أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد رجب - ماذا تريد تركيا ؟!














المزيد.....

ماذا تريد تركيا ؟!


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 467 - 2003 / 4 / 24 - 05:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



                  

تدّعي دولة تركيا الكمالية بأنَها دولة " ديموقراطية "، ولكنها في الحقيقة دولة بوليسية لا تحترم حقوق الانسان، حيث يجري اعتقال المناهضين لخططها التوسعية وسياستها العدوانية الموّجهة أساساَ ضد الشعب الكوردي، ويتعّرض من يلقى القبض عليهم بمختلف الحجج والتهم الباطلة الى الضرب والصعق بالتيار الكهربائي وحتى الإعتداء الجنسي على أيدي قوات الشرطة، وتتدهور أحوال المعتقلين في السجون التركية على نحو خطير، وهناك تقارير كثيرة لمنظمات حقوق الانسان توكّد صحة هذا القول وتشير الى تدهور صحة السجناء  ومعاناتهم من ضعف البصر والذاكرة، والى إنتشارعمليات التعذيب الوحشية وقمع حرية التعبيرومنع استخدام اللغة الخاصة بالأكراد والأقليّات والتسبب في التوّتر المستمر في كوردستان، في جنوب شرق تركيا التي تسكنها بلا شك أغلبية كوردية.
بالرغم من تفّشي الفساد والسرقة وحالات الرشوة في مؤسسات تركيا الأتاتوركية، والوقوف في وجه القوى والتنظيمات السياسية على مختلف مشاربها، وإنكار الحقوق المشروعة للشعب الكوردي ، فإن المسؤولين الأتراك حريصون على العمل لإنضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ، و يعملون في الوقت نفسه على بسط نفوذهم شرقاَ. إذ أنّهم وبعد زوال الاتحاد السوفيتي عام 1991 راودت العديد منهم آمال بأن يتحكموا بمقدرات المناطق التي تتحّدث اللغات التركية، وهي مناطق تمتّد من البلقان الى تخوم الصين ، ولكن النجاح لم يحالفهم ، لأنّ روسيا حرصت على الإبقاء على نفوذها في مناطق عديدة من أراضي الاتحاد السوفيتي السابقة ، ممّا عرقل مآرب تركيا في تحقيق تحالفاتها الإستراتيجيّة شرقاَ.
وعلى الرغم من تبجّح تركيا بإنتهاجها سياسة علمانية صارمة، يعتقد العديد من القادة الآسيويين انّ الأتراك وبغية مقاصدهم يشجّعون الإرهاب ويساندون الجماعات الإسلامية المتطّرفة لتقويض الأنظمة في بلدانها.
وفي كل مرّة تواجه الدولة التركية إنتكاسات خائبة ، وتمنى أفكارها التوسعيّة بالخيبة والخذلان في كل الجبهات ، ومع أن تركيا تعقد الآمال للدخول الى الاتحاد الأوروبي . إلّا أنّ الاتحاد الأوروبي وبقرار من برلمانه يقول : ان تركيا لم تستكمل بعد تطبيق المعايير السياسية التي تؤّهلها لعضوية الاتحاد، ويدعو حكومتها الى تكثيف جهودها الهادفة الى تحقيق الديموقراطية.
لقد واجه ترشيح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي معارضة شديدة من قبل دول أوروبية ترى أنّه لا تزال أمام تركيا طريق طويلة من الاصلاحات في مجالات حقوق الانسان والتشريع القانوني وتقليل الفجوة الواسعة بين الفقراء والأغنياء ، كإلتزام بقواعد الإنضمام الى الاتحاد الأوروبي.
ويطلب الاتحاد الأوروبي من تركيا الكف عن التدخل في شمال العراق ( كوردستان ) ومنح الأكراد في تركيا حقوقهم السياسية من خلال توقيع تركيا على الاتفاقية الدولية الخاصة بـ " الأقليات " والغاء الأحكام العرفية المفروضة على المنطقة الكوردية ، والكف عن العمل بسرايا حماية القرى ( وهي تنظيمات كوردية كتنظيمات الجحوش التي تعاونت مع قوات النظام العراقي الدكتاتوري  تشارك القوات التركية في مقاتلة الأكراد)، والتي يرأسها الشيوخ الاقطاعيون الذين يحصلون لقاء انخراطهم وأفراد عشيرتهم في هذه السراياعلى أموال طائلة.
 يعلم أكثر الناس في كوردستان بأنّ القوات التركية اعتادت أيام الدكتاتور صدام حسين على التوّغل في عمق الأراضي العراقية في كوردستان – العراق والقيام بعمليات عسكرية جرّت المنطقة إلى أوضاع خطرة ومعّقدة. وعند مجئ حزب العدالة والتنمية الى الحكم في تركيا في الأيام الأخيرة لنظام المجرم صدام حسين ، حاولت تركيا من جانبها الإبقاء على نظام الإجرام في بغداد ، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تحرك عبدالله كول بصفته رئيساَ للوزراء آنذاك ، وزار كل من سوريا والاردن ومصر والسعودية ، وطالب  الدول المجاورة للعراق بعقد اجتماع في أنقرة لبحث ما يمكن عمله للإبقاء على صدام ونظامه الدموي بذريعة إبعاد شبح الحرب عن العراق والمنطقة ، ونظراَ لإختلاف الرأي فيه فقد باء اجتماع أنقرة بالفشل . فإن تركيا  كانت ترغب في تعزيز مصادر قوّتها ونفوذها ، وتبحث عن دور أقليمي في الشرق الأوسط في محاولة منها لبسط نفوذها واستثمار امتدادها الجغرافي والسياسي والإقتصادي والثقافي الى كل مكان في المنطقة.
ان تركيا تهدد في الوقت الحاضر بالتدخل في شؤون العراق وبالأخص في منطقة كوردستان علماَ بانّها تعلم علم اليقين بأنّ أكراد العراق لديهم مشروع واضح تم إقراره في برلمان كوردستان لا يرمي بأي شكل من الأشكال إلى إقامة دولة كوردية كما تدّعي ، وهم يعملون على إيجاد علاقات إتحادية مع الحكومة المركزية، ويناضلون في سبيل توفير الديموقراطية والحوار المتبادل بين القوميات المتآخية بدلاَ من ثقافة القمع والإرهاب ، وهم يحّبذون أن لا تكون حقوق الأكراد على حساب حقوق القوميات الأخرى، ويتطلّعون إلى المجتمع الدولي لمساعدتهم وليس التدخل في شؤونهم.
وللكورد علاقات هامة مع دول الاتحاد الاوروبي كما هي الحال مع أمريكا. أن تركيا تبحث عن حجج وذرائع للتدخل في شؤون كوردستان، وتتزايد هذه الأيام لقاءاتها وحضورها الدائم مع الدول الاقليمية المحيطة بالعراق ، بالتهديد تحت واجهة الإدّعاء بالعمل على المحافظة على وحدة الأراضي العراقية، والعودة الى عزف الاسطوانة المشروخة بالاستيلاء على الموصل وكركوك خوفاَ من" المذابح " المزعومة ضد التركمان.
لقد رحل نظام الطاغية صدام الى مزبلة التاريخ دون أن تتحقّق أحلام تركيا ، وهي تدفع بالأمور نحو الأسوأ، لأنها ترى الأجواء ملائمة لها، وما دعوة الأمير السعودي فيصل ، وعقده اجتماعاَ لدول الجوار اضافة لكل من مصر والبحرين وتحت نفس الغطاء " سلامة ووحدة الأراضي العراقية " الّا متنفساَ لحكام تركيا الشوفينيين.



#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيّون يحتفلون بسقوط الدكتاتورية البغيضة
- خانقين مدينة القوميات المتآخية في العراق تنتصر وتتحرر
- من يتحمل مسؤولية تدميرالقيم الأخلاقية و الأنسانية في المجتمع ...
- مجرومون يكذبون ويجرّون الويلات والكوارث على العراق
- جبناء ينحازون الى الطاغية صدام ونظامه العفن !
- ما هذا السخاء يا نضال حمد؟!!!
- فئة ضالة تدافع عن المجرم صدام ونظامه الدموي !
- النظام الدكتاتوري وحده يتحمل المسؤولية عن الخراب والدمار
- الأكراد الفيليون كانوا ولا يزالون في مقدمة الكفاح الوطني
- الاحتجاجات الكوردية ترعب الأعداء
- الأصوات الناعقة في سرب العداء للكورد !
- نعرة الشوفينية المقيتة ضد الكورد تتصاعد !


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد رجب - ماذا تريد تركيا ؟!