أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تحسين هاشم - الاسلام السياسي















المزيد.....

الاسلام السياسي


تحسين هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 01:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاسلام السياسي ... النشاة والتطور
منذ البدء كان الاسلام المدني حريصا على نشر الدعوة باعتبارها الدعوة الحق للدين الحق انطلاقا من قول القران ( ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين – ال عمران – 85 ) وقد سعى بتوجيه من نبي الاسلام الى نشر هذه الدعوة باللين احيانا وبالقوة احيانا اكثر ولاجل ذلك حاول ان يقاوم – اي النبي - خصومه علنا تارة من خلال الغزوات الواضحة والصريحة وتارة اخرى من خلال الاغتيالات التي اسس بها ما يسمى ( سرايا ) واشهرها سرية كعب بن الاشرف وكذلك سرية وهذه السرايا ربما هي تفسر في حقيقة الامر وحسب مفاهيمنا السياسية الان انما هي اجنحة عسكرية سرية ومن اعمال العنف الاخرى مقتل ام قرفة ومقتل النضر بن الحارث ومعه عقبة بن ابي معيط ويوم الفتح مقتل عبد الله بن خطل الذي قتل متعلقا باستار الكعبة وقتل الناس مقيس بن صبابة وربما في قصة عبد الله بن ابي السرح حيث قال محمد للناس اما كان فيكم رجل رشيد فيقتله واتم القول انه لاينبغي لنبي ان يكون له خائنة اعين صححه الالباني وكل هذه الحوادث وغيرها الكثير فاننا لا نريد الخوض في اسبابها وانما ما يهمنا النتائج كون البحث في الاسباب سوف يصطدم بالقناعات الشخصية واختلاف المذاهب الفكرية فالمؤمن سوف يرى انه الفعل الحق والاخر يعتبره جرائم قتل او لنقل هي حالات تصفية حسابات بشكل او باخر .
والحقيقة ان هذه الاعمال بغض النظر عن المسميات هي اعمال عنف تاخذ طابع الدين او الدفاع عن المقدس والذي عبر عنه بكلمة ( في سبيل الله ) تلك الجملة العجيبة التي اصبحت ستارا لكل فعل مهما كان نوعه على انه يصطبغ بصبغة الجهاد وفي سبيل الله , وان حروب دولة الرسول – حسب تعبير الاستاذ الدكتور سيد القمني - ضد اليهود في المدينة وضد قريش هي الاخرى في سبيل الله سواء اكانت حقا ام ان لها مفهوم مختلف عليه ايضا واؤكد كلمة ( اختلاف ) لان التاريخ الاسلامي مبني على ( الاختلاف ) في كل حرف وفي كل وكلمة , وبعد دولة الرسول جاءت دول الخلفاء الذين غزو البلدان ودمروا حضاراتها باسم الله والاسلام والدين فاستولوا على خيراتها وانتهبوا اهلها عبيدا واماء او ان يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون , ولا ادل من مخاطبات عمر بن الخطاب وواليه عمرو بن العاص - معروف التاريخ والنسب - حول مكتبة الاسكندرية وبذلك دمر بن العاص صرحا ثقافيا وموروثا للانسانية دون ان يعمل عقله واكرر دون ان يعمل عقله وهذه العبارة من الاهمية بمكان حيث تبنى عليها مبادئ العقيدة او الانقياد للعقيدة وتبنى عليها اساليب الطاعة العمياء في الحركات السياسية الاسلاموية كما سياتي لاحقا .
وبعد الراشدين جاء الامويون الذين اسسوا دولة بكل مفاهيم عصرها والعصور السابقة دولة تعتمد على هيكلية سياسية وادارية من انواع الملكية وفي صياغة النظام الرئاسي - حسب مفاهيم القانون الدستوري المعاصر - وبذلك لم يكن من السهل على الحركات الاسلاموية السياسية الصمود امامها مثل حركة ( ابناء محمد ) وغيرهم ممن حاولوا التعكز على قرابة النبي من اجل خلق الثورة او التمرد تحت اي مسمى فقد قضت الدولة الاموية على تلك الحركات بشتى الطرق واستطاعت ان تفرض سلطان القانون والدولة السياسية القوية .
وعلى اثر الدولة الاموية جاءت البداية الدموية لبني العباس الذين ببساطة حاولوا او انهم اتخذوا قرابتهم بمحمد النبي سبيلا للوصول الى الدولة وسدة الحكم وكانت هي الاخرى دولة قوية وذات طابع ( علماني ) بشكل او باخر وان اتخذت الدين وقرابة محمد النبي سبيلا او غطاءا في الحكم لامتصاص زخم الشعب المتطلع الى الدين في غالبيته .
ولم يكن من العسير عليهم القضاء على الحركات الاسلاموية السياسية التي ظهرت في عهدهم لانهم اسسوا نظاما قويا الا انه في اواخر النظام ظهرت حركة ربما من اهم الحركات واخطرها في الاسلام السياسي وهي حركة الحشاشين اتباع حسن الصباح .
طائفة الحشاشين او الاسماعلية النزارية :
هي طائفة إسماعيلية نزارية انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجري ( القرن الحادي عشر ميلادي ) لتدعو إلى إمامة ( نزار المصطفى لدين الله ) ومن جاء مِن نسله ، واشتهرت الطائفة بين القرنين الخامس والسابع الهجري اي القرنين الحادي عشر والثالث عشر للميلاد وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران . أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من ( قلعة آلموت ) في فارس مركزاً لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته وقد اكتسبت عداءً شديدًا مع الخلافة العباسية والفاطمية وكذلك السلاجقة والخوارزميين والزنكيين وحتى الأيوبيين بالإضافة إلى الصليبيين إلا أن الجميع فشلوا في استئصالهم طوال عشرات السنين من الحروب حيث كانت استراتيجيتهم العسكرية تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها الفدائيون والذين لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم , حيث كان هؤلاء الفدائيون يلقون الرعب في قلوب الحكام والأمراء المعادين لهم ، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت مثل الوزير ( نظام الملك ) السلجوقي والخليفة العباسي ( المسترشد ) والخليفة ( الراشد بالله )
والخليفة الراشد هو ( أبو جعفر المنصور الراشد بالله بن المسترشد بالله ) من خلفاء الدولة العباسية بويع بالخلافة بعد أبيه المسترشد بالله في 17 من ذي القعدة سنة 529هـ وحاول الخليفة الراشد الثأر لأبيه المقتول ، ولكن السلطان السلجوقي ( مسعود بن محمد بن ملكشاه ) سار إلى بغداد وحاصرها وأرغم الخليفة على الهرب إلى الموصل والاحتماء بـ ( عماد الدين زنكي ) وعندها جمع مسعود القضاة والشهود وكتب محضرا بخلعه ( شمس الدين الذهبي سير أعلام االنبلاء - مؤسسة الرسالة - ج19 - ص568 - ص573 ) واخيرا ملك بيت المقدس ( كونراد ) حتى جاء المغول بقيادة هولاكو وقضوا عليهم او كادوا ان يفعلوا , واكمل المهمة الظاهر بيبرس الذي قاتلهم في الشام ولكن الحقيقة احدا من هؤلاء لم يقض على الحشاشين لكونهم ليسوا فقط اشخاص وانما هم فكرة ستعود وتنهض تحت اي مسمى او عنوان . ان الحشاشين الاسماعليين كانوا بذرة لحركات اسلاموية اخرى ظهرت على مر الزمن ومنهم الاخوان المسلمين كما سياتي ذكره لاحقا , وقد اعتمد الصباح على الفدائيين والذين كانوا مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية والقتل وكان أكثر مايميزهم هو استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم وكان على الفدائيين الاندماج في جيش الخصم أو ان يتمكنوا من الوصول لأماكن استراتيجية تمكنهم من تنفيذ المهمات المنوطة بهم وهناك قصة مثيرة يرويها المؤرخ ( جدي السيد كمال الدين ) فيقول ان زعيم الحشاشين سنان راشد الدين في سورية أرسل مبعوثا إلى صلاح الدين الايوبي وأمره ان يسلم رسالته اليه دون حضور أحد فأمر صلاح الدين بتفتيشه وعندما لم يجدوا معه شيئا خطيرا أمر صلاح الدين بالمجلس فانفض ولم يعد ثمة سوى عدد قليل من الناس وأمر المبعوث ان ياتي برسالته ولكن المبعوث قال ( امرني سيدي الا أقدم الرسالة الا في عدم حضور أحد ) فامر صلاح الدين باخلاء القاعة تماما إلا من اثنين من المماليك يقفان عند رأسه وقال ( هات رسالتك ) ولكن المبعوث اجاب ( لقد أمرت بالا أقدم الرسالة في حضور أحد على الإطلاق ) فقال صلاح الدين ( هذان - اي المملوكين - لايفترقان عني فاذا أردت فقدم رسالتك والا فارحل ) فقال المبعوث ( لماذا لاتصرف هذين كما صرفت الاخرين ) فأجاب ( انني اعتبرهما في منزلة ) عندئذ التفت المبعوث إلى المملوكين وسألهما اذا امرتكما باسم سيدي ان تقتلا ( هذا ) فهل تفعلان فردا قائلين نعم وجردا سيفهما وقالا اأمرنا بما شئت فدهش صلاح الدين وغادر ذلك المبعوث المكان وأخذ معه هاتيك المملوكين .
وعلى طيلة ثلاث قرون نفذ الفدائيون اغتيالات ضد الأعداء المذهبيين وكذلك الاعداء السياسيين للإسماعيلة وكانت هذه الهجمات تشن في الأماكن العامة على مرأى ومسمع من الجميع لاثارة الرعب ونادرا ما ينجو الفدائيون بعد تنفيذ مهامهم بل انهم لجئوا في بعض الحالات إلى الانتحار لتجنب الوقوع في ايدي الأعداء وتلك هي العمليات الانتحارية التي يعتمدها الاخوان المسلون ومن انبثق عنهم مثل داعش والقاعدة وكانت تلك هي اولى الحركات الفدائية في حركات الاسلام السياسي التي استفاد منها حسن البنا في تاسيس جماعة الاخوان المسلمين التي هي الابن البار لطائفة الحشاشين الاسماعلية الشيعية , فقد انتهج ذات النهج والاسلوب في التاسيس والعمل على اساس التنظيم الهيكلي العنقودي – في التنظيم السري الخاص - اي بناء الخلايا الانفرادية المتسلسلة او ( العنقودية ) التي لايعرف العضو فيها اكثر من مجوعة قليلة ومحدودة من الاشخاص وهو ذات عمل تنظيم حزب الدعوة الاسلامي في العراق



#تحسين_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية العربية .. نشاتها وتطورها الحلقة الاخيرة
- سورة الاسراء الاشكالية والاحتمال 4
- العلمانية العربية .. نشاتها وتطورها 4
- العلمانية العربية .. نشاتها وتطورها 3
- سورة الاسراء الاشكالية والاحتمال 3
- سورة الاسراء الاشكالية والاحتمال 2
- العلمانية العربية - الحلقة الثانية
- سورة الاسراء الاشكالية والاحتمال 1
- العلمانية العربية


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تحسين هاشم - الاسلام السياسي