أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي جاسم السواد - مبادرةُ (الحزام والطريق) ربطُ العالم بالواقع














المزيد.....

مبادرةُ (الحزام والطريق) ربطُ العالم بالواقع


علي جاسم السواد

الحوار المتمدن-العدد: 6641 - 2020 / 8 / 9 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق
آب- 2020
إذا كان الغرب قد تمكن من اكتشاف الشبكة العنكبوتية الإنترنت ،التي تمثل تحولاً تاريخياً على المستوى الافتراضي أشبعت رغبة العالم في العقود الأخيرة من القرن العشرين، فإن الرغبة المرحلية للعالم الآن تتشبث بمشاريع واقعية تنعكس بشكل إيجابي على النهوض الاقتصادي ،والعمراني وتحقيق رفاهية الشعوب، وتلك الرغبة تحركت مؤشرات بوصلتها باتجاه الصين ،التي أطلقت مبادرة اقتصادية واقعية عبر مبادرة (الحزام والطريق) العالمية.
هذا المشروع الجبار الذي يعدّ وريثاً شرعياً لطريق الحرير القديم ،الذي تم انشاؤه في القرن الثاني قبل الميلاد، يمثل هدفا جمعيا بخدم مصالح الدول التي يمر عبرها هذا الطريق الاستراتيجي من خلال ربط الصين بالعالم عبر أكبر مشاريع البنى التحتية على كوكب الأرض ،لأنه يتيح إنشاء مئات الموانئ ،وطرقات السكك الحديد ،والعديد من المناطق الصناعية ،والمراكز التجارية بما يرافقها من حركة تجارية هائلة في (126) دولة آسيوية وأوربية ومن أميركا الجنوبية ،فضلاً عن استثمار المئات من مليارات الدولارات.
مبادرة (الحزام والطريق) التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ العام 2013 تمثل أكبر تحالف عالمي على أسس اقتصادية وتجارية ،بعد أن حققت المبادرة استجابة دولية لم تشهدها أي تحالفات منذ انتهاء الحرب الباردة، ففي العقود الماضية كانت خطى دول العالم تتسارع صوب التحالفات العسكرية والسياسية ،خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبداية مرحلة صراع القطبين (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي) ،التي زادت حدته وفق استراتيجية كسب الحلفاء بتقديم الدعم العسكري والثقل السياسي الدولي ،خاصة بين أروقة المنظمة الدولية، وبالنتيجة فإن جميع الدول الصغيرة التي بنت تحالفاتها على الأسس العسكرية ،ظلت مرهونة بمدى المساعدات والدعم العسكري ،ما جعل قرارها السياسي مرهوناً أيضاً بسياسة الدول الكبرى.
وباتت تلك التحالفات أكثر هشاشة بعد أن تخلت تلك الدول عن الكثير من حلفائها لتحقيق مصالحها، وهذا الأمر دفع أغلب الدول إلى تغيير تحالفاتها السياسية والعسكرية ،خاصة في مجال التعاقد على منظومات الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة.
ولكن المفهوم الدولي الاستراتيجي تغيير بطريقة مذهلة بعد إطلاق الصين لتلك المبادرة ،وبعد أن كشفت المعطيات التاريخية عن أن الرهان الاقتصادي والتنموي ،هو المكسب الحقيقي لديمومة التطور والتقدم، وهو ما دفع العديد من الدول خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب أمريكا من الاندفاع بقوة والاستجابة إلى مبادرة (الحزام والطريق) وإبرام اتفاقيات اقتصادية كبيرة مع الصين في مختلف المجالات التجارية والتنموية والعمرانية والاقتصادية، وهي اتفاقيات تضمن لتلك البلدان التطور والنمو بعيداً عن الانفاق المالي الكبير لشراء معدات وأجهزة عسكرية وأسلحة لا جدوى منها.
إن السياسة الاقتصادية الصينية الانفتاحية تمثل فرصة ثمينة لجميع دول العالم ،سواء من تمتلك اقتصادات قوية أو الدول النامية التي تحتاج إلى من يساعدها للنمو، وهو ما يجعل مبادرة (الحزام والطريق) مشروعاً نهضوياً يرفع من النمو الاقتصادي العالمي وفق شبكة واقعية ملموسة تحسها الشعوب من خلال مشاريع البنى التحتية والمشاريع الصناعية الكبيرة.
أضف إلى ذلك أن نجاح هذه المبادرة له آثار ليس اقتصادية فقط ،وإنما سيزيد من فرص القضاء التدريجي على التطرف العالمي من خلال ما يوفره من فرص العمل لملايين الشباب العاطل ،ما يؤدي إلى خلق بيئة عالمية مستقرة بعيداً عن الصراعات الفعلية على الأرض أو المغذيات المتطرفة عبر مواقع التواصل الافتراضية.
لذلك فإن هذا المشروع يعد المنفذ الاستراتيجي للعديد من دول العالم للتغلب على العقبات الاقتصادية ،التي جاءت حصيلة الصراعات والحروب الناتجة عن تحالفات عسكرية لا جدوى منها ،خاصة بعد أن بات الاقتصاد العالمي مهدداً بشكل كبير بسبب تفشي جائحة كورونا ،التي تعصف بالعالم.



#علي_جاسم_السواد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين.. الحليف الاقتصادي اللصيق
- تطور الصناعة البتروكيمياوية في الصين
- التطور العمراني والصناعي والصحي في مقاطعة نينغشيا الصينية
- مقاطعة نينغشيا الصينية انموذج للتطور العمراني والصناعي والصح ...
- وفد اعلامي عراقي في ضيافة الصين
- تحالف الاعلام الوطني في كتاب منهجي
- ماذا لو كان جواز سفري اسرائيليا؟
- معتقل مطار القاهرة
- أذاعة بغداد تاريخنا
- شاهد على موقف انساني لرئيس شبكة الاعلام العراقي
- غرفة الاخبار المشتركة سابقة اعلامية حققتها شبكة الاعلام العر ...
- مفوضية الانتخابات.. تحديات الناخب والمرشح
- الرئيس الاميركي يعجب بتغريدة مرشح عراقي
- ابن الثورة.. ابن الشعب
- وقفة عند زاوية عماد الدين الاديب
- هل يعيد الحزب الشيوعي العراقي تقييم مسيرته السياسية؟


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي جاسم السواد - مبادرةُ (الحزام والطريق) ربطُ العالم بالواقع