أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جمعه عباس بندي - حقوق المرأة ... وقضية تحريرها














المزيد.....

حقوق المرأة ... وقضية تحريرها


جمعه عباس بندي
كاتب وباحث وأكاديمي وقانوني

(Dr.jumaa Abbas Hassan Bandy)


الحوار المتمدن-العدد: 6648 - 2020 / 8 / 16 - 03:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إهداء : لكل إمرأة تناضل من أجل رفع الأغلال والسلاسل والقضبان عن رأسها وعقلها وفكرها وتحافظ على أنوثتها وكرامتها ...

تمهيد :
القرن التاسع عشر كان قرن الحروب والثورات من اجل الاستقلال والتحرير ، والقرن العشرين كان قرن التكنولوجيا وعصر الذرة وغزو الفضاء وثورة المعلومات ، أما القرن الحادي والعشرين فهو قرن الحريات والسلام والحقوق وعصر المرأة بالذات …
فعلى هذا سيكون القرن الحادي والعشرون قرن الحقوق المسلوبة والمهضومة ، والنضال المستمر في سبيل إعادة هذه الحقوق إلى أصحابها الشرعيين ، ومن ابرز هذه الحقوق المسلوبة والضائعة والمنحطة تحت الأقدام حقوق المرأة ورسالتها الرائدة في التاريخ والحياة.
وعند الحديث عن المرأة وحقوقها المشروعة ، ومطالبة المجتمع بهذه الحقوق أو الضروريات الممنوحة لها من قبل كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية يظن أناس من ذوي النفوس الهزيلة – وحيدي الخلية والتي تحتوي على مركب النقص - أن في طيات هذا النداء دعوة إلى ارتكاب المحارم وإباحة المحضورات ، والقفز على جميع الخطوط الحمراء والخضراء .
فنقول لهؤلاء : إن إعطاء وإعادة الحقوق لأصحابها والسماح لهم للتمتع بها لا يعني أبدا استبدال الذي هو خير بالذي هو أدنى ، وكذا لا يعني استبدال الأخلاق والأعراف الجميلة بما يضادها ويناقض الطبيعة البشرية، بل يعني إصلاح وترميم ما أفسده حب التحكم والسيطرة والإرهاب الفكري ، وإعادة مجرى الأحداث والتاريخ إلى قنواتها الحقيقية والصائبة.

المرأة نصف المجتمع :
جميعا نقول : إن المرأة نصف المجتمع ، ومربية الأجيال ومدرسة لإعداد النصف الآخر من المجتمع .. فأنى يتسنى لنا أن نطور مجتمعنا وأنفسنا ونركب دولاب التطور والتقدم مع المجتمعات المدنية والمتحضرة التي يسودها القانون والعدالة والمساواة بدون إعطاء وإعادة حقوق النصف الخطير من المجتمع ، وعلينا أن نعلم بأن مثل هذا الإعطاء لا يعد هبة ولا صدقة من الرجل والمجتمع لها ، بل هي حقها الفطري يوم أن شاركها آدم في إخراجها من الجنة ؟!
وأولى هذه الحقوق بالاهتمام هي حرية المرأة ومشاركتها الرجل في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، وخاصة المشاركة مع الرجل في المطبخ السياسي ؛ لأن إبعادها عن هذا المطبخ ومحاصرتها في المطبخ المنزلي يعني إبقائها بعيدة وغير متساوية مع الرجل في المجالات الأخرى أيضا.

التحرير الحقيقي للمرأة :
المنطلق في حرية المرأة هو ، مع جعل روحها ونفسها وكل جوارحها وأحاسيسها أساسا لعلم والمعرفة لبناء شخصية قوية وناجحة ؛ إذ المشاهد أن عالمنا المعاصر اصبح كل شيئا مسموحا للمرأة وبدن قيود أو ضوابط إلا أمرا واحدا وهو شحذ فكرها وعقلها فغير مسموح لها أن تهتم بعقلها بقدر ما تهتم باختيار حذائها أو صبغ أظافرها ، بعبارة أخرى : لا يجوز لها أن تشغل عقلها أو تفكر بماهيتها ورسالتها على أنها إنسان وتساوي الرجل في الحقوق والواجبات ، إذ أن قضية حرية المرأة ومساواتها مع الرجل لا تأتي من خلال الملابس الضيقة والقصيرة ، ولا في خروجها متى تشاء وعودتها متى تشاء ومع من تشاء وبحرية مطلقة.

