|
يقولون ان التخطيط موضة قديمة انتهت هل هذا صحيح ؟؟؟
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 07:38
المحور:
الادارة و الاقتصاد
هل مازال التخطيط مهما ومطلوبا ولماذا الزخ الاعلامي ضده ؟؟؟؟ نقرا اليوم الكثير من الافكار من منظري الراسمالية والمدافعين عن حرية حركة الرساميل عبر العالم بان التخطيط موضة قديمة ماتت وانتهت مع انهيار الانظمة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي السابق وانه لا بديل امام العالم من اعتماد الفكر والطرق التي يقولون هم بانها هي الاصلح للعالم لكننا نحن نقول لهم بان التخطيط مهم جدا وهو ملا زم للانسان ويجب الاستمرار به وتطويره لان التغير دائم والواقع متغير والمشاكل موجودة ومتجددة وكثيرة ولا تحل بشكل تلقائي بل هي تحتاج إلى تخطيط وتفكير وترتيب وتحكم واعي وعقلاني ومدروس والبحث الجيد هو ذلك البحث الذي يلتقط الجديد في الواقع وعلى اساس ذلك يقترح الحلول وهنا نشدد على إن يكون التخطيط والمخطططين من الناس المؤهلين والمدربين والذين يمتلكون رؤية استشرافية ورؤية ثاقبة للامور
مفهوم التخطيط هو التحكم الواعي بالعمليات الاقتصادية والاجتماعية استنادا لفهم القوانين العلمية والموضوعية واستخدامها لتحقيق تغيير الطبيعة والمجتمع باتجاه تلبية حاجات الناس وهويعني توفير العمل وتوفير السكن والتخطيط لاي امر ومعرفة ما سيحصل لنا وعندنا والاستعداد لمواجهة ذلك بشكل علمي ودقيق وحقيقي وليس افتراضي
هل يحتاج اقتصاد السوق الاجتماعي إلى التخطيط ؟؟ إن اقتصاد السوق الاجتماعي هو اكثر اشكال اقتصاد السوق حاجة إلى التخطيط لان هناك علاقة كبيرة بين الاجور والاسعار ومجموع الاسعار ومجموع القيم لذلك يجب إن يخطط اقتصاد السوق الاجتماعي من اجل تحقيق التناسب بين مجموع الاسعار ومجموع القيم وبين الكتلة النقدية والكتلة السلعية حتى لا تتباطئ عجلة الانتاج ونحن خبرنا وعرفنا في سورية وضع الخطط وعدم تنفيذها إلى ماذا ادى والجميع يعرف اليوم إن الاجور لا تساوي اكثر من 20 % من الناتج بينما اصحاب الارباح والريوع ياخذون اكثر من 80 % من الدخل الوطني ومع ذلك لا يدفعون من الضرائب الا القليل بينما يدفع اصحاب الرواتب على الرغم من ضعفها وعدم كفايتها لهم ولا سرهم يدفعون منها 10 % ضرائب اذا هذا واقع سيء غير مقبول يجب تصحيحه ولذلك نقول إن لاا قتصاد سوق اجتماعي بدون تخطيط وحل هذه المعضلات الكبرى وخاصة السياسة الاجرية العادلة المناسبة التي توفر مستوى معيشة لا ئق للانسان العامل والموظف والتي تدفعه الى العمل وبالتالي تحقيق تسريع عجلة الانتاج وتنويع الانتاج وضمان استمرار الاقتصاد الوطني بالاداء الجيد وعدم تعرضه للخلل التخطيط حاجة عالمية اليوم لقد ظهرت وتعقدت مشاكل كثيرة خلال العشرين عام الماضية ولم تعد هذه المشاكل والظواهر محلية أو اقليمية ولا يمكن حلها محليا وخاصة المشاكل التالية : - مشكلة المناخ - مشكلة توزيع المياه - مشكلة السلاح النووي الاسرائيلي - مشكلة الغذاء - مشكلة البطالة - مشكلة الطاقة - مشكلة التلوث
وهناك مشاكل اخرى كثيرة لا يمكن عدها وحصرها لكثرتها وبشكل عام اقول إن حل هذه المشاكل هو حل كوني عالمي عبر الامم المتحدة أو نظام دولي جديد اكثر عدلا وفعالية لانه من وجهة نظري إن النظام الحالي غير فعال وفقد جدواه وانا اتمنى إن نرى نظام دولي جديد متعدد الاقطاب بلا امم متحدة ومن هنا نستنتج إن التخطيط مهم جدا اليوم اكثر من البارحة واكثر من الامس وكلنا يعلم القمة العالمية التي عقدت في البرازيل والتي اطلق عليها اسم قمة الارض أو الارض بيتنا ومع ذلك لم تتعظ بعض الدول
شروط التخطيط الناجح - الشمولية - الجزئية - المركزية - الاقليمية - شموله المجتمع والاقتصاد - ايجاد التناسب بين الموارد والحاجات - موضوعية وعلمية التخطيط - حل مشاكل الناس - تنفيذه فعليا وعدم بقائه حبرا على ورق - عمل واعي يتحكم بالتطور الاقتصادي والاجتماعي - ربط الحاجات الانية بالحاجات البعيدة - تامين الفعالية القصوى للانتاج - نقطة انطلاق التخطيط تحديد الحاجات الاجتماعية - التخطيط هدف ومرحلة زمنية
المهم تخطيط مستوى المعيشة مستوى المعيشة هو العلاقة بين الاجور والاسعار وهو يتغير حسب مستوى الاجور ومستوى الاسعار وللاسف في سورية لم نستطع إن نحقق مستوى معيشة مقبول وهذا كان سبب في الانهيارات التي حصلت في كل المجالات ولا يوجد توازن جزئي أو حتى كلي بين الاجور والاسعار لان مستوى المعيشة المقبول في سورية لاسرة مؤلفة من خمسة اشخاص ونصف وهو معدل متوسطي عدد الافراد في سورية هذه الاسرة تحتاج إلى 22000 ل س من اجل مستوى معيشة مقبول بينما متوسط الاجور في سورية 55000 إلى 6000 أي إن هذه الاسرة تقع تحت عجز شهري يصل إلى 15000 ل س أو اكثر وهذا دفع الناس إلى العمل مرة ثانية وثالثة وربما دفعها إلى الفساد وتبرير كل امر حتى تستطيع إن توفر متطلبات العيش الكريم والحاجات النفسية والفيزيولوجية لذلك نقول لا يمكن تحقيق اصلاح اقتصادي في سورية دون حل هذه المعضلة الكبيرة أي سياسة اجرية جديدة عادلة وهي ممكنة لان ليس من المعقول إن تستطيع الدول المجاورة لنا إن تضع سياسة اجرية جيدة وناجحة كالاردن ولبنان ولماذا لا نستطيع نحن فعل ذلك علما ان مواردنا اكثر من لبنان واكثر من الاردن ويجب انجاز هذا الامر والا المشاكل القادمة كبيرة جدا ولا يمكن إن نستمر في الوضع الحالي لذا ندعو هنا إلى وضع مؤشرات اسعار تعدل الاجور على اساسها لكي تبقى عجلة الانتاج دائرة ولا تتوقف وهذا امر مهم جدا للوحدة الوطنية والانتماء والولاء كما يجب اعادة توزيع الدخل بحيث يحصل اصحاب الاجور والعاملين على اكثر من 40 إلى 45 % من الناتج
