أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - موسم تصيف البيوت














المزيد.....

موسم تصيف البيوت


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6610 - 2020 / 7 / 5 - 20:40
المحور: الادب والفن
    


استجابة لدعوة القاص الاستاذ محمد خضير.. تمرين قصصيّ
...............................
بلقيس خالد

يعرض أمام عينيها أنواع السجاد :هذه سجادة لا تليق إلاّ بأقدام الأميرات .. مصنوعة ٌ مِن صوفِ بطنِ حملٍ صغير.. مبروم بدقة متناهية وممزوج بخيط حرير طبيعي.. نسّاجوها :مهرة وادي بازيريك.. انظري سيدتي دقة تقنية نسيجها .. نسجت في كل سنتيمتر مربع 36 عقدة.. لونها أحمر غامق يتناغم مع زخرفة هندسