خداع الارقام البترولية والعرب هم الخاسر الاول!!!

عبد الرحمن تيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ارقام تستفز العقل وتدعو للتامل والتفكير امعقول إن العرب لا ينتبهون اليها ؟؟؟
دلالتها إن الارقام ليست صادقة تماما ودائما وام معناها قد يختلف باختلاف الزمان والمكان حتى لو كانت هي نفسها دون تغير يذكر
وخطورة ما اتحدث عنه انه يقول لنا : سوف يستمر العرب يدفعون اكثر وياخذون اقل مادام البترول سلعتهم الاساسية في التبادل والتعامل مع العالم الخارجي وحتى سورية منهم ايضا لا اغلب الصادرات السورية مواد خام ليس فيها قيمة مضافة ومنها 85% نفط وقطن خام وفوسفات
القصة كما نعلم بدات عام 1973 خلا ل حرب تشرين حين قلنا إن اسعار البترول لاتعرب عن حقيقة قيمته وطلبنا من الاخوة العرب استخدام البترول كسلاح في المعركة مع العدو وتحولت بذلك دول الخليج إلى لا عب عالمي وبارز في تقرير اسعار النفط وقد قالت سورية حافظ الاسد رحمهالله انذاك إن البترول الرخيص عنصر تشجيع على استنفاد احتياطاته كما قلنا انه قد حان الوقت ليسترد العرب ومنتجو البترول منزلتهم على خريطة العالم الاقتصادية وانه لا فائدة من استرداد الثروة البترولية دون التحكم في اسعارها وكميات انتاجها
وبدات جولة ارتفاع الاسعار فقفز البرميل:
- من 3 دولار إلى 11 دولار عام 974
- ثم إلى 34 دولار عام 984
- ثم بدا يهبط حتى وصل إلى 16 دولار عام 989

تلك هي الاسعار الاسمية المعلنة وحينذاك صرح الخبراء والساسة ك لقد هبطت الاسعار إلى النصف وقلت القدرة على التنمية والاستهلاك والاستثمار إلى النصف ايضا ولم تكن صرختهم صحيحة لان الهبوط الحقيقي كان اقل من ذلك حيث وصل إلى الثلث وهاهو الدليل على هذا الكلام من التقرير الاقتصادي العربي الموحد الذي تصدره جامعة الدول العربية وصندوق النقد العربي وعدد اخر من المنظمات العربية المتخصصة حيث تقول :إن السعر الحقيقي للبرميل في ذلك العام قد هبط إلى 6 دولار مقوما بالاسعار القياسية للصادرات الصناعية وذلك مقابل 19 دولار بالسعر الحقيقي لعام 981
اذا الارقام صادمة بشكل كبير كما تلاحظون لان اهم ما نملك من ثروات واهم مكونات الدخل العربي في تراجع مستمر والاسعار الحقيقية كاشفة بدرجة اكبر واكبر
هجوم الدول المستهلكة
• التاريخ الاقتصادي للعالم يسجل هذه الظاهرة دائما ويقول بتراجع اسعار المواد الاولية بالقياس للمواد المصنوعة وهي ظاهرة تمس علاقات الشمال الصناعي المتقدم الثري بالجنوب الفقير المنتج للخامات وظن العرب إن تصحيح جرى في عامي 973 974 لكن ما حصل ليس كذلك حيث اصبح البرميل بثلث سعره في حقبة واحدة
• الصراع بدا حيث ارتفعت الاسعار على انغام مدافع حرب تشرين الاول التحريرية التي خططها وقادها ونفذها القائد الراحل حافظ الاسد وبينما اوشك العرب إن يسيطروا على مواردهم النفطية من حيث الملكية وقرارات الانتاج والاسعار بينما بدا الهجوم المضاد من الدول المستهلكة حيث رفعت الدول اسعار السلع الصناعية اربعة اضعاف وبذلك اخذت كل الارتفاع الاسمي الذي حصل لبرميل البترول لكن كانت المسالة شاقة وصعبة اتبعتها الدول الصناعية المستهلكة للطاقة في العالم عبر اجراءات لا بد من معرفتها لنحتاط لها الان وغدا حرصا على ثروتنا النفطية واهمها :
• 1- اتحاد كلمة المستهلكين من خلال الوكالة الدولية للطاقة في وجه المنتجين ( اوبك )
• 2- تقنين الاستهلاك وترتيبات في نظم تشغيل الالات ونظام اضاءة في المباني والطرق وغير ذلك
• 3- تشجيع انتاج البترول من مناطق اخرى خارج اوبك
• 4- تشجيع مصادر الطاقة الاخرى

ونتيجة هذه الاجراءات الاربعة تراجع الطلب بالقياس إلى المعروض وانخفضت الاسعار فعلا واسترد المستهلكون زمام المبادرة وتحولت سوق البترول من سوق البائعين إلى سوق المشترين في الثمانينات وصدق القول إن النقود من العرب تبدا والى الغرب تعود

ثورة البترول الان
يجب إن نستفيد من ثورة البترول السابقة التي اعطتنا درسا مهما مفاده إن المستهلكون كانوا اكثر قدرة على التكتل والتخطيط والفوز بحصة الاسد والمنتجون كانوا اقل قدرة على التكتكل والادارة وبالتالي الاكثر خسارة
*في حالة الشرق الاوسط لعبت ولا زالت الحروب تلعب الدور الاكبر في الضغط على متخذي القرار لزيادة الانتاج لتمويل اعباء الحروب الخليج الاولى والثانية والان احتلال العرق
* ثم طرحت الدول الراسمالية الكبرى المستهلكة للطاقة ضريبة الكربون أو ضريبة الطاقة للحد من استهلاك الدول ولتاجيج الراي العام داخل هذه الدول ضد الدول المنتجة للنفط ولتبرير سياسات العداء والاحتلال لهذه الدول كما حصل للعراق
كيف ننقذ ثروتنا الاهم
اذا بعد وضوح الصورة والدرس علينا إن نتعلم وان ناخذ العبر وان نتجه إلى مزيد من التكتل لا سيما العربي ثم التكتل العالمي بين منتجي هذه الثروة المهمة
- الاندماج في انشطة صناعية تستخدم الخامات بدل تصديرها
- تاجيل استخراج البترول بعض الوقت
- توحيد سياسات استخراج البترول بحيث تكون لصالح الدول المنتجة والحبلى بالبترول
- الابقاء على مستويات انتاج اقل من المطلوب للابقاء على الاسعار الجيدة للبترول
- الاستفادة من عائدات البترول في مشاريع هامة صناعية وخاصة صناعات تصديرية فيها الكثير من القيمة المضافة

اما ان نبيع البترول بثلث سعره فهذا امر معيب ومخجل ولا يقبله عقل ونحن بحاجة إلى كل قرش وليس إلى ثلث القرش ؟؟؟!!!
عبد الرحمن تيشوري
سورية طرطوس- دارس في المعهد الوطني للادارة العامة 092575464

#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات