المغالطات في المنطق

محسن عزالدين البكري

الحوار المتمدن-العدد: 6631 - 2020 / 7 / 30 - 19:00
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

المغالطة هي ادعاء غير صحيح يكون مبنيا على أسس وأدلة غير سليمة مما يقود إلى نتائج خاطئة، أو قد يستند إلى أدلة صحيحة ولكنه ينطلق منها إلى استنتاجات مغلوطة وأحيانا تكون المغالطة بمحاربة فكرة مضادة قد تكون صحيحة باسلوم مغلوط لإبعاد الإنسان عن أن يصدقها أو حتى أن يطلع عليها
المغالطات المنطقية كثيرة جدا نكتفي بذكر بعضها ونذكر منها ما تقابله كثيرا
مغالطات التوسل
(1)مغالطة المرجعية مثل ان تقول سمعنا هذه المعلومة من دكتوراة يحمل شهادات كبيرة وحاصل على عدة جوائز محلية وعالمية هذا لا يعني أن المعلومة أكيدة دائما ولا يعني أنها مقدسة غير قابلة للنقد فالعبرة في الفكرة التي يقولها المتحدث وليست بشهرته وشهاداته ففارداي من اعضم علماء الكيمياء والفيزياء لم يكمل حتى تعليمه الاساسي

(2)مغالطة الأكثرية كان تقول مليارات من الناس تقول هذه الفكرة صحيحة إذن لابد أن تكون صحيحة
مثال لو أخذنا فكرة مركزية الأرض كانت الفكرة السائدة في العالم وكان نيكولاس كوبرنيكوس وحده في وسط المجتمع يقول بمركزية الشمس ويعتبر مؤسس علم الفلك الحديث محدثاً ثورة في علم الفلك المعاصر مشجعاً العلماء والباحثين على تحدي القوانين السائدة وتقديم العلم على العقائد الدوغمائية لدرجة ان احد كتبه لم يرى النور الا عند وفاته مخدثا بذالك اول ضربة للجمود الفكري وكانت ثورته التي سميت بالثورة الكوبرنيكية في عصر النهضة الأوربية ملهما لعلماء آخرين مثل جاليليو ونيوتن وكلبر حتى انتقلت بعدها إلى العالم كله

(3) مغالطة التوسل بالخوف وهذه موجودة بكثرة في مجتمعنا
مثال كان يقول قائل الدولة المدنية أو الديمقراطية أتت من الغرب والغرب كافر إذن من يتكلم بها كافر فهنا بأسلوب التخويف يمنع الآخرين من أن يقتربوا حتى من الاطلاع عليها أو سماع من يدعوا إليها
(4)توسل بالشفقة
مثل نحن متآمر علينا والجميع ضدنا والدول الاستعمارية تتربص بنا وتحيك لنا المؤامرات وقد دمرت أوطاننا وظلت ردحا طويلا من الزمن تنهب ثرواتنا إذن كل ما يأتي منهم هو امتداد لغزو واستعمار ويجب أن لا ناخذه وبهذه الطريقة لن يكون هناك مجال للتأكد من الفكره أو احيانا الحلول لأننا قمنا بتشويه مصدرها دون أن نفكر للحظة أن نناقش الفكرة
(5)التوسل بالاطراء والمدح
مثال انتم ياشعب كذا أو قبيلة كذا أعظم شعوب الأرض واشجعها وحضارتكم ام الحضارات وشراستكم ليس لها مثيل والعالم كله متعجب من تاريخكم وبسالتكم فأنتم اول حضارة عرفها العالم وانتم أبلغ الناس بالأدب والشعر وبهذا يعطيهم معلومات ليس لها أي دليل علمي ويصدقونها بسبب المدح والآطراء وكان بقية أمم وشعوب العالم على الهامش ليس فيها لا آداب ولا شجاعة ولا حضارة ولا ثقافة وهذه خرافة ابتلينا بها ويجب إعطاء كل ثقافة وكل أمة حقها بحيادية تامة

(6)—مغالطة الناقد الخائن: هذه المغالطة كثيرة جدا عندنا فهو عندما لا يجد دليلاً أو برهانا ليقدمه أو لا يجد أي شي ليتكلم فيه بسبب مستوى الجهل لديه فهو يتهم من يناقشه بأنه مع الغرب أو الشرق أو الماسونين والصهيونين والمتآمرين بينما قد يكون الموضوع طبياً أو علمياً وليس له علاقة بهذا الطرف أو ذاك بل هو متعلق بكل العالم وبقاعدة علمية واضحه،،،،، يارجل نحن لسنا مع الشرق ولا مع الغرب ((نحن مع الحقيقة أينما وجدت)) وتجد كل مداخلاته ونقاشاته لا تقدم أي أدله ولا أجوبه تبين حتى على الأقل ان هذا الشخص يمتلك ثقافة حتى وإن كان على النقيض من رأي الآخر،، بل تجد الرأي يقول واحد زائد واحد يساوي اثنين وهو يقول أنت مع الغرب أو مع شركات أحتكارية وعصابات ومؤامرات بينما المعلومة التي تعطيها تقدم أدله لا يتطرق لما قدمت من أدلة ولا يتطرق الى المعلومة أبدا،،، بل يكتفي باتهامك بالخيانة والرشوه ويطال الإتهام جميع العلماء الذين تستدل باختراعاتهم وتجاربهم وعلومهم حتى هم إذا كانت معلوماتهم سليمة فما دخل انتماؤهم الديني أو العرقي أو الشرقي أو الغربي أو الشمالي أو الجنوبي،،، والغريب يناقشك من واتساب أو فيسبوك أو أي موقع تواصل ومن جهاز صنعه هؤلاء المتآمرين عليه برمي الجهاز فوراً وعدم استخدام الموقع لكننا لا نرد بهذه الطريقة أبدا لان لغة الشتم ولغة القدح تجدها مع جميع أصناف البشر بينما لغة المنطق وتقديم الأدلة لن تجدها الا مع قليل من البشر، ونحن لا نناقش لكي نصنع العداء مع احد نحن نقوم بتوصيل الحقيقة، وحتى إن كان المناقش من النوع المغالط والمعاند فهناك المتابع الصامت الذي يستفيد من تقديم الأدلة،، والتي تحمل فوائد علمية كثيرة،، أما الآخر فلا يجد عنده الا عبارات مثلجة ونفس النغمة انت مع ومع ومع،،، أحدهم قلت له انا مستعد لأن اترك الكلام والنقاش لمدة سنة ولكن عليه بأعطاء فكرة جديدة غير مأخوذة من ثلاجة المغالطات،،، لا يبدعون أبدا حتى في قدحهم للآخر.....

إلى هنا أتوقف تابعونا في المقال اللاحق سنستكمل بقية المغالطات

ا/محسن عزالدين البكري (صديق العلم)

#محسن_عزالدين_البكري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات