أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خلف علي الخلف - كونديرا سورياً: عن البلاد التي بلا أمل














المزيد.....

كونديرا سورياً: عن البلاد التي بلا أمل


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1596 - 2006 / 6 / 29 - 10:14
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


من يقرأ رواية (الجهل) لميلان كونديرا والتي تتحدث عن زوجين من تشيكسلوفاكيا، هاجرا إلى فرنسا بعد الغزو السوفييتي (الصديق) لبلدهما يرى كم هي الانظمة الشمولية متشابهة ..
إذ يذكر كونديرا في روايته والتي تبدو منذ عنوانها على ارتباطٍ شديد التعبير عن الحالة السورية”مصيبة البلدان التي جئنا منها تقوم على الإنعدام الكامل للأمل ‘‘

ويبدو أن هذا التعبير هو سورياً بامتياز: فقدان الأمل .. الذي هو من يقود الافراد والشعوب نحو المستقبل إذ لولا الأمل ”شو بتنكسر الارواح “
بفقدان الأمل لا نفقد حاضرنا فقط بل نفقد حتى المستقبل وهذا ما يبدو أنه الأشد كارثية وفتكاً من كل ما فعله النظام السوري بشعبه و(بلده )خلال حقبة مستمرة منذ أكثر من اربعين عاماً
وقد بدأ في السنوات الاخيرة يتجلى فقدان الامل بالهجر ة الجماعية نحو بلادٍ لم يسمع بها أحد.. هل يعلم أحد منكم ان هناك سوريين في دولة مثل ترينداد وتوباغو
فلم يعد يقتصر الامر على الهجرة الزاحفة نحو البلدان المجاورة من لبنان إلى الاردن إلى دول الخليج الاخرى إلى الهند!!

إن فقدان الامل هو ما يدفع الشباب السوري للمخاطرة بحياتهم عبر الفرار بقوارب الموت من لبنان وتركيا الى اقرب النقاط الاوربية، إنهم يبحثون عن الأمل بعد أن فقدناه في بلادنا التي أصبحت ’’كعظمة بين أسنان كلب ‘‘ كما صرخ رياض الصالح الحسين ذات يوم يبدو أنه مستمر
ان كونديرا حينما يتحدث عن الزوجين المهاجرين في روايته يورد ’’ولأنّهم لم يملكو أدنى فكرة عن نهاية الشيوعية تصوّروا أنهم يعيشون بعد الغزو الروسي في المطلق من جديد، بحيث أن غياب المستقبل وليس عذاب الحياة الحقيقية هو الذي انتزع منهم قوّتهم، وهو الذي خنق شجاعتهم وحوّل هذه العشرينية الثالثة(68-88) الى زمن في غاية الجبن وغاية في البؤس ‘‘

وهكذا يمكن إبدال الشيوعية الواردة في هذه العبارة بالبعث وإبدال العشرينية بأربعينية لا زالت مفتوحة لينطبق هذا على بلادنا التي تم خطف مستقبلها وتدميره ليس جمعياً فقط بل حتى على المستوى الفردي وأصبح أملنا هو الخارج سواء كان هذا الخارج ذهاباً إليه أو قدوماً الينا .. هل أقسى من أن نكون افراداً وشعباً مصيرنا معلقاً على ما هو خارجنا ولا نستطيع أن نملي عليه أو حتى نعرف متى سيبعث هذا الامل ..
هل هناك اقسى من هذا ؟ وتستمر الرطانة الوطنية بألف شكلٍ وشكل ولا ينتج عنها سوى فقدان الامل ..وهكذا نمضي مهاجرين في بلاد الله التي بدأت تضيق علينا وهكذا يكون الحنين الى بلادٍ مخطوفٌ مستقبلها، لعنة الغريب / المهاجر وبحسب كونديرا أيضاً فإنه’’كلما اشتد حنينهم كلما فرغوا أكثر من ذكرياتهم، كلما كان عوليس يزدادُ نحولاً كلّما ازداد نسيانه. لأنّ الحنين لا ينشط الذاكرة، لا يبعث الذكريات، يكتفي بذاته، عاطفته، يمتصّه، كما هو حاله، عذابه الخاص ‘‘
يااااااااه يا عمنا كونديرا كم دونت عذابنا. فلا يقتصر الامر إذاً على خطف المستقبل والامل بل إنهم يسرقون ذاكرتنا حتى ذاكرتنا يا كونديرا !! إذن سأعترف أني لم أكن اتخيل قبل هذا إن النظام الشمولي يمكن له أن يسرق حتى الماضي حتى الماضي!!!
وإذ يذكر كونديرا السوري أيضاً أن ’’ لا علاقة للانتساب الى الشيوعية بماركس ونظرياته، والمرحلة لم تفعل شيئاً آخر غير أنها لبّت أكثر الحاجات النفسية تنوعاً: (...) الحاجة للطاعة ...‘‘ فإنه يدمينا أي مرحلة يا كونديرا تلك التي تستمر نصف قرن وتجردنا من الأمل والمستقبل والذاكرة
هل بعد هذا يحق لنا ان نتحدث عن شيء اسمه وطن او حتى عن بلاد كما يناديها يوسف عبدلكي الذي هاجر ربع قرن وأيضاً الى فرنسا كما أبطال رواية الجهل
هل بامكاننا على المستوى النفسي الفردي بعد كل هذا أن نشعر أن هناك بلاد تخصنا
أن هناك بلاد لنا ذاكرة فيها، حتى ذاكرة!!
يجيب كونديرا السوري بضربة خاطفة وموجعة في الجهل التي تخصنا (قلْ لي، هل ما زال هذا البلدُ بلدنا؟)



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية ظاهرة إعلامية أم تمتلك قوى تغيير؟
- استعطاف واسترحام إلى عمنا بوش في أمر شخصي
- خدام اليوم .. مجلس الشعب أمس
- قاموس الرطانة السياسية (6): المنعطف الحاسم.. متى ينتهي ؟
- قاموس الرطانة السياسية (5) : الحوار الوطني الحوار مع الآخر
- الطغيان :جبران تويني ليس فصلاً أخير
- سوريا بعد تقرير ميليس : سلطة ومعارضة (2) هل وصل النظام محطته ...
- سوريا بعد تقرير ميليس: سلطة ومعارضة -1
- نيكاراغوا ومنها الخبر الأخير
- غداً نلتقي: غزة وحماس والسلاح غير المقدس
- وزيرالتعليم العالي يدمر مستقبلي السياسي
- سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر :الاحزاب والتشكيلات في ا ...
- سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر : الاحزاب والتشكيلات في ...
- البداية: تفكيك المقدس
- عصام المحايري حجاً مبروراً
- أعضاء مجلس الشعب : شرطة مرور
- نحن ضحايا الفكر -الدركي - سنرفع صوتنا...محتجين
- دفاعاً عن الرشوة : كي لا يبيع السوري كليته
- دروس في الاختلاف من ذاكرة مهشمة
- رغد وعبد الباري وعمي صدام


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خلف علي الخلف - كونديرا سورياً: عن البلاد التي بلا أمل