاوزها، وبقيت علاقة حماس بمحور قطر، وعلاقة دحلان بمحور الإمارات، ثانوية.

غباء الرسمية الفلسطينية بتجاوزها دور مصر وخسارتها الموقف الإماراتي واستجابتها لدور قطر في ترتيب لقاء الرجوب العاروري وبعده إختيار بيروت لعقد لقاء الأمناء العامين أخطاء فادحة حسبت الرئيس لقطر من جديد، بعدهما أيضاً حماس وقطر، ضربا أيضا في نفس السياق ضربة للموقف المصري، الذي جاء أسرع ليمنع الحربعلى غزة ولم تستجب له حماس، ولكن هي السياسة، سياسة المحاور، وفرض هدنة الخارجية القطرية على الواقع بإستجابة حماس، هي الشعرة التي قصمت ظهر الرسمية الفلسطينية، وأصبح الصراع بين المحورين جليا، بل أخذ القضية، وربطها بمسيرة التحالفين القطري، والإماراتي، وكش سلطة وعباس، الذي لم يعرف أين يقف، فحماس وتحالفها من أمامه، ودحلان وتحالف الامارات من خلفه، هكذا بنيت معادلة جديدة للصراع الداخلي الفلسطيني ستطول ترتيباته، لإرتباطه بقضايا وخلافات العرب وتحالفاتهم.

يظهر جليا الآن أن حل الخلاف الداخلي الفلسطيني قد عاد لملعب حماس ودحلان، وهنا تبدو الرؤية أوضح، بأنه فقط يمكن في لحظة تجاوز الرسمية الفلسطينية التي فقدت بوصلتها وظهيرها المصري والإماراتي في مواجهة قطر وجماعة الإخوان، وعليه قد يصبح الحل ممكنا داخل فلسطين، وفي نفس الوقت يصبح الحل مستحيلا، ممكنا إذا عرفت حماس ودحلان كيف يمكن إنقاذ الحالة الفلسطينية الداخلية، وفرض المصلحة الفلسطينية على تحالفاتهما ليعودا منقذين للوضع، أو أنهما لا يستطيعان فرض رؤيتهما الوطنية للصالح الفلسطيني على حلفائهما، ويستمر إشتباك التحالفين في صراعهما طويلا، حتى ينهار أحدهما في وقت ما، وتكون لأحدهما الغلبة، وحينها يلتفت التحالف المنتصر للوضع الفلسطيني ويمكن حليفه الفلسطيني ليسود الساحة الفلسطينية... للأسف هذا واقع يجب على سعبنا فهمه وليس عواطف.

الأفضل والأسرع لإنقاذ الوضع في فلسطين هو توافق بين حماس ودحلان وتياره الإصلاحي لقيادة الرسمية الفلسطينية بعد فراغ عباس، وعدم ترك الوضع للزمن مع تحالفات العرب، وليس العكس الجاري بين حماس وعباس الذين عمليا يصبا في تحالف قطر وسيمنع التحالف الآخر أي تقدم ، ولذلك لن تحل الخلافات بهذا الشكل، والمسؤول عما حدث من تسليم حماس ودحلان الدفة، هي السياسة الفاشلة لعباس والرسمية الفلسطينية، والسياسة لا تعرف الفراغ، وقد صنع هذا الفراغ الرئيس بتخليه عن محور مصر الامارات الإقرب له في الصراع مع حماس، وهكذا خطأ سياسي يحدث التغيير الذي لم يتوفعه أحد، والذي جاء هدية من عباس لمناويئيه ليملؤا الفراغ الذي تركه بحنقه على دحلان عندما ضيع القبلة.

أما الأحزاب الفلسطينية الأخرى فليس لها مكان في معادلة المحاور هذه، وعليها الحذر من الذهاب لمحور ثالث مثل إيران، لكي لا يحدث لها ما يحدث للآخرين، فإن أرادت أن يكون لها كلمة وخيار فهو خيار حيد، ولتكن هذه الأحزاب في محور إسمه الشعب الفلسطيني تقوده في اتجاه ثورة على السلطتين والإحتلال إن إستطاعت إن لم يكن الزمن عدى.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفول التعويم
- ليس هكذا يا قيادة منظمة التحرير والفصائل
- العولمة هي سبب كل ما حدث ويحدث من غرائب على العقل هذه الأيام
- ثورة الوعي مستمرة للائرين عل الظلم
- ثورة الوعي مستمرة للثائرين عل الظلم
- الإنتربول يحرق فيلم تصفية دحلان للممثل أردوغان والمخرج شلومو ...
- من متطلبات التغيير والثورة رسالة التثقيف
- نقول لكل المعارضين للتغيير والناقدين لحراك التغيير صح النوم ...
- لماذا يتحدث الجميع دون أن يعرفون الحقيقة عن محمد دحلان
- خطر العنف وتحويل معركة رفض التطبيع إلى معركة صراع فتحاوي على ...
- بيان القيادة والمقاومة الشعبية
- قبل السابعة واجتماع القيادة في رام الله اليوم خذو نفساً عميق ...
- في فلسطين تقادم الرسمية السياسية والإحزاب والمثقفون صنع الهز ...
- نحن نرفض أي تطبيع مع الإحتلال قبل حل القضية الفلسطينية حلاً ...
- هذا حالنا وإلى أين بندقية الثورة
- لقمة العيش أهم من مقاومة غير منتجة وطنيا وإجتماعيا طوال سنين ...
- حرب -العفريت- تتحرك في ثنايا لبنان وفلسطين
- نحو لبنان صومالي محترب طويلاً
- فوضى نصف خلاقة في فلسطين التاريخية بشقيها الفلسطيني والإسرائ ...
- هل من دماء جديدة الفراغ الحزبي يناديكم


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - إنزياح يطيح بعباس والرسمية الفلسطينية