مينسك:خط التوتر الجديد بين روسيا والناتو.

بسام الرياحي

الحوار المتمدن-العدد: 6660 - 2020 / 8 / 28 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أعادت الإنتخابات الرئاسية الأخيرة التي وقعت في بيلاروسيا التوتر الخامد بين روسيا من جهة والغرب من جهة أخرى.الإنتخابات أسفرت عن تمديد عهدت الرئيس المنتهية ولايته ألكسندر كونشينكو على حساب مرشحة المعارضة زفتلانا تيخنوفسكا، بعد الحدث الإنتخابي إهتز الوضع العام على وقع الإحتجاجات التي إنتقلت بسرعة للشوارع وبزخم كبير،المحتجين نددوا بما أسموه تزوير المسار الإنتخابي خاصة أن الرئيس لوكشينكو يسير للعهدة الخامسة ضمن نطاق جغرافي حساس منذ فترة الإتحاد السوفياتي المنهار.وسريعا إتجهت عديد الدول الغربية لإتهام مينسك بقمع المحتجين وإجهاض الإنتقال الديمقراطي في البلاد وإستخدام أساليب زجرية ضد المعارضين...لوكشينكو يوصف في الأوساط السياسية الغربية بأنه آخر الديكتاتوريين في أوروبا وهو سبب عزلة بلاده المحاذية لروسيا وأيضا منعه من دخوله أوروبا وحتى الولايات المتحدة، الدولة الأمريكية صعدت لهجتها وهددت مينسك بالتوازي مع عقوبات أوروبية متهمة روسيا بدعم وترسيخ حكم لوكشينكو.روسيا التي إتهمت بدورها متطرفين ومندسين بتأجيج الإحتجاجات تحت شعارات عامة كالحرية والديمقراطية وأنه أسلوب غربي مألوف يحاكي إسقاط الرئيس الأوكراني السابق بوروشينكو من قبل موالين لتيارات سياسية متطرفة مناهضة للروس من نازيين جدد والقطاع الأيمن الأوكراني المتطرف.أزمة أوكرانيا فجرت صراع مسلح بين الجيش الأوكراني ومسلحين في دونياسك والدونباس إتهمت فيه روسيا بالإشراف على عمليات عسكرية برمتها داخل الأراضي الأوكرانية.بيلاروسيا اليوم هي خط توتر جديد بين روسيا التي تراقب تمدد حلف شمال الأطلسي وزحفه نحو حدودها من خلال ضم الدول ووضع القواعد ونقل الجنود وإنشاء قواعد الصواريخ الإستراتيجية، والغرب الذي يوسع مصالحه نحو مجالات حيوية محاذية لورسيا وتشرف على النطاق التجاري الجبار للعملاق الصيني القادم..خلال أيام أطلقت بيلاروسيا مناورات عسكرية أشرف عليها الرئيس الممدة عهدته قرب حدود بولندا وليتوانيا وفعلت روسيا إتفاقات أمنية شكلت بمقتضاها لجان دفاع مشتركة في رسالة واضحة لتأهب عسكري وإستعداد للقتال لدول ترى في الجغرافيا أكبر حافز لحماية مصالحها ولديمومتها ضمن لعبة الأمم الحالية التي لا تستعرف بالعقبات ولا بالخلفيات أو الأسس والموروث الإيتني والتاريخي وإنما بما تحققه أيادها الضاربة من مصالح.

#بسام_الرياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل