أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - الفساد يلتهم ثروة الشعب العراقي ويعيق الأستثمار ويبقي التخلف















المزيد.....

الفساد يلتهم ثروة الشعب العراقي ويعيق الأستثمار ويبقي التخلف


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6658 - 2020 / 8 / 26 - 11:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الفساد يلتهم ثروات الشعوب ويعيق الاستثمار الداخلي والأجنبي ويخفض من نوعية الخدمات الأساسية التي يتلقاها المواطنون ويعطل حكم القانون ويهدد استقرار المجتمع وأمنه.
تشير التقارير الى أن قيمة الرشى في العالم في كل عام تصل الى تريليون دولار فيما تصل قيمة المبالغ المسروقة بطريق الفساد عالميا الى ما يزيد عن (تريليونين ونصف) دولار, وان الدولة التي تعاني من زيادة معدلات الفساد تزداد فيها التكلفة الاستثمارية بنحو 20 في المائة, ولذلك فإن وجود الدول في مرتبة متدنية من مؤشر مكافحة الفساد تعاني ايضا من هروب الاستثمارات منها, وان زيادة معدل الفساد درجة واحدة يعني انخفاض معدل النمو بنحو1,1 في المائة.
يتضمن الفساد قيام المسؤول في استغلال منصبه للمنفعة الخاصة سواء له مباشرة او لأفراد عائلته او لمقربيه والحصول على امتيازات تخدم مصالح خاصة. ويعاني العراق من استفحال ظاهرة الفساد التي تفاقمت بشكل اكبر بعد 2003 بسبب ضعف القوانين الرادعة وهيمنة الأحزاب المتنفذة وتطبيق نظام المحاصصة المقيت, واحتل العراق حسب منظمة الشفافية الدولية الصدارة من بين الدول الأكثر فسادا في العالم على الرغم من وجود الكثير من الدوائر الرقابية كهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية ومكاتب المفتشين العموميين ودوائر الرقابة الداخلية في الوزارات ومؤسساتها والمجلس الأعلى لمكافحة الفساد والتي يفترض ان تعمل جميعها على مراقبة الأداء الحكومي في المجالات المالية والادارية لكن يبدو انها غير فاعلة.
لقد وصف رجل اعمال فرنسي الفساد في العراق بأنه (( ليس مجرد آفة بل نظام حكم، فالعراق يعد واحدا من اكثر الدول فسادا في العالم, وخلال السنوات الـ 13 ألتي اعقبت الاطاحة بالنظام السابق وبينما قدمت عائدات النفط العراقي اكثر من 800 مليار دولار من الايرادات, فإن الفساد كلف خزينة الدولة العراقية 312 مليار دولار بحسب مركز انجاح للتنمية الاقتصادية)).
قادت الطبقة السياسية في العراق نهبا ماليا منظما للمال العام منذ 2003 بحثا عن النفوذ, وها هو احد السياسيين يعترف بلسانه، وفي احدى المقابلات التلفزيونية مشيرا الى ان : (( الجميع فاسدون من قمة الهرم الى قاعدته، نعم جميعهم بمن فيهم انا، ولا يوجد حل ..))، ((لقد عرض علي أحدهم خمسة ملايين دولار لوقف التحقيق معه, اخذت المبلغ وظللنا مستمرين في مقاضاته ..)) .
ان قادة الفساد في العراق هم الساسة والحكوميون الكبار وهذا الفساد كان في مقدمة الأسباب التي ادت الى سقوط ثلث العراق بيد داعش. وقد اختزل الساسة الشعب العراقي بالمكونات والمكونات بالأحزاب والأحزاب بالمقربين والمقربين بالبطانة. ويعتبر العراق من البلدان الفقيرة المتخلفة اقتصاديا على الرغم من ان موازناته المالية السنوية تفوق احجام موازنات الاردن وسوريا ولبنان ومصر ، وان عدد سكان العراق لا يتجاوز نصف عدد سكان مصر لكن معدلات الفقر فيه يفوق معدلات الفقر في تلك الدول بسبب الفساد والمحاصصة واسباب اخرى.
