أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي جاسم السواد - وقفة عند زاوية عماد الدين الاديب














المزيد.....

وقفة عند زاوية عماد الدين الاديب


علي جاسم السواد

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 14:08
المحور: الصحافة والاعلام
    



بعد وفاة الكاتب والاديب انيس منصور توقعت انه من الصعب ايجاد كاتب يشغل زاويته في جريدة الشرق الاوسط مهما كانت القاعدة التي يقف عليها هذا الكاتب ومهما بلغت ثقافته وفهمه بمفردات الاعلام والسياسة والادب، لان منصور يملك مخيلة واسعة وتجربة حياتية طويلة تجعل زاويته مثقلة بالافكار والطروحات والحكايات التي تغني موضوعه وتجعله يستميل عقل وقلب القارئ بسهولة، وهو ما يصعب المهمة على من يأتي من بعده.
كنت اترقب لعدة ايام من سيكون بديل منصور ومن يستحق هذه المكانة الكبيرة، ولاني بطبيعة الحال اميل ثقافياً وفكرياً للكتاب والمثقفين العراقيين توقعت ان يكون البديل اما الكاتب رشيد الخيون او خالد القشطيني او سيار الجميل او غيرهم من الكتاب العراقيين المعروفين، لا اعرف لماذا كنت اتوقع ان يكون البديل عراقياً بلا منافس.
مع مرور الايام انشغلت زاوية الراحل انيس منصور بالكاتب المصري عماد الدين الاديب وهو شخصية اعلامية غني عن التعريف، حينها شعرت بالارتياح لاني من المعجبين (بآل اديب) بسبب اعملهم الفنية والادبية والاعلامية.
المهم ان الشرق الاوسط استطاعت ان تملئ فراغ منصور بكاتب من العيار الثقيل وفي حقيقة الامر لا بد من الاقرار ان عماد الدين الاديب اغنى زاويته بشكل يكاد يوازي انيس منصور لان الاديب اعتمد على تناول القضايا السياسية التي تشغل العالم العربي وبشكل متواصل مع الاحداث في حين كان انيس منصور يعتمد على اسلوبه الادبي مستنداً على مذكراته وحكايات جرت في الماضي.
لكن ثمة سؤال ظل يدور في ذهني حول آلية العمل التي تمت بين الاديب والشرق الاوسط، فمن المعروف ان لكل وسيلة اعلامية سياستها واتجاهاتها وتعمل على ايصالها للجمهور باساليب مختلفة ومن الطبيعي ان يخضع العاملين والمساهمين فيها ولو بجزء بسيط لسياستها، فهل الاستاذ الاديب اصبح جزء من منظومة الشرق الاوسط، وهل جرى بينه وبين طارق الحميد رئيس تحرير جريدة الشرق الاوسط وهو شخص معروف بطروحاته الانحيازية غير المهنية، حل تحاورا بشأن المساحة التي يستطيع الاديب ان يتحرك بها، ام ان الكاتب له كامل الحرية في التعبيير عن رأيه حتى لو كان بالضد من الدولة الممولة للشرق الاوسط.
اسئلة عديدة حاولت ان اجد لها اجابة، فشخصية عميقة مثل الاديب ليس بحاجة الى زاوية في الشرق الاوسط ومن الصعب فرض سياسة محددة عليه، لكن كتابات الاديب نفسه وانا متابع لها بدقة هي منحتني الاجابة.
في حقيقة الامر لا استطيع ان اجزم بان ثمة شروط مسبقة فرضت على الاديب لان معظم كتابات الرجل عقلانية ومتزنة وتحمل مستويات تصاعدية مع الاحداث فمثلاً في تعامله مع الملف السوري كان واقعياً في الطرح ففي بداية الثورة السورية وعندما كانت نسبة العنف بالبلاد ما تزال بمستويات منخفضة كان الاديب يتحدث مع الرئيس بشار الاسد بلغة الناصح والواعض ودائماً كان يستخدم عبارة(الرئيس، الدكتور بشار، طبيب العيون) وهي صفات لم نتعود ان نقرأها في الشرق الاوسط منذ اندلاع الثورة السورية، ولكن بعد ازدياد حدة العنف لا سيما المبالغة في استخدام القوة من قبل بشار الاسد ضد معارضيه اخذت نبرة الاديب تتغير واصبح يتحدث عن وحشية نظام واستبدادية رئيس ولم يعد يذكر تلك الصفات، وهذا يدلل على تفاعل الكاتب مع الاحداث التي تجري في المنطقة وبشكل يومي، لذلك اعتقد ان الاديب يمتلك حرية كامل في الشرق الاوسط وليس هناك خطوط حمراء على كتاباته.
لكن اقع في حيرة مرة اخرى من بعض طروحات الاديب واشعر بان ثمة سياسة ما فرضت عليه خاصة وانه كاتب نخبوي يكتب لشريحة قريبة من مستواه الفكري والثقافي والاجتماعي وهو ما يجعله قريب من الطروحات النخبوية التي تتبناها جريدة الشرق الاوسط باعتبارها اداة من ادوات السطة ونافذه كبيرة لسياسة الاسرة الحاكمة ورجال المال والاقتصاد في السعودية، في حين ينبغي ان يكون الكاتب جزء من الجمهور يعيش معهم ويتفاعل مع معاناتهم وهمومهم وهو ما اعتقد ينقص الاديب كثيراً لانه من عائلة نخبوية ثرية تجعل من الصعب ان يتحرك في اصغر ازقة القاهر او الاسكندرية، او يأتي الى زيارة اي منطقة فقيرة في العراق، لذلك فهو يتحدث بشكل يومي عن قضايا تخص هموم الشعوب العربية لكن من نظرة سياسية وطبيقة وليس من نظرة الفقراء.
وما حيرني ايضاً بشأن تبعية الاديب للشرق الاوسط من عدمها موضوعه الذي نشره يوم الاثنين 8/10/2012 في زاويته تحت عنوان (قتلت حماتي علشان ما عملتش قلقاس) تحدث فيه عن الازمات التي تمر بها المنطقة العربية واشار الى استبدادية الاسد وحب بقاء رئيس الوزراء العراقي بالسلطة وعن تقسيم فلسطين الى دولتين ومشاكل لبنان وحزب الله وعن مشاكل تونس ومصر ودويلات الصومال والمشاجرة السياسية المحتدمة بين الاخوان ونظام الحكم في الاردن وازمة البرلمان المتناحرة غير القابلة للتعايش في الكويت وطمع الرئيس اليمني السابق بالعودة الى السلطة، وتحدث عن كل ذلك بحرقة لكنه للاسف تغاضى الاقتراب من ساحة البحرين ولم يشر الى ما يحدث فيها رغم ان ازمة الشعب البحريني من اكبر التحديات التي تعيشها المنطقة ولا تختلف عن الازمة السورية الا بمدى تعامل الانظمة العربية معها.. هل نسى الاديب بان هناك شعب مضطهد في البحرين من قبل السلطة ام انه ابتعد عن حياديته واستقلاليته المعهودة او انه لم يستطيع الصمود امام ضغوطات ونفوذ الصحيفة ولا بد من مجاملتها او انه لم يزر البحرين يوماً ولم يستمع الى هموم ابسط مواطن فيها.
اتمنى من الاستاذ الاديب ان يتواصل في زاويته وان يبقى حر ومستقل في طرح افكاره كما تعودنا عليه وان يضع في نظره بان الجمهور يقرأ ويقيم وعليه ان يتذكر ذلك جيداً لانه بنظرنا كاتب مرموق نتمنى ان نصل الى مكانته الاعلامية والفكرية يوماً ما.



#علي_جاسم_السواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعيد الحزب الشيوعي العراقي تقييم مسيرته السياسية؟


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي جاسم السواد - وقفة عند زاوية عماد الدين الاديب