آليات تحرير المرأة :
1- التعليم : على المرأة أن تتعلم وتتثقف لتشارك الرجل في كافة الأنشطة ( الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وخاصة السياسية ) لتثبت للمجتمع عند أدائها دورها الإيجابي والبناء في عملية التغيير والتقليب.
2- العمل : عليها أن تعمل وبصيغة منظمة في سبيل تحريرها من الكبت والاضطهاد الأسري من قبل الأب والأخ والزوج بسبل تبقى على روح الاحترام بين المجتمع.
3- التعاون : عليها أن تعمل وبوعي وتتعاون مع الرجل من اجل تحرير الرجل أولا ، والمطالبة بحقوقها وحريتها ثانيا ؛ لان الرجل الذي يفقد حريته لا يمكنه أن يعطي المرأة حريتها ( فاقد الشيء لا يعطيه ).
4- الهوبة :عليها أن تبين للرجل وتقنعه كونها شريكته في استعمار الأرض وعمارتها ، وأنها ليست أمته ، ولا جاريته ، ولا خادمته ، ولا مليكته.
5- الشخصية : عليها أن تحافظ على أنوثتها وتحترم شخصيتها ونفسيتها كي لا تتشوه وتهان من قبل الدجالين الذين يدعون إلى تحريرها وتحرير حقوقها زورا وبهتانا وبأساليب متنوعة وتحت أسماء مختلفة.
6- المجتمع : على المنظمات النسوية أن تعمل بجد في طرح وإقناع المجتمع بان إعادة حقوقها المسلوبة والمهضومة يجعل العالم اكثر اندماجا وتنسيقا ووئاما وخاصة في عصر طغى عليه حب الذات والأنانية والقسوة.
7- القانون : على المنظمات النسوية وأعضائها مفاتحة الجهات القانونية التي تسن وتشرع القوانين لتحتل لنفسها الموقع المناسب في صنع ما ينبغي من القرارات والتشريعات ؛ لان القانون هو المفتاح الأول في رفع المعانات والمآسي والظلم والاضطهاد التي تعيش فيها المرأة.
8- الإستقلال : على المنظمات النسوية أن تكون حذرة ويقظة من الاحتواءات السياسية من قبل الأطراف والجماعات الخارجة عنها ، تلك الإحتواءات التي تجعل من المنظمات النسوية وسيلة لتحقيق سياسات الأطراف بدلا من أن تفرغها للنضال من اجل حقوق المرأة.


وختاما أقول للرجل وبكل قناعة : أن المرأة طعم الحياة ومنبع الحب والعطاء والحضارات والإيثار والجمال ، كذلك هي رمز بناء الخارطة الإنسانية جمعاء ، فلنعلم أن أي شرخ في أنوثتها وكيانها وحقوقها يؤدي إلى طمس وهدم معالم الروح الإنسانية.



#جمعه_عباس_بندي (هاشتاغ)       Dr.jumaa_Abbas_Hassan_Bandy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخبر السري في القانون العراقي
- زُليخا ... قد شغفها حبا
- اغتيال نزار قباني
- في رحاب الألوهية
- نسمات الأنس
- ذائقة الوجد


المزيد.....




- سلطنة عُمان: الشرطة تقبض على 30 شخصا بينهم 21 امرأة وتكشف ما ...
- وفاة امرأة تبلغ 82 عاما في إيطاليا نتيجة إصابتها بعدوى فيروس ...
- دعم نسائي جزائري.. منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بقيمة 8 ...
- وفاة الأمير النائم بعد 20 عاما في الغيبوبة.. مآسي الشباب الر ...
- المرأة بين وعي الواقع ولاوعي السلطة الذكورية
- باكستان: مشروع قانون لإلغاء الإعدام بجرائم الخطف وتعرية النس ...
- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جمعه عباس بندي - حقوق المرأة ... وقضية تحريرها