تخطيط الاصلاح الاقتصادي باختصار اقول هنا اننا سابقا كنا نضع خطط فقط ولم نكن ننفذها بشكل كامل لذا ظهرت بعض الثغرات ونحن بحاجة اليوم إلى اعادة النظر بذلك لجهة وضع خطط سليمة وليس افتراضية وتاخذ بعين الاعتبار تخطيط النمو ومحاسبة الحكومة على كل شيء ووضع ارقام دقيقة واساليب قياس لكل امر بحيث نخفض البطالة ونحل ازمة السكن ونخفض عدد الفقراء لذلك لا بد من تخطيط جديد يرافق الاصلاح الاقتصادي ويحقق ما يلي : - التوازن بين الاجور والارباح - اعادة تجديد قوة العمل من خلال سياسة اجرية جديدة - زيادة الاجور الحالية 200 % - ضرب مواقع الفساد واليات اعادة انتاجه - اعادة توزيع الثروة - تامين وتائر نمو عالية لا تقل عن 8% - وضع سياسة ضريبية فعالة - ربط الاجور بالاسعار عبر مؤشرات الاستهلاك - استثمار الكوادر عبر وضع معايير مضبوطة شفافة - دور جديد للدولة عقلاني منفتح على المجتمع
لذلك نقول إن التخطيط بهذا المعنى امر هام ومطلوب اليوم اكثر من الامس والبارحة ويجب إن يكون تخطيط نافذ وليس ورقي ووهمي وهذا اذا تم يحقق سورية المتطورة الحديثة والا نكون نضحك على انفسنا وهذا لا نريده لنا ولاطفالنا
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما الذي يصنع مديرا وماذا يعني ان تكون مديرا ؟؟؟؟
-
المزيج التسويقي وبعض المفاتيح التسويقية
-
الاهمية المتعاظمة للموارد البشرية في عصر المعرفة
-
لماذا الضغوط على سورية ما الذرائع ؟؟؟
-
كيف نستفيد من بيت الافكار الدولية ؟؟؟
-
كيف تكون قائدا ناجحا وفعالا وتحقق اهدافك الشخصية وفي العمل ؟
...
-
ديمو قراطية الاغنياء وديموقراطية الفقراء
-
العرب والعسكرة - النقود والمدافع -
-
الشركة الافتراضية مفهومها واهميتها والحاجة السورية اليها ؟؟
-
المعرفة واهميتها وادارتها
-
الطرق الابداعية والا بتكارية في حل المشكلات الحكومية الاداري
...
-
خداع الارقام البترولية والعرب هم الخاسر الاول!!!
-
اين ثقافة الاصلاح واين ثقافة المؤسسات ؟؟؟
-
صحافة ادارية واقتصادية مهمة- الاداري - ؟؟
-
مهارات مهمة جدا للمدير الذي يسوق الكترونيا
-
اية علمانية نريد ؟؟؟؟
-
حل النزاعات الادارية من وجهة نظر الادارة الحديثة
-
موت ونهاية الادارة؟؟؟
-
رسالة الى افلاطون
-
الهندرة الهندرة الهندرة ؟؟؟؟
المزيد.....
-
جلفار تبيع صيدليات زهرة الروضة في السعودية بـ444 مليون ريال
...
-
مؤشر الأسهم الأوروبية يسجل أسوأ أداء شهري في عام
-
السعودية توقع مذكرات تفاهم بـ51 مليار دولار مع بنوك يابانية
...
-
موديز: الاستثمارات الحالية غير كافية لتحقيق الأهداف المناخية
...
-
منها حضارة متعددة الكواكب.. ما أسباب دعم ماسك ترامب بملايين
...
-
هاتف شبيه الآيفون.. مواصفات وسعر هاتف Realme C53 الجديد.. مل
...
-
القضاء الفرنسي يبطل منع مشاركة شركات إسرائيلية في معرض يورون
...
-
لامين جمال يوجه سؤالا مثيرا لنجمة برشلونة بعد تتويجها بالكرة
...
-
وزارة الكهرباء العراقية وجنرال إلكتريك ڤ-يرنوڤ-ا
...
-
عملاق صناعة السيارات فولكسفاغن وأزمة الاقتصاد الألماني
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|