أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير الخويلدي - هل تأكيد العلمانية يمثل عقبة أمام التسامح الديني؟














المزيد.....

هل تأكيد العلمانية يمثل عقبة أمام التسامح الديني؟


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 19 - 23:58
المحور: المجتمع المدني
    


" التسامح وحده يمكن أن يعيد توحيد أولئك الذين فرقتهم المذاهب الدينية والأحزاب السياسية"
يبدو أن الخيار المتبقي أمام العالم العربي من أجل الخروج من النفق المظم الذي أحدثه الاستعمار هو تأكيد العلمانية في الحياة المجتمعية عن طريق التمييز بين الجانب العقدي الجماعي والتصور البشري للحياة. كما تواجه هذه الفكرة مجموعة من التحديات التي تصدر عن السلطة السياسية التقليدية وعن الحكم الشمولي العسكري ويتم تدعيمها بالوصاية التامة التي يزعمها حراس المعبد على تصرفات الناس وقيم المجتمع. كما هناك خلط كبير بين العلمانية التي شهدها الفضاء الأنجلوساكسوني في رحابتها ومرونتها من جهة واللائكية التي عرفها العالم الفرانكفوني في صرامتها وتصلبها وارتبطت بالنزعة الفكتورية من جهة ثانية.التخوفات متأتية أيضا من مالكي نفوذ الأمس الأبدي ومن حراس التاريخ التذكاري ومن الكهنة الجدد للسوق الرأسمالي الذين يروجون عبر وسائل الاتصال الحديثة لديانات مادية خالية من كل القيم الكونية. ربما المشكل هو أن المجتمع مابعد الصناعي أعادة انتاج القديم في ثوب جديد وسمح للمكبوت اللاواعي بالظهور على المشهد الاعلامي وساهم في بروز أشكال من التدين الافتراضي أكثر نعومة بالنسبة للمجال العام وأشد خطورة على المجال الخاص وأدى الى بروز الخصوصيات بقوة وعولمة العنف والتعصب للذات.بهذا المعنى أصبح مطلب استنبات العلمانية من الأمور المستعصية في المدينة العربية ومؤجلة على الدوام ان لم نقل انه غير قابل للتحقيق في المدى القريب وذلك لضعف بنيوي النخب المثقفة وصعود نظام التفاهة ولتبني الأنظمة السياسية خيارات تلفيقية من أجل المحافظة بها على استمراريتها واحتكار السلطة لنفسها.علاوة على ذلك يخشى الملأ من الاستبداد باسم الحداثة والتسلط تحت راية التنوير ومن التعصب المتأتي من العلمانيين ورغبتهم في الاستئثار بالمعرفة والمنفعة والسلطة ومن الاحتماء بالأجهزة الأمنية ضدهم. بيد أن الجدير بالملاحظة هو التصاق ظاهرة العلمانية ومسار العلمنة بالتاريخ المجتمعي للشعوب العربية وتنصيص التأويل على تعدد المعنى وكثرة الدلالات وتنوع أشكال الحياة وحرية الفعل والاختيار لدي البشر وحاجة السياسة الراشدة الى العقل وتحركها حول مبدأ المصلحة وتفضيلها مراعاة الواقع والممكن.على هذا الأساس لا يوجد تناقض جوهري بين العلمانية المفتوحة والموازنة التشريعية التي تم استنباطها من المخزون الحي للموروث الثقافي وانما هناك مواءمة وتعالق ومقاصد كبرى من تحقيق التفاعل بينهما في حركة تداولية وتجادل تاريخي وضمن أفق انسي وحاجة واقعية ينتظرها الجيل الصاعد في المستقبل.بطبيعة الحال تحتاج العلمانية السلمية الى تشغيل جملة من المبادئ والحقوق والحريات يتم التنصيص عليها بالقوانين والتشريعات ومنها الايمان الحر والتعددية في التأويل وحرية الاعتقاد وحرية الضمير.بيد أن مفهوم التسامح هو الأرضية الأولى التي تستند عليها العلمانية وتساعد على بناء العيش المشترك وتحويل قبول الغيرية واحترام الاخر الى مؤسسة رسمية ترسخ مبدأ المواطنة والمساواة التامة بين الكل.فكيف نجعل من مفهومي العلمانية والتسامح الديني شرطي إمكان لقيام الديمقراطية في العالم العربي؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علامات غرق الحضارة الغربية في العدمية
- الانسان العامي بين الاعتقاد الديني والتفكير الفلسفي
- التأسيس المنهجي للعلم الحديث من طرف فرانسيس بيكون
- دولة القانون والمجتمع المدني بين هيجل وماركس
- اسهام التجربة في المفهوم الفلسفي لجيل دولوز
- اختراع السياسة الحيوية من طرف ميشيل فوكو
- في تناقض واجب قول الحقيقة مع الحق في الكذب
- تحولات العقل الفلسفي بين الأسطورة والعلم
- حوار مع ألبرت كامو حول الثقافة والسياسة
- كانط والجماليات الحديثة: الفن والجمال والحكم الذوقي
- ايريك فروم والتدرب على المحبة
- وجاهة ادانة الاستعمار وشرعية طلب الاعتذار
- أرسطو وإعادة الاعتبار للفن
- مسارات التحرر في الفلسفة المعاصرة
- مفارقات الفن عند أفلاطون
- حوار مع أندريه كونت سبونفيل حول كوفيد19
- حوار مع جورجيو أغامبين حول السياسة الحيوية
- الفلسفة الملتزمة والشأن العمومي
- في الدلالة الفلسفية للفن
- جماليّات البيت العتيق


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير الخويلدي - هل تأكيد العلمانية يمثل عقبة أمام التسامح الديني؟