أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد أحمد عايش - شابوا وعن الحُب ما تابوا














المزيد.....

شابوا وعن الحُب ما تابوا


فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني

(Fouad Ahmed Ayesh)


الحوار المتمدن-العدد: 6648 - 2020 / 8 / 16 - 02:02
المحور: الادب والفن
    


- إلى أولئك الذين يَرونَ الحُبَ عيبًا
- إلى أولئك الذين إذا سمعوا نبض القلب تشائموا

أنا وعندما مررتُ بمرحلة الإبتدائية ومن ثم إنتقلت إلى مرحلة الإعدادية ومن ثم إلى الثانوية ومن ثم أكملت طريقي ومسيرتي وانتقلتُ إلى الجامعة اللبنانية الدولية ومن ثم انتقلت إلى سوق العمل ، في كل مرحلة من مراحل حياتي كان هناك ما يُسمى بنبض القلب أو الحب ، أو ما يُسمى بالإهتمام أو الحب من طرف واحد.

فجميعنا مررنا بالحب منذ الصغر وتحديدًا في مرحلة الإبتدائي وخصوصًا عندما كنا أطفالاً صغارًا ، كنا نُحب ونهوى ، وهذهِ هي الحياة كما حصل معنا أيضًا في الإعدادية والثانوية.

فهذا الواقع الحقيقي الذي نعيشهُ لأن قلبي وقلبك لا يحيى من دون حب ، في بعض الأحيان وعندما أجلسُ مع نفسي أُشبهُ قلبي بالمنزل أو بالكرسي ، لا يقبل بأن يكون فارغًا ، فمن قال لنا (أنا لا أحب) فقد كذب علينا ، فلنعترف بحبنا لعل وعسى أن يدوم.

هذا الكلام جعلني أذكرُ قصة قصيرة حصلت معي في الماضي ورويتُها لِأحد أصدقائي عندما قلتُ له يا فُلان "أنا أحببتُها من قلبي وهي لا تُبالي" ، في هذه اللحظة قال لي "شابوا يا صديقي وعن الحب ما تابوا" ومرت الأيام وإذ بذلك الشخص يصادفني في يوم من الأيام في العاصمة عمان ، نظرَ اليَّ من بعيد وهو مبتسم وقال لي "هل شبتَ أنتَ عن الحب يا صديقي أم تابت هي".

جلستُ معه وتحدثنا معًا ، حدثتُهُ عن الحب وعن التعلق حدثتُهُ عن الإهتمام ، حدثتُهُ عن طريق الحب ، حدثتُهُ عن الحب الصادق الذي لا ينتهي ، قلتُ له بأنه يَصعب في الكثير من الحالات التفريق بين مشاعر الحبّ والتعلق ويبدو هذا الأمر غريبًا حقًا إذ أنّ الحبّ والتعلق شيئان مختلفان تمامًا رغم أننا نشعر غالبًا بأنهما نفس الشيء ، لكن رغم ذلك يمكن للحبّ أن يُشابه مشاعر التعلق وهذا أمر طبيعي فكيف بإمكاننا الإعتقاد في محبّة لا يتعلق فيها الحبيبان ببعضهما البعض ، في المقابل مشاعر التعلق الخالص في حدّ ذاتها ليست حُبًا بالمرة.

- الحب يدوم والتعلق زائل
أكثر ما يميز مشاعر الحبّ أنّه دائم وفي تزايد مستمرّ فالحب الذي يتناقص ويتحوّل إلى اللاشيء لا يمكن اعتباره حبّا يمكن أن نسميه “تعوّدًا” أو “إرتياحًا” أو “إنسجامًا” أو ببساطة "تَعلُقًا" أو إذا كانت تنتابك مشاعر مضطربة من الشك والتذبذب والصعود والنزول فقد يكون ما تعيشه ليس حبًا بل تعلقًا لا طائل منه.

- الحبّ صحّي والتعلق مرضي
كما ذكرنا في النقطة السابقة الحبّ يتطلب قدرًا من التعلق لكن قدرًا صغيرًا فقط لا أكثر وبه تكون العلاقة أكثر صحّية وثراء واكتمالاً فإذا فاق التعلق ذلك القدر اليسير يتحول غاليًا إلى “نقمة” وعامل سلبي يحث العلاقة إلى الإنهيار.

- نحن لا نملّ من الحبّ لكن التعلق ينطفئ
من منا يملّ من محبوبه ؟؟؟ لا أحد ، ربما تنتاب العلاقة بعض فترات البرود وهو أمر طبيعي للغاية فنحن لا نطلب الكمال أو المثالية المُطلقة لكننا يمكننا تشبيه التعلّق بالذّروة ، ذروة الغيرة أو ذروة التملّك أو ذروة الشعور بالحرمان والحاجة إلى الشخص ومن المؤكد أن بعد الذروة يأتي الإنحدار أو الإنخفاض وبالتالي الإنطفاء.

