أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خدام عبد الكريم - أوراق السلام .. رؤية ثورية(4)














المزيد.....

أوراق السلام .. رؤية ثورية(4)


محمد خدام عبد الكريم
كاتب

(Mohamed Khadam Abdalkareim)


الحوار المتمدن-العدد: 6654 - 2020 / 8 / 22 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأرض ملك الدولة.. والحواكير من أرث الاستعمار

الحقيقة أن هنالك عدة عوامل ساهمت بقدر متفاوت في خلق النزاع المسلح في السودان بأشكاله المختلفة لكن جميعها تتعلق بقسمة الثروة والسلطة والموارد؛ والأرض التي هي سر النزاع المسلح وذلك لأنها تشكل الثابت الوحيد بالنسبة لمتحولات الثروة والسلطة.
لكن على الجميع أن يدرك مسألة مهمة جدا لا ينبغي إغفالها وهي أن ما يسمى بالحواكير وديار بني فلان وغير ذلك من المسميات أن أصلها التاريخي يعود إلى فترة العهد الاستعماري الذي عمل على تقسيم خريطة الأرض السودانية بطريقة ماكرة القصد منها زج المكون الأجتماعي والقبلي في حرب ما زلنا ندفع فاتورتها حتى ذي اللحظة.
فالأستعمار في عام 1923م أعاد تقسيم خريطة السودان وفق رؤية تتعلق بالهوية القبلية والجغرافيا وفرض عليها الأستمرارية حتى وقتنا الحالي. فالأستعمار اعطى حواكير لبعض القبائل وضم اليها قبائل أخرى صغيرة من غير أن يُعطيها أي حق ومن هنا بدأ أصل النزاع الحالي.. لأن القبائل صاحبت الحواكير استخدمت موارد الأرض واحتكرتها لصالح أفرادها وحرمت البقية واهملت دورها الطبيعي ولم تسمح لها بالاستفادة من تلك الموارد. وبمرور الوقت ترسخت هذه الفكرة الأستعمارية وأصبحت حق تقليدي يتم توارثه عبر الأجيال.
ثم قامت بعض الجهات والحكومات المتعاقبة على حكم السودان بدعم وتأكيد هذه الحقيقة المزيفة من خلال الزعماء التقليديين كالنظار والشراتي والعمد والشيوخ الذين ترسخت فكرة ملكية الحواكير والديار في اذهانهم وصاروا يدافعون عنها بالسلاح والقوة. لأن الناظر والشرتاي لا يريدان أن يفقدان ميزة ادارة حواكيرهما حتى لا يخسران سلطاتهما القانونية والمالية وطبيعي جدا أن تثور القبائل المحرومة من خيرات وموارد الأرض وتحمل السلاح ضد من ظلمها وهنا تكمن حقيقة النزاع الدارفوري.
مع بداية الصراع المسلح في دارفور العام 2003م ضج قاموس السياسة والحرب الدارفوري بمصطلحات جديدة جميعها اتفقت على تغذية الصراع حول الأرض واكسبت ملف الاراضي والحواكير بعدا اجتماعيا واثنيا جديدا يرسخ لفكرة ملكية الأرض وفقا للتقسيمة الاستعمارية.
ومن ثم ظهرت مصطلحات تفوح منها رائحة العنصرية مثل مصطلح (القادمون أو المستوطنون الجدد) وفي غمرة هذا الصراع نسي الجميع أن ما يسمى بالقادمين الجدد أنهم مواطنون سودانيون يتمتعون بكافة حقوقهم المدنية والتزاماتهم القانونية وفقا لمفاهيم الدولة الحديثة.
لذلك إذا اردنا حل النزاع الدارفوري بطريقة حقيقية يجب علينا أن ننطلق من مفاهيم الدولة الحديثة التي تعتبر الأرض للجميع وبالتالي ننسف مفهوم الديار والحواكير المتوارث بشكل مبطن يحمل في داخله عوامل فناء النسيج الاجتماعي الدارفوري. وعلينا أيضا أن ندعم عقد مؤتمر حول الأرض يعقد في كل عواصم دارفور بالتساوي يحضره أصحاب المصلحة بعيدا عن مزايدات السياسة ولعلعة البنادق.



#محمد_خدام_عبد_الكريم (هاشتاغ)       Mohamed_Khadam_Abdalkareim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(3)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(2)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية


المزيد.....




- اجتماعات القاهرة للفصائل الفلسطينية: بحث إدارة غزة بعد الحرب ...
- كريستيانو رونالدو: المليار دولار كان هدفي منذ زمن ولم يفاجئن ...
- نيجيريا ترد على تهديدات ترامب: دستورنا يمنع أي اضطهاد ديني
- الهيروغليفية: لغة تبعث من جديد؟
- الرئيس إيمانويل ماكرون يعلن الإفراج عن الفرنسيَين سيسيل كولر ...
- ما الذي يعنيه قرار ترامب استئناف اختبار الأسلحة النووية الأم ...
- سيارته الرياضية علقت بالهواء.. نجاة تسعيني ألماني من الموت ف ...
- جنيفر لورانس تنتقد إقحام النجوم في السياسة وتستعد لعمل مع سك ...
- الاتحاد الأوروبي في مفاوضات اللحظات الأخيرة لضبط أهدافه المن ...
- إصابة لبناني بغارة إسرائيلية وعون: استمرار الاحتلال يعرقل خط ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خدام عبد الكريم - أوراق السلام .. رؤية ثورية(4)