|
البند السابع لحماية السودانيين من الحروب الاهلية!
ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 6645 - 2020 / 8 / 13 - 10:09
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
في ظل غياب السلطة السودانية و نكوصها عن دورها وواجباتها و مسئولياتها الامنية في حماية شعبها . بات مطلوباً من الامم المتحدة و مجلس الامن ارسال اصحاب القبعات الزقاء تحت البند السابع خياراً للفصل بين السودانيين و حمايتهم من ابادة بعضهم البعض ! اتابع بشغف و نهم هذه الايام بأعصاب مشدودة قلق و توتر مع ارتفاع في الضغط و انخفاض في السكري .اتابع لحظة بلحظه فلم الاكشن او المسلسل التراجيدي المأساوي المضحك المبكي . فلم الرعب لأحداث الاقتتال الاهلي الذاتي بين النوبة و البني عامر في بورتسودان . و شر البلية ما يضحك و شر البلية ما يبكي و في الحالتين فأنت تبكي حد الضحك و تضحك حتي تبكي . البني عامر و النوبة في كل الاحول هم الضحايا الاول و الاخير لهذه الاحداث المؤسفة التي تدور راحاها بينهم لفائدة طرف خفي يقف موقف المتفرج يضحك ملء شدقيه . النوبة و البني عامر يموتون و يقتلون بعضهم سمبلا . ما يحدث في بورتسودان منذ يوم الاحد الموافق 9 / 8 / 2020م من اقتتال قبلي وحشي بين النوبة و البني عامر . الي هذا الصباح الباكر من يوم الخميس 13 / 8 . هذا الاقتتال الاهلي الذي يستخدم فيه شتي انواع الاسلحة الثقيلة التي تجبر الشرطة و القوات المسلحة و الدعم السريع علي الانسحاب من مسرح الاحداث . هذا ان هم ذهبوا الي مسرح الاحداث في احسن الاحوال. و بالاحري عندما تقف تلك الجهات الامنية المسئولة بعيداً عن القيام بدورها في حفظ أمن المواطن و سلامته ، نستطيع هنا ان نقول علي السودان السلام . فقد نأت السلطات السودانية بنفسها و تخلت عن مسئولياتها ووقفت بعيداً تتفرج علي مجريات الاحداث الدامية في بورتسوان . الحكومة السودانية في ولاية البحر الاحمر و الحكومة المركزية في الخرطوم لا تحركان ساكن في حروب النوبة و البني عامر . فربما ستقومان بواجبها بعد خراب مالطا كما يقولون . هذه الحروب العبثية التي تعيد الي اذهاننا حروب العصورالجاهلية في الجزيرة العربية . مثل حروب الداحس و الغبراء و حروب البسوس و غيره كثر و تلك كانت حروب العصور الجاهلية . فما بال أهل السودان و قبائله يتقاتلون بسبب او بدونه و هم يعيشون في عصر العولمة و التواصل الاجتماعي و الانفتاح في عالم بات يسمي قرية . اربعة ايام علي التوالي و البني عامر و النوبة يخرجون من حاراتهم كل يوم عند الساعة الحادية عشر . ليبدا التجمع و الاحتشاد و يتجمر كل قبيلة في الاتجاه المعاكس للأخري . و من ثم تبدأ المناوشات و التراشق و اطلاق الاعيرة النارية و الاقتتال و حرق المنازل و تدمير الممتلكات . يخرجون كما لو انهم خارجين الي حلبة المصارعة الحرة او الي مبارة مثيرة لكرة القدم ، النسوة و الشباب و الكهول و الاطفال كل متحمس في تشجيع فريقه لالحاق اكبر قدر من الاذي و الخراب الدمار و الموت للفريق الاخر . وعند منتصف الليل يعود كل فريق الي عرينه لنيل قسط من الاستجمام و الراحة استعداداً لمعاودة الكرة في صبيحة اليوم التالي و هكذا دواليك حتي يكتب الله أمراً كان مقدوراً او مكتوباً . الي اين يمضي بنا السودان الراهن ... و انتم تعلمون بأن احداث بورتسودان و شرق السودان ليست بالاحداث الاولي و لن تكون الاحداث الاخيرة . و تلك كسلا تجدد فيها معاهدات الصلح كل شهر و القضارف و حلفا الجديدة ليس حصرياً بين البني عامر و النوبة فبعضها بين الحلفاويين و الزغاوة و ربما الهدندوة و البجا و غيرهم لا قدر الله علي الطريق . و قبائل دارفور الكثيرة تكاد ان تكون كل قبيلة فيها حاربت و تقاتلت مع الاخري غض النظر انها عربية او افريقية فالكل في حبلة مصراعة الثيران يركل و يدحس الاخر . و و و ما يحدث في جنوب كردفان و غرب كردفان و شمال السودان غير مثتثني من هذه الفوضي و العبث الخلاق في السودان . السودان اليوم ابعد كثيراً مما كان يسمي الصوملة و اللبننة او الحالة العراقية و الليبية . سودان الثورة او بعد ما بعد الثورة يفقد كل يوم شعار من شعارات الثورة المجيدة . حكومة الفترة الانتقالية تفشل كل ساعة فشلاً زريعاً في تحقيق الحد الادني من تلك الشعارات و تتساقط منها أوراق التوت و هي تدري او لا تدري بأنها باتت عريانه و هي لا تدري . اين هيبة الدولة ... أين الحرية ... أين السلام و أين العدالة ... كلها راحت ................ الفوضي ... العبث ... الموت المجاني القبلية و النعرات العنصرية صفوف الخبز الغاز الوقود وضنك العيش الغلاء الطاحن سوء ادارة الدولة و الاقتصاد و انفلات زمام الامور. و كأنك يا زيت ....... ! فهل توافقوني علي استداعاء اصحاب القبعات الزرق عسي و لعلي .
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجاك : الصادق المهدي المسئول الأول عن مشاكل وبلاوي السودان
-
تعقيب علي مقال الاخ العالم دقاش جنوب كردفان حصان
-
امراء الحرب في جوبا و سلام السودان البعيد المنال
-
تعيين والي شمال كردفان و خبط عشواء !
-
كادقلي ... كادقلي و لا حياة لمن تنادي !
-
بولس كوكوكافي كودي في سفر الخالدين
-
في اليوم السابع للأعتصام كل السودان نيرتتي
-
سد النهضة و عملية شد الاطراف
-
الزعيم الحلو رقم يصعب و يستحيل تجاوزه حرب و سلم
-
معاً لسن قوانين لمكافحة التمييز العنصري
-
الجنيه السوداني في متاهته الاخيرة
-
علي كوشيب الشاهد الملك في لاهاي
-
ايها النوبة اتحدوا و توحدوا ...
-
ذكري لفض الهامش السوداني المنسي !
-
الثورة الفلويدية ستقتلع دونالد ترامب من جزوره.. !
-
ثورة الامل و التغيير لأمريكا جديدة
-
جورج فلويد ضحية في قائمة العنصرية البغيضة ..
-
العلمانية الخيار الامثل لنظام الحكم في السودان
-
جنوب كردفان شريعة الغاب و الجريمة بلا عقاب !
-
في كادقلي كتمة و حرب في شوارع السوق !
المزيد.....
-
طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز
...
-
اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك
...
-
كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع
...
-
ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر
...
-
في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة
...
-
تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
-
-الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
-
تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص
...
-
جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل
...
-
كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟
المزيد.....
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
-
الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج
/ سعيد العليمى
-
جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|