- الحبّ يعزز العلاقة والتعلق يُضعفها
لو كان للحياة مُحرك فالحبّ وقوده فأينما تواجد الحبّ تواجدت حياة وتوالدت الكثير من المشاعر البناءة وبالتالي المغذّية للعلاقة والمعززة لها ، التعلق عادة ما يكون من طرف واحد فيشكل حِملاً وعِبئًا ثقيلاً على الطرف الآخر الذي لن يجد الطاقة والمقدرة والصبر على الإستمرار في تلك العلاقة بعد.

- الحبّ طاقة توازن والتعلق طاقة تدمير
مهما كانت الوحدة مرحلة ثرية بالتجارب والخبرات إلّا أننا نبقى دائمًا نطوق إلى الدّخول في علاقة حبّ جادّة وبناءة مع شخص نشعر معه بالإنسجام والتناغم ، فالحبّ يَخلق أجواء من التوازن والسكينة في ذواتنا وفي حياتنا اليومية ، لكن التعلق لا يعدوا أن يكون هَوسًا يُدمّر الروح المعنوية للشخص المعلّق والمتعلّق به أيضًا فهو عامل شحن للصراعات والأنانية وعادةً ما تكون عواقبه وخيمة.

- الحبّ نادر والتعلق متكرر
يمكننا أن نتعلق بأيّ شخص انخرطنا معه في علاقة حديثة ويكون العامل الأول المحفز لهذا التعلق هو "الإنبهار" الذي يزول يومًا بعد يوم ليفتح مجالاً لحالات ممتالية من التعلق والإطفاء ، الأمر أشبه بالحلقة المفرغة لكن الحبّ يغرس جذوره فينا ويترك علاماته أيضًا في أرواحنا وهذا لن يحدث إلّا مرات تُعدّ على أصابع اليد.

- الحبّ تحرر والتعلق سجن
لن تضطر لتكون شخصًا آخر غيرك عندما تُحبّ فالحبّ سيجعل كِلا الطرفين شفافًا ومُنطلقًا سيتقبل شريكك كلّ ما فيك من ميزات وعيوب ولن يراها عيوبًا أبدًا ، ستجد نفسك تتكلم بحرية وتتصرف بحرية وتزلّ بحرية أيضًا لأنك تعلم أنه يحبك كما أنت أما التعلق فيقترن بالشك والحيرة وسوء النية والغيرة المفرطة والأنانية وحب التملك وإنعدام الثقة والإضطرابات النفسية المختلفة ، إذا كنتَ تجد نفسك في هذه الجملة الأخيرة أفلت من السجن قبل فوات الأوان.

- الحبّ طاقة أخذ وعطاء والتعلق طاقة أخذ دون عطاء
التوازن الذي يوفره لنا الحبّ يجعل منا كائنات معطاءة نُعطي بالتساوي ونأخذ بالتساوي أيضًا ونشعر بالإمتنان والرضا لما أعطيناه ولما أخذناه أما التعلق فهو يمتص الطاقة ويأخذ منّا الكثير من راحة البال والإستقرار والسلام الداخلي والصفاء الذّهني
وأخيرًا ... يرتبط التعلق بمستوى الوعي للشخص فمن يكون على دراية كافية بطريقة إنجاح العلاقة والتعامل معها لن يسمح لنفسه بتجاوز الحدّ المعقول للتعلق.

شِبتُ أنا ... لكن لن أتوبَ عن الحُب



#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)       Fouad_Ahmed_Ayesh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الوطني الأردني
- أخطر سبعة كتب على مرّ التاريخ
- ما بين الإنتخابات النيابية والإصلاح السياسي
- ماء الوجه لا يُباع
- ظاهرة التنمُّر
- من وصايا الكاتب السوري فادي عزام لإبنته
- أعمار بعض الدول الإسلامية وأهم إنجازاتها
- آسف ... بالغلط
- الــســيــرة الــذاتــيــة للكاتب الأردني فؤاد أحمد أمين عاي ...
- الحب من أول نظره
- يوم النكبة
- للعظه والعبره
- ما بين الإصلاح والعمل السياسي
- نعيم القبر والرب الغفور الرحيم
- الإصلاح السياسي
- بِِـلادُ الْـعُـربِ أَوْطـانـي
- العادة السرّية بعد الزواج
- كُل شَيْء بِالْحَيَاة قَابِل لِلْبَيْع وَقَابل لِلشِّرَاء
- الحُب من طرف واحد
- النظام العالمي الجديد على الأبواب


المزيد.....




- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد أحمد عايش - شابوا وعن الحُب ما تابوا