أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم الباوي - كارون و ذكريات غير معلنة_ قصة قصيرة














المزيد.....

كارون و ذكريات غير معلنة_ قصة قصيرة


سالم الباوي

الحوار المتمدن-العدد: 6645 - 2020 / 8 / 13 - 18:35
المحور: الادب والفن
    


*كارون وذكريات غير معلنة*


نظر الرجل إلى نهر كارون. لقد ملأت الرطوبة (الشرجي) عينَي الرجل بالعرق. كل ما مسحه بكُم دشداشته لم ينتهِ. حرك الرجل نفسه. نظر داخل القارب. كأنه قد انتبه للتو أنه جاء للصيد. رفع الشبكة . قام. نظر إلى البحر مرة أخرى:" يا رب و يا فتاح ". عندما قال هذا ، ألقى شبكته في الماء ببطء، عند فتح الشبكة قام بتحريك قاربه. جلس مرة أخرى. أخرج علبة سجائره المنهارة من جيبه. كانت العلبة قد اغرقت بالعرق. أخرج ولاعته ودخن سيجارة. بعد ما وصل إلى الشاطئ، جلس تحت ظل أشجار شوك البحر. ألقى علبة السجائر على رمال الشاطئ حتى تجف. سمع صوت محرك قارب. قام بسرعة و ركض ذاهباً إلى قاربه. قفز في القارب وجذف عدة مرات. توقف الملاح عندما رأى إيماءات الرجل. قاد قاربه نحو الملاح.
: نشرت شبكتي، وكنت أخشى أن تصطدم بها.
كان الملاح قد غطى وجهه بشماغه. جلس الرجل و وضع يده على المجداف. مسكها بقوة. صرخ الملاح دون أن يسفر عن وجهه: ما كان عليك أن تفعل ذلك.
شعر الرجل بيده تتعرق ولم يستطع الإمساك بالمجداف: من أنت ؟!
: ما كان لك ان تفعل ذلك.
: انا لا اعرفك ولا افهم ما تقصد.
سرح الرجل لثامه و اظهر وجهه.
: مرحبا عبد القادر .. لقد أخفتني.
لم يقل الملاح شيئاً. كان يحدق في وجه الرجل فحسب.
: ما الذي فعلتُه و كان عليّ ان لا أفعله يا عبد القادر ؟!
: لقد قتلت أخي.
: ما بك عبد القادر؟ ضحك الرجل. حملق عبد القادر في وجه الرجل: ان حالتي طيبة حتى أنني أريد أن آخذ منك ثأر دم أخي البريء.
أدرك الرجل أن عبد القادر جاد. مسح عرقه بكمه المبلل: عبد القادر ، أنت تعرفني أكثر من نفسي.
: ظننت أنني أعرفك.
وضع الرجل يده على المجداف مرة أخرى وعصرها بقوة في يده اليمنى. أخرج عبد القادر بندقيته بسرعة من تحت قدميه ووجهه نحو صدر الرجل: ضع المجدف بجانب فيصل.
: هل جننت ؟!!
مسح عبد القادر وجهه المتعرق بكمه: "بالعكس .. أنا بخير اليوم".
نظر فيصل حوله.
لم يكن أحد على الشاطئ. نظر إلى عبد القادر مرة أخرى: لماذا انت عازم على قتل أعز اصدقائك ؟!
: لأن أعز أصدقائي هذا قام بقتل أخي.
: اللعنة، لقد قتل أخاك على يد الطناطلة منذ عشرين عامًا.
:قبل عشرين عامًا ، عندما قلت ذلك ، صدقناك جميعًا .
: وماذا حدث الآن ولم تعد تصدقني؟
: لانه لا يوجد طناطلة يا فيصل ... هل تفهم لا وجود للطنطل... انت القاتل يا أبا الكلب ...
:عبد القادر لا تعذبني. بكى فيصل. رفع يديه المرتعشتين وضربها بقوة على رأسه : لماذا تعذبني؟ كان أخوك أعز أصدقائي. لماذا يجب أن أقتله؟ لماذا لماذا؟! ...
: لا أعرف لماذا .. لكن قتلته .. أنا متأكد من ذلك.
نظر فيصل إلى البندقية الموجهة إليه على بعد أمتار قليلة: لم أرغب في قتله.
: لكن قتلته .
: لقد توسلت إليه أن يأتي ليخطب أختي.
: ماذا؟ !!!!
طأطأ فيصل برأسه: كان يحب أختي.
شعر عبد القادر بالاختناق : ماذا قلت ؟!