الفساد في العراق يقاس بالمليارات وليس بالمفرد وهو من فعل كبار الساسة والسبب هو في فساد الساسة. والفساد السياسي في العراق هو ابرز انواع الفساد جميعا تتميز به الطبقة المتنفذة. ويلاحظ عند احتدام الخصام بين السياسيين فانهم يهددون بالإعلان عن الملفات التي بحوزتهم عن الاخرين, لكنهم لا يفعلون ذلك ويجنحون للسلم لأن لكل منهم ملفاته. وبلغ الفساد حسب ما يتناقله بعض البرلمانيين في العراق الى برلمانيين يسحبون تواقيعهم عن استجواب وزير مقابل ابتزازه بمبالغ مالية. اضافة الى الجنود الوهميين الذين اعلن عنهم سابقا حيث ان ما بين 500 و 600 مليون دولار كانت تدفع كمرتبات شهرية لجنود وهميين لا وجود لهم, او قيام الجنود بدفع نصف مرتباتهم الشهرية مقابل عدم التزامهم بالحضور للخدمة. اضافة الى الفساد الذي يشوب كثيرا من مناقصات الاسلحة الضخمة وصفقة اجهزة السونار المستوردة من بريطانيا والتي قامت بمعاقبة مورد هذه الاجهزة وتغريمه مبالغ كبيرة في حين ان العراق لم يفعل شيئا لمستوردي هذه الاجهزة. ويعزى سقوط الموصل بيد داعش في 2014 جزئيا الى ان عدد الجنود بالمواقع العسكرية للدفاع عن المدينة اقل من الموجود في دفاتر الخدمة والحضور، ولم تتم محاسبة احد حتى اليوم. الى جانب الفساد في بيع المناصب الحكومية الكبيرة .
هناك الكثير من اعضاء الحكومة من وزراء ووزراء سابقين ووكلاء وزارات ومدراء عامين ومحافظين وغيرهم تلاحقهم تهم الفساد وسبق وان حظرت لجنة النزاهة سفر 400 شخص بينهم وزراء ونواب ووزراء سابقون ومديرون عامون ومحافظون والبعض منهم تمكن من الفرار بالمال العام وهم يحتمون بالجنسية الثانية التي يحملونها .
ان تحقيق العدالة في المجتمع العراقي تتطلب التخلص من نظام المحاصصة وتشريع القوانين الرادعة وفرض العقوبات الصارمة ومحاسبة الفاسدين ليس فقط لاسترجاع المال العام المنهوب حسب تصريحات المسؤولين هذه الأيام وانما ايضا لتحقيق الردع العام والخاص بما يضمن الجانب الوقائي في هذا المجال, ويتوجب محاسبة الفاسدين اينما كانوا ومهما كانت صفتهم الوظيفية والحزبية بما يضمن تحقيق القضاء على ظاهرة الفساد دون ان يفلت اي فاسد من العقاب الذي يستحقه لا ان يتم استرجاع المال المنهوب والعفو عن الفاسد بدون عقاب.
من الضروري تسريع اجراءات محاسبة الفاسدين من خلال اجراء المحاكمات العادلة ومنع المماطلة في المدد الزمنية والاجراءات الشكلية او اصدار احكام مخففة مع وقف التنفيذ وعدم السماح بالإفلات من العقاب .
الفساد ظاهرة متفشية في العراق وهي تؤثر في كل جوانب الحياة, فالرعاية الصحية تتأثر عندما تسرق الأموال المخصصة لشراء المعدات الطبية وادوية الأمراض المزمنة، او يتم استيراد (الاحذية الطبية ) بدلا من ادوية الأمراض السرطانية والسكر والضغط والتي تخلو مستشفياتنا ومراكزنا الصحية منها. مما يضطر المواطن لشرائها من الصيدليات الخاصة حيث تباع بأسعار عالية لا يستطيع توفيرها اصحاب الدخل المحدود . كما تتضرر التنمية الاقتصادية والاجتماعية عندما يسود الفساد ويهرب المستثمرون, وتتضرر انظمتنا التعليمية عندما تستنزف الميزانيات المدرسية على نحو مخالف للقانون. وتتقوض مؤسساتنا السياسية عندما تدفع الرشاوي .
لذا من الضروري مكافحة الفساد من جذوره والمبادرة ببرنامج التعليم من اجل العدالة ولمنع الجريمة من خلال الأنشطة التعليمية والمناهج الدراسية التي ستساعد المربين على تعليم الاجيال المقبلة كيفية فهم ومعالجة المشاكل التي تقوض سيادة القانون وترسيخ ثقافة احترام القانون من اجل تحقيق التنمية المستدامة. ويرى الحزب الشيوعي العراقي ان محاربة الفساد, لا تقل اهمية عن محاربة الارهاب, وضرورة معالجة التردي المتزايد في احوال الناس المعيشية وتحسين الخدمات وتجنب اثار الازمة الاقتصادية – المالية وتحويل الدعوات لمكافحة الفساد الى عمل يومي متواصل والتصدي للفساد المستشري الذي تغول كثيرا والذي يحتاج الى جهود كثيفة جماعية وليس اجراءات فردية منفصلة,. والتأكيد على تجنب تسييسه وان يكون شاملا وتطبيق القانون على الجميع بغض النظر عن المواقع الوظيفية والمكانة السياسية والدينية والاجتماعية للفاسدين مع اجراء الاصلاحات الجدية في كافة مؤسسات الدولة والعمل على استعادة الاموال المنهوبة من ميزانية الدولة على ايدي الفاسدين ومعاقبتهم.
دعونا نعمل معا على بناء قاعدة جديدة، قاعدة تقوم على احترام سيادة القانون واستئصال الفساد من جذوره وتحقيق العدالة الاجتماعية, ولا تتركوا الفساد يقتل التنمية.



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهري دجلة والفرات من ضحايا دول الجوار تركيا وايران
- هل يفتقر العراق لمعايير جودة التعليم ؟
- أزمة السكن في العراق احدى منجزات الحكومات المتعاقبة منذ 2003
- اغتيال ساعة سورين في البصرة
- تداعيات فيروس كورونا على السياحة والاقتصاد اللبناني .
- كيف ينظر الحزب الشيوعي العراقي الى قطاع النقل والمواصلات في ...
- هل تمت حماية المنتجات العراقية حسب القانون رقم ( 11 ) لسنة 2 ...
- السياسة الاقتصادية - الاجتماعية في رؤى الحزب الشيوعي العراقي
- النهوض بالاقتصاد العراقي بموجب وثائق الحزب الشيوعي العراقي
- كيف يؤمن العراق الاحتياجات الغذائية لأبناء الشعب عن طريق الا ...
- هل الصناعة مهمة للعراق ؟
- هل تمكنت الحكومات المتعاقبة في العراق من الإيفاء بوعودها في ...
- من وثائق الحزب الشيوعي العراقي حول ابناء شعبنا من الايزيديين ...
- السلاح المنفلت في العراق يتحدى الدولة دون رادع .
- في العراق , هل نحتاج الى دولة مدنية ديمقراطية أم دولة مكونات ...
- تفشي الفساد في العراق اهم منجزات الحكومات المتعاقبة منذ 2003
- هل الدولة في العراق فاشلة ؟
- هل تخطى العراق التحديات التي واجهته وتواجهه ؟
- هل ادت خصخصة التعليم في العراق الأهداف المرجوة منها ؟
- لماذا يستورد العراق الغاز بمبالغ طائلة وهو البلد النفطي ؟


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - الفساد يلتهم ثروة الشعب العراقي ويعيق الأستثمار ويبقي التخلف