أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد نجم - نحن بحاجة الى ...














المزيد.....

نحن بحاجة الى ...


اياد نجم
كاتب و باحث

(Ayad Najm)


الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 25 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع قرب كل موسم انتخابات تبدأ الخطابات الطائفية و القومية بالظهور و تبدأ هذه اللعبة السيئة بتصدر المشهد .

يحضّر الحماة و المدافعون عن الطائفة و القومية انفسهم لكل ما من شأنه ان يثير الانقسام ويعمقه في المجتمع فيظهرون بخطابات تصعيدية ويرفعون سيوفهم و يدقون طبولهم فحتى ابسط الاحداث يمكنها ان تشكل فرقاً فيتم تحشيتها و رسم سيناريوهات لها و جعلها مادة للانقسام .

الحقيقة ان مشكلة الطائفية والقومية قديمة لدينا ولك ان تراجع تاريخ بغداد في القرن الخامس الهجري مثلاً لتقرأ الفضائع بين الطائفتين اذ تتمنى انك لم ترها و لم تقرأها ، ولك ان تراجع تاريخ الاستباحة للايزيديين لتجد ما يقرب من 35 حملة ابادة كما يقول بعض الكتّاب.

فالمشكلة اذن قديمة و لكن الجديد في الامر ان السياسيين يوظفونها اليوم بشكل جيد لمصالحهم فيجعلون الشارع حلبة لصراع الديكة فيما يكونون هم المقامرون الذين يكسبون دوماً في حين تخرج الديكة مدماة و منهكة و ربما تفقد عيناً او يكسر لها جناح كما فقدنا اعيناً وكُسرت لنا اجنحة .

و حل المشكلة يكمن في ان نفكر قليلاً في الطائفة او القومية التي ننتمي لها هل كان ذلك الانتماء خياراً لنا ام اننا ولدنا هكذا ؟

و اذا كنا ولدنا مسيحيين او ايزيديين او شيعة او سنة او كاكائيين دون ان نختار و دون ان تكون لنا شجاعة ان نراجع هذا الانتماء (فمواجهة الحقيقة امر صعب) اقول اذا ولدنا كذلك دون خيار فهل ذلك مبرر كافٍ للاستعداء و التقاتل و التباري.

نحن بحاجة الى مواجهة المشكلة التي ندفع ثمنها باهضاً و يكاد يكون يومياً نحن بحاجة الى مواجهتها و ليس تغييبها بكلمات الود الكاذبة و شعارات الاخوة المستهلكة و حين نواجه هذه المشكلة سنكون قطعنا نصف الطريق.

التاريخ يقول ليس امامنا من سبيل سوى الايمان بالمواطنة كمنهج للتخلص من اعباء المسميات و الانتماءات وحين يؤمن الجميع بالمواطنة وحين تكون المواطنة احد اهم قيمنا الاجتماعية و حين تنُفذ المواطنة الى تشريعاتنا و قوانيننا سيأمن الجميع و سينعم الجميع.

فكل طائفة الان تتوجس من الطائفة الاخرى و كل قومية تتوجس من القومية الاخرى و كل ديانة تتوجس من الديانات الاخرى وهكذا ستبقى تلك التوجسات مادة سياسيو الطوائف لتصدر المشهد و العودة الى الحكم .

تلك حقيقة ان بعضنا يتوجس من البعض الاخر و الحل هو في سيادة القانون الذي لا ينظر الى هويتك بل ينظر اليك كمواطن ويعاملك على هذا الاساس وهذا الامر ليس سهل التحقق ولكنه الطريق الوحيد الذي سيخلصنا من اعباء الماضي و يحقق تعايشاً حقيقياً.

المشاكل التي نعيشها لا تتحملها الطبقة السياسية لوحدها بل المسؤولية تضامنية كما يقولون فالشعب يتحمل جزء من المسؤولية ، و اذا آمن الناس بقيمة المواطنة وحق الاخر في الحقوق التي ارى انها استحقاق طبيعي لي حينئذ سيحدث التغيير.

فالتغيير المطلوب في أساسه و حقيقته قيمّي و بحاجة الى انقلاب قيمّي في المجتمع ، يعني اننا بحاجة الى اعادة التفكير في حل مشاكلنا عبر تغيير نمط التفكير ،
اذ كنا نتمترس خلف قادتنا السياسيين ونظن انهم حماتّنا من الاخر و اتضح ان ذلك غير مجدٍ ابداً و انه ازهق الكثير من الارواح و خرب البلد لذلك علينا ان نكّف عن ذلك و ان نفكر بحلول اخرى نابعة من قيم اخرى غير تلك التي اعتدناها و دافعنا عنها طيلة ما مضى.

ما يجمعنا هو الانسانية وهي رباط وثيق يشعر كل انسان صالح به و ما يمزقنا هو التشبث بمقولات الانقسام التي تحتويها أدبيات هوياتنا الاخرى لذلك علينا ان نفكر بعقلانية و نخيط جراحنا النازفة و ننطلق من جديد مملؤين ثقة بالاخر و حباً انسانياً له فالكراهية لا تولد سوى كراهية و الاستعداء لا يولد الا استعداءاً و ذلك سيبقينا في ذات المستنقع و ذات المشكلة.

25-7-2020



#اياد_نجم (هاشتاغ)       Ayad_Najm#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوهام الوطن و الحدود
- ازمة الهويات
- في الوعي والمعنى
- حركة المسيح الاصلاحية
- الديانة الصابئية المندائية
- انا عبوة الديناميت
- نظرية في نشوء الدين


المزيد.....




- السفير التايلاندي في المغرب يكشف تفاصيل جديدة بشأن -القضية ا ...
- الصين والمجر تخططان لعقد 18 اتفاقا في مجال التجارة والصناعة ...
- شاهد: 14 جريحًا في هجوم صاروخي روسي على خاركيف في عيد الفصح ...
- ألمانيا تقاطع وفرنسا تشارك .. انقسام غربي حول تنصيب بوتين
- -إخلاء رفح غير مقبول-.. تحذيرات غربية من هجوم إسرائيلي وشيك ...
- أنطونوف يدعو واشنطن إلى إعادة النظر في خطابها العدواني تجاه ...
- -الصوت لن يخفت والكاميرا لن تكسر-.. إعلاميون على الحدود اللب ...
- مسؤول أمريكي: الجيش الإسرائيلي أسقط 40% من طائراته المسيرة ع ...
- السعودية تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف استهداف إسرائيل ل ...
- -حماس- تكشف تفاصيل ما وافقت عليه ضمن المقترح المصري القطري ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد نجم - نحن بحاجة الى ...