أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - الفساد السياسي بماهو أحد أمراض الديمقراطية














المزيد.....

الفساد السياسي بماهو أحد أمراض الديمقراطية


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6655 - 2020 / 8 / 23 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" يمكن فهم الفساد على أنه شكل منحرف من الهبة، وخلط بين التبادل السخي والتبادل السوقي"
يعتبر الفساد الشر السياسي بامتياز الذي يهدد مستقبل أعتى الديمقراطيات في العالم المتطور فما بالك ببعض الديمقراطيات الناشئة التي مازالت تحبو ضمن مسارات انتقال وعرة وتحاول التخلص من ماضي شمولي وممارسات تسلطية وعقلية مستبدة ومؤسسات إدارية متحيزة وتأسيس تشاركية مدنية وفق آلية التعايش الحر.حينما تنتشر الرذائل في الحقل السياسي والأمراض النفسية وتظهر العقد الدفينة وتنعدم الثقة وتغيب الأخلاق تحضر الانتهازية والوصولية والزعاماتية وتنتشر الرشوة والمحسوبية والمحاباة وتتكاثر التدخلات والتعويم ويتم استغلال المرجعيات والأفكار والقيم والانتفاع من المعتقدات الدينية وتغذية الصراعات الإيديولوجية. على هذا النحو يعكر الفساد ايقاع الحياة السياسية ويشنج الأجواء بين المتنافسين ويدفع الفاعلين الى التخاصم واستعمال أدوات غير لائقة مثل الكذب والاشاعة والعنف اللفظي والدعاية المغرضة ويمنع المؤسسات من التخطيط والبرمجة والتنفيذ والانجاز والاستكمال ويلحق بالهيئات والمنظمات والجمعيات الكثير من الأضرار ويتسبب في هشاشة هيكيلية للأحزاب ويجعل الناس في نفور دائم من السياسة وفي عزوف تام عن المشاركة. كما تتجلى الحوكمة السيئة في التأويل المغرض للدستور والتلاعب بفصوله والتحايل على القانون والتهرب الضريبي وتشجيع النشاط الموازي وتعطيل المؤسسات الدستورية والتأثير على القضاء والافلات من العقاب والعبث بمقدرات الدولة وإعادة انتاج عقلية الاحتكار والجنوح الى العربدة والاقصاء وثلب الخصوم وترذيلهم. اللافت للنظر أن المتسببين في الفساد السياسي والافساد الاجتماعي والخسائر الاقتصادية هم فئات عديدة وشرائح اجتماعية متنوعة تتوزع ضمن لوبيات ضغط مالية وإدارية ورقابية تحرص على تثبيت مآرب شخصية ومصالح فئوية وتتنصل من المسؤولية الجماعية ومن إمكانية انهيار المرافق العامة وتفكك الدولة. فكيف يمكن مواجهة الفساد السياسي؟ لماذا يعشش الفساد في مفاصل المؤسسات والدول الضعيفة ويعرقل انتقال المجتمعات الناشئة الى العصر التداولي على الحكم؟ وهل يمكن الانتقال بالمسار الديمقراطي من مرض العطالة الى التعافي؟
والحق أن البعض جعل من شعار مقاومة الفساد طريقة للابتزاز وتصفية الحسابات الضيقة والهيمنة على سلطة القرار واستغل هشاشة الوضع السياسي ومرض المسار الديمقراطي لكي يلمع صورة الاستبداد ويغذي حنين المفقرين الى حالتي الاستقرار والاكتفاء الذاتي التي كانوا ينعمون بها في ظل الدولة الأمنية والشمولية.في الواقع "تتغذي الديمقراطية الحديثة من أخذ الكلام عامة، غالبًا ما تعطي تعبيراته العامة انطباعًا بالفراغ". من هذا المنطلق تبقى الشفافية والحوكمة الرشيدة والمحاسبة والرقابة النقدية واليقظة الحقوقية هي الآليات المدنية للتصدي لظاهرة الفساد وتتكفل بمنح المسار الانتقالي الصلابة وضخ العافية في الجسد الديمقراطي. فكيف تتحول المواطنة من مجرد استقلالية ذاتية للأفراد عن السلطة الى قوة رأي عام تدفع نحو الإصلاح؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية العدالة بين المبادئ الإجرائية والممارسة الاجتماعية
- الاستعمال العمومي للعقل وايتيقا التواصل عند يورغن هابرماس
- انعطاف مارتن هيدجر من الموجود الى الوجود
- الفلسفة العصبية وفرضية الانسان المُعَزَّز
- طبيعة الحقيقة الطبيعية عند سبينوزا
- فكرة الحرية عند هيجل من خلال جدلية العبد والسيد
- في تناقض الوجود من أجل الموت والبحث اللامتناهي عن الخلود
- المعاناة ليست الألم عند بول ريكور
- الكتاب الثاني من العقد الاجتماعي ، جون جاك روسو
- الحداثة في طريق مسدود حسب حنة أرندت
- العناية بالذات وأخلاقيات الرعاية السياسية عند ميشيل فوكو
- بحث جون لوك في الذهن البشري
- هل تأكيد العلمانية يمثل عقبة أمام التسامح الديني؟
- علامات غرق الحضارة الغربية في العدمية
- الانسان العامي بين الاعتقاد الديني والتفكير الفلسفي
- التأسيس المنهجي للعلم الحديث من طرف فرانسيس بيكون
- دولة القانون والمجتمع المدني بين هيجل وماركس
- اسهام التجربة في المفهوم الفلسفي لجيل دولوز
- اختراع السياسة الحيوية من طرف ميشيل فوكو
- في تناقض واجب قول الحقيقة مع الحق في الكذب


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - الفساد السياسي بماهو أحد أمراض الديمقراطية