أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وقار هاشم - كيف تترجم وزارة الداخلية العراقية ما حدث للطفل حامد؟














المزيد.....

كيف تترجم وزارة الداخلية العراقية ما حدث للطفل حامد؟


وقار هاشم
ناشطة مدنية

(Waqar Hashem)


الحوار المتمدن-العدد: 6638 - 2020 / 8 / 6 - 10:03
المحور: المجتمع المدني
    


تعج وسائل التواصل الاجتماعي في العراق منذ أيام بصور، مقاطع فديو وتعليقات عن اعتداء منتسبي ما يُسمى بجهاز حماية القانون على طفل عراقي، إضافة الى غضب عارم يجتاح العراق بسبب هذا التسريب الذي يظهر فيه تعرض هذا الطفل الى أبشع صور الإهانة وخرق حقوق الطفل والانسان من قبل مجموعة يٌقال انها تنتمي الى عصابة شكلها عادل عبد المهدي (لحفظ القانون). ان اسم هذه العصابة بحد ذاته مثير للسخرية والضحك. فأي قانون أراد عبد المهدي الحفاظ عليه واوامر قتل واختطاف وتغييب المتظاهرين السلميين صدرت من مكتبه؟
واستكمالا للجريمة طلعت علينا وزارة الداخلية في العراق ببيان او توضيح لهذه الجريمة، يوم أمس الثلاثاء، الرابع من آب 2020 تقول فيه: "ان الاعتداء على الحدث تصرف فردي، فيما شددت على علاقتها الوطيدة بالمواطنين." اما المتحدث باسم الوزارة خالد المحنا فقد قال من ضمن ما قال: " ان هناك علاقة وطيدة تربط منتسبي الشرطة مع المواطنين، قائمة على مبدأ الاحترام المتبادل، لذلك لا يمكن لمثل هذه التصرفات الفردية ان تزعزعها".1
وهنا اريد ان أقول: ان هذا الكلام ليس له علاقة بواقع علاقة جهاز الشرطة وكل الأجهزة القمعية في العراق مع المواطن العراقي مطلقا، وانما تجري تربية منتسبي هذه الأجهزة على كيفية إهانة، احتقار، اذلال وتعذيب المواطن الذي يقع تحت سيطرتهم. ولعل اهم وسيلة من وسائل التعذيب التي تستخدم مع النساء هي الاغتصاب وطبعا استخدام الكلمات الفاحشة، اما للرجال فهي باستقدام النساء من عائلة الرجل والتهديد باغتصابها او تعريتها امامه.... وذلك بهدف الحصول على ما يريدون من هذه الضحية. هذه هي القاعدة المعمول بها من قبل أجهزة القمع في العراق. وأتمنى ان يكلف الناطق باسم وزارة الداخلية في العراق نفسه لقراءة بعض المؤلفات الخاصة بهذا الموضوع وهي كثيرة، ليتأكد بنفسه ولا يجافي الحقيقة.
اما ما تمت ممارسته مع هذا الطفل الضحية فأقل ما يقال عنها انها جريمة تتنافى مع لائحة حقوق الطفل ولائحة حقوق الانسان. ما عدا ذلك فإنها ممارسة تثير الاشمئزاز والغثيان. اعترف بأنني لم أستطع مشاهدة أكثر من عدة ثوان من مقطع الفيديو لأنني صُدمت من هذا الكم والنوع من الكلام السوقي الذي استخدمه هؤلاء الذين من المفترض انهم يحمون القانون. كيف يمكن لرجل له على اقل تقدير أمّ ان يسمح لنفسه بالتفوه بمثل تلك الكلمات؟ انه أمر يثير الاستهجان حقا. من زاوية أخرى استغرب جدا ان تقوم القنوات الفضائية بعرض الفلم وتكرار عرضه بالصورة والصوت. أليس من المفترض الحفاظ على هوية المجني عليه خاصة في جريمة كهذه؟ ألا يعتقد من روّج لمقطع الفيديو ان هذه الصور ستبقى تلاحق الضحية بقية حياته وتذكّره بمأساته هذه وتبقى تتسبب له في الأذى النفسي؟ أن الأجهزة القمعية التي سربت المقطع كان هدفها اثارة الرعب في صفوف المواطنين وشباب ثورة تشرين بالدرجة الأولى، وكان من الاجدر ان لا يُستعرض هذا الفيديو بهذه الطريقة التي جرت. مرة أخرى أقول ان هذا لا يتناسب مطلقا مع مبادئ لوائح حقوق الطفل ولا حقوق الانسان.
وبعد ان تمّ التعرف على الجُناة واحالتهم الى محاكم قوى الامن الداخلي، حسب تصريح الناطق باسم الوزارة، هل سيتعرف الشعب العراقي عليهم والاهم هل سنعرف بماذا حُكم عليهم؟ ام ان الامر كله سيمر كزوبعة في فنجان وينتهي الامر بعد أيام خاصة وان رئيس الوزراء استقبل هذا الطفل وتكفل بتعليمه؟ ولا أدرى هل مصطفى الكاظمي رئيس وزراء في الحكومة العراقية ام انه جمعية خيرية يتكفل بتعليم حامد اليوم وامس وعد زوجة الشهيد هشام الهاشمي: " اولادك مسؤولين مني" ونسي ان أولاد الشهيد ليسوا بحاجة لمسؤولية احد فلديهم امهم وبقية عائلتهم. ان أولاد الشهيد بحاجة الى معرفة قتلة والدهم وتقديمهم للعدالة.
أتمنى على السيد مصطفى الكاظمي ان يكون شجاعا، مقداما وعنيدا في تنفيذ سيل وعوده التي يقطعها يوميا على الشعب العراقي ويمتنع عن ممارسة الاستعراضات التي لا يحبها الشعب لأنها تذكرّه باستعراضات صدام حسين، كما انها غير مفيدة له شخصيا وتستهلك وقته الذي من المفترض ان يستخدمه في تنفيذ مهام حكومته المؤقتة.
انا امرأة واطالب المسؤولين عندما يحاكموا هؤلاء الجُناة، ان يحاكموهم أيضا على اهانتهم لواحد من النساء العراقيات، أُم هذا الطفل، فإنها تعرضت للأذى النفسي مثله تماما.

