أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - جمالية الخطاب الروائي في رواية -غالية-للكاتبة هند الزيادي














المزيد.....

جمالية الخطاب الروائي في رواية -غالية-للكاتبة هند الزيادي


نائلة الشقراوي
إعلامية وباحثة في الحضارة والأدب العربي

(Naila Chakraoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 03:27
المحور: الادب والفن
    


يعرف سعيد يقطين الخطاب الروائي بأنه "الطريقة التي تقدم بها المادة الحكائية للرواية وقد تكون المادة الحكائية واحدة لكن ما يتغير هو الخطاب في محاولة كتابتها" وقد لمسنا حرص الكاتبة هند الزيادي في روايتها "غالية أو الرجل الذي سكن البرج مع ماتريوشكا" الصادرة عن دار زينب للنشر على تجسيد فلسفة الجمال ونمذجة اسلوبها الروائي والارتقاء به من وضعية الخطاب العادي الى الخطاب الأدبي الحديث.
الغلاف: غلاف أسود يتوسطه إطار مذهب لصورة بالأبيض والأسود تجسد ثلاث بنات ستنقل عنهن الكاتبة هند الزيادي الكثير من الأحداث المتشعبة في تماسك ،و التي تمثل محور السرد.لون يتأكد لنا لاحقا ان اختياره كان بعد دراسة لمضمون رواية ستغرقنا لاحقا في سواد التفاصيل وتهزأ من توقعاتنا حول نهايتها و تحرمنا حتى من أمل بابتسامة في آخرها ولو تشفيا بمصير الشخصيات السلبيةالعدوانية، أو فرحا باستقامة ميزان العدل ولو بعد قرون.(كنت اتمنى لو انني ساعدتك على الايمان بأن الحياة يمكن ان تكون عادلة وأن النهايات دوما من جنس العمل لكنني سأخيب ظنك) قالتها غالية بحرقة بعدما حرمت حتى من التشفي بموت شنيع لزوجة العم القاسية والتي كانت سببا لمآسي عائلتها الصغيرة .
العنوان :منحت الكاتبة روايتها عنوانا آخر كرديف للعنوان الأصلي "غالية" وهو "الرجل الذي سكن البرج مع ماتريوشكا".وغالية هي الشخصية الرئيسية وأحد الأصوات الساردة بالرواية والتي جعلت القارئ يتابع حركتها السردية السريعة بانتباه حتى لا يتسبب كسر الكاتبة للنظام الزمني في افلات بعض من تسلسل الأحداث منه .
أما الرجل الذي سكن البرج فهوالصحفي المتقاعد و السارد الثاني الذي استخدمه ذكاء الكاتبة لتوظيف تقنية الاستباق للكشف عن ما سيطرأ لاحقا من أحداث (العثور على عظام الاخت الصغرى مدفونة)
لئن اختزل العنوان الشخصيات الرئيسية فقد حدد أيضا المكان. فالبرج هو المكان الذي دارت فيه وحوله الاحداث وهو سكن فاخر لمشغلها الغني من خلاله نقف على علوية الطبقة الغنية التي تشرف من فوق على تسيير العمال والخماسة والخدم كعبيد احيانا تدفع لهم مقابل عملهم ما يسد جوعهم ويجعلهم فقط على قيد الحياة كعبيد. وقد كان لغالية علاقة وشائجية به ففيه تغير واقعها للأفضل ومن خلاله حققت بعض احلامها البسيطة في أن تنام على شبع أو تلعب او أن تهنأ ببعض الأمن بعيدا عن حياة سحقها الفقر واليتم والمعاملة الخشنة من زوجة عمها زينة .البرج ايضا كان بعد قرون سكنا للصحفي الذي لم يكن حاضرا زمن الحكاية وانما كذلك فهو ليس طرفا محايدا بها .هناك كان التداخل المقصود من الكاتبة زمنيا وكذلك في الأحداث حتى انه يتهيأ لنا بالأول اننا إزاء روايتين في رواية واحدة لنتافجأ بعدها ان الفصول التي كان يكتبها او يرويها الصحفي سيكون لها علاقة بنهاية الرواية و بعض ازماتها .الصحفي مهمته الإخبار والبحث عن الحقيقة وقد كان اداة سردية بيد الكاتبة للكشف والاعلان بأسلوب مختلف تماما عن اسلوب غالية في الحكي فهند الزيادي استعانت بتقنية ادب الترسل الذي يمنح الرواية زوايا نظر اضافية ويربط ما بين الماضي فيها والحاضر .غير أن الحقيقة التي كانت هدفا لغالية والصحفي ليست واحدة بالرواية لانها لا تشمل فقط الكشف عن مصير غزيل ومن تسبب في موتها وانما لكل شخصية حقيقتها الخاصة التي تظهر على ملامح رسمتها الكاتبة بدقة نفسيا ومظهريا وخططت لها جيدا .التخطيط هنا كان بهدف تحقيق توءمة ما بين الوصف الخارجي والداخلي او ما بين النوايا و السلوك ومستويات بلوغ كل منهما اهداف السرد الفني دلالة ومضمونا .يتجلى هذا في مقارنة سلوكات الصحفي العاطفية تجاه ابنه بسلوكات قمرة ام غالية والتي تشابهت في الاهمال و الافتقار للحنان.المشكلة إذن ليست في الفقر وصعوبة العيش واليتم والجوع والعراء فقط وانما في قسوة القلوب ."البشر أمرهم غريب لا يعرفون قيمة المحبة إلا ساعة الفراق"هكذا قال الصحفي في رسائله لابنه الميت . الحب كفكرة في أحداث الرواية كان منعدما الا في ما يخص غالية واخواتها ماعدا ذلك فكل الشخصيات تقريبا ولأسباب عديدة متعلقة بالجهل و بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في تلك الفترة لم يكن للحب قيمته ولا تأثيره في تغيير السلوكات او إضافة بقعة من البياض في مساحة متسعة من السواد تتعدد عناصره وتصبح قضايا تعالجها الكاتبة في روايتها (استغلال الاطفال وتشغيلهم ،زواج القصر،دونية المرأة ،التفاوت الطبقي..) ولئن كانت الأحداث الرئيسية زمن الاستعمار فإن القضايا التي تطرحها الكاتبة والتي استعانت في سردها بغالية والصحفي او السارد الثالث كلبه لازلت متجددة في اشكال اكثر فظاعة ولم تنتهي بالتقادم ولا بالتطور ولا بالمدنية ولم يكن استدعاء شخصيات من الماضي سوى تذكير بالحاضر ومقارنة ضمنية في مستويات التشابه بينهم في واقع انساني موحش، إذ لا ننسى ان العنوان ورد به ايضا إسم ماتريوشكا (الدمية الروسية التي ترمز للمرأة الريفية) وماتريوشكا تحتوي على 3او 4 دمى متشابهة ولكنها تختلف في الحجم ويمكن ان يرمز التشابه الى الاشتراك في الوضع والحجم الى اختلاف مستوياته او الى مستويات الحقيقة داخل البشر و التي أجمعنا على صعوبة بلوغها معرفة او تجريبا، لذلك انهت الكاتبة روايتها بجملة تكتنز المعنى ألا وهي"هذه كانت رؤيتي للحقيقة والأمر متروك لك"