لم يقل فيصل أي شيء.
:ماذا قلت فيصل...قال عبد القادر كلماته بصوت عالٍ حتى طارت كل العصافير التي لجأت إلى الأشجار.
: اخوك حكيم كان يحب اختي سلوى
: أخرس
: إنها الحقيقة
: أصمت فیصل. سحب مفك بندقيته.
نظر فيصل إلى بندقية البرنو ثم إلى عبد القادر: هل تعلم لماذا لم تتزوج سلوى حتى اليوم؟
: اللعنة عليك و على أختك ...
قام فيصل: من أجل اخيك حكيم لم توافق على الزواج مع شخص آخر .
: لا تتحدث يا ابن القحبة.
جلس فيصل. مد يده في جيبه ليدخن. تذكر أنه ترك السجائر على الشاطئ. نظر إلى عبد القادر مرة أخرى. أخفض صوته: توسلت إليه أن يأتي .. فيصل سكت .. أخذ نفساً عميقاً ..
: كان الوضع يزداد سوءاً .. هل تفهم ما أقوله أم لا؟
نظر عبد القادر إلى يديه. كانتا ترتجفان. فرك يده اليمنى اولاً ثم اليسرى بشداشته . فكر مع نفسه لماذا أفعل هذا.
: انت تعرفني ...أنا لم أبحث عن الشر
قاطعه عبد القادر : اخرس ايها القاتل الكاذب.
: انا لست قاتل عبد القادر .. لست كذاباً .
: أخرس .
: قلت لحكيم .. قال حکیم إن عبد القادر غير راض عن هذا الزواج.
: لم يكشف لي عن حبه و عشقه لأختك .
بكى فيصل عالياً: كم مرة قلت له إنها ستصاب بالعار بعد أيام قليلة عندما تكبر بطنها بالحمل.
: اخرس يا ساقط.
: انا لست ذاك عبد القادر .. انا لست ذاك.
سكت الاثنان . وضع فيصل يده في الماء الجاري و غسل وجهه . فعل عبد القادر الشيء نفسه.
:عبد القادر هل سألت نفسك يومًا لماذا لم تتزوج فتاة جميلة مثل سلوى؟
: كيف اعرف ذلك؟
: لأنها لم تكن بنتاً عذراء .. إن اخاك جعلها بائسة .. لقد جعلها وقيحة .. عبد القادر .. هل تفهم هذا؟
: أصمت يا ابن العاهرة .. ثم وجه بندقيته نحو فيصل مرة أخرى.
: لماذا تريد قتلي؟
: أريد القصاص .
: و ماذا عن اختي .. فيصل سكت. نظر إلى عبد القادر: ما مصير انتقام أختي؟
: أختك؟ !!!!
: حبست سلوى نفسها في غرفتها حتى لا تفتضح .. قصت شعرها بيديها وخدشت وجهها الجميل لدرجة أننا لم نجرؤ على النظر إلى وجهها .
:هذه الكلمات لا تهمني.
: ما كان ليحدث شيء من هذه الأمور اذا سمحت لحكيم أن يتقدم لها.
: اللعنة، لا تجعل مني مخطئاً.
: نعم ... كلنا مذنبون
هكذا ... عندما يحدث شيء سيء نعتبر أنفسنا أبرياء.
: ما علاقتي بهذا اصلاً...
: انا قلت نفس الشيء ايضاً ... انظر... أنا صديقك منذ سنوات ... كأن شيئًا لم يحدث لهما ...
: اللعنة عليك يا قاتل ... لقد قتلت أخي ، ثم تقدم نفسك كأفضل صديق لي في كل مكان.
: وانت فعلت نفس الشيء مع اختي ... نحن متشابهان.
عبد القادر أزال العرق عن وجهه بكمه. لسع العرق الجاف الأبيض عل كمه عينيه. أخذ البندقية بيده اليسرى. وضع يده اليمنى في الماء . غسل وجهه. نظر إلى السماء الضبابية. لم يفهم عبد القادر سبب امتلاء عينيه بالدموع. شعر بدموعه تمنعه ​​من الرؤية ...



#سالم_الباوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا
- خوف- قصة قصيرة جدا
- ذكريات ممنوعة الذكرى- قصة قصيرة جدا
- لعنات الألم- قصة قصيرة جدا
- سقم الحب - قصة قصيرة جدا
- أنغام الألم- قصة قصيرة جدا
- عبء الضيافة- قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم الباوي - كارون و ذكريات غير معلنة_ قصة قصيرة