واضح اننا سوف نرى ونعيش المزيد من الجرائم والمآسي طالما لا توجد هناك قوانين تحمي الانسان وتصون كرامته في العراق، فقد وضع هؤلاء الذين اغتصبوا الوطن في غفلة من الزمن، وضعوا كل القوانين على الرفوف وصاروا يحكمون بما يحلو لهم ولمصالحهم.

وواضح أيضا أن لا خلاص لوطننا من هذه الكارثة التي حلّت به منذ سبعة عشر عاما الاّ باستمرار ثورة تشرين، ثورة شابات وشباب العراق الواعدة.

1- رووداو ديجيتال



#وقار_هاشم (هاشتاغ)       Waqar_Hashem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا في الدعاية الامريكية
- الوجه الحقيقي لديمقراطية حكومة المحاصصات
- وداعا معلمتي وصديقتي احسان الملائكة
- خمس سنوات من الاحتلال
- نازك الملائكة رائدة الشعر العربي الحديث
- اية منظمة نسائية نريد ؟ رد على مقال السيد حسقيل قوجمان المعن ...
- حجاب المرأة لماذا
- تداعيات
- فهد والوضع الراهن في العراق


المزيد.....




- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: الدمار في غزة هو الأسوأ منذ ا ...
- اليونيسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- وكالة -أ ب-: اعتقال ما لا يقل عن 2000 شخص في احتجاجات مؤيدة ...
- مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة يناقش بالدوحة مستقبل ...
- لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال ...
- الأمم المتحدة: بناء منازل غزة المهدمة قد يستغرق عقودا
- اللاجئون.. رحلة الهروب (الجزء الثاني)
- إروين كوتلر.. والدفاع عن حقوق الإنسان
- اللاجئون.. رحلة الهروب (الجزء الأول)
- على غرار مصر وتونس - الاتحاد الأوروبي يدعم لبنان لمنع تدفق ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وقار هاشم - كيف تترجم وزارة الداخلية العراقية ما حدث للطفل حامد؟