#نائلة_الشقراوي (هاشتاغ)       Naila_Chakraoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيميولوجيا اللفظ والإشارة في نص -حتى- للدكتور مصطفى المدايني ...
- رواية النهار راح للدكتورة رجاء بوستة ،رواية تحتفي بمبدأ الاس ...
- 8مارس اليوم العالمي لاعتراف العالم بدونية المرأة
- المدجج بالتأويل، الشاعر عبد الفتاح بن حمودة حالة شعرية خاصة
- فينومينولوجيا التصوير السردي في رواية أمطار على افريكا
- بوكاب كتاب في أدب الرحلة للأديبة صفية قم، رحلة المعرفة والام ...
- بطعم الشاي بالنعناع يكتب وليد بن أحمد قصصه القصيرة جدا:المجم ...
- أيام إسبانية،رحلة الفتى الجنوبي نور الدين بالطيب الى فردوسه ...
- ماذا بين يد لوركا وقصائد ديوان خالد الهداجي في ديوانه مجرد ر ...
- الفكرة الشعرية ديوان سديم الورد نموذجا
- ديوان -لرجل أحببت-للشاعرة وسيلة المولهي: رسائل تشفيرية لرجل ...
- رمزية المكان في مجموعته القصصية( في أكل السحب)
- سفيان رجب السائر وراء الجنازات أم قناص جوائز ؟!
- حين تصنع وحيدة المي من الخراب مجد الفكرة والنص
- الصحفية عواطف بلدي تحاور قامة من قامات الشعر التونسي
- الصادق وجدان زير برتبة وزير عاشق
- القادر بلحاج نصر ومجموعته القصصية زطلة يا تونس /// تونس بعيو ...
- نورانيات الأنا العاشقة في ديوان وأشرق العشق لراضية الهلولي
- 10دق تكفي..للروائية رفيعة بوذينة، الرواية الجاهزة للتصوير
- فلسفة النص في مجموعة الوجه الآخر للحكاية لإبراهيم بن مراد


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - جمالية الخطاب الروائي في رواية -غالية-للكاتبة هند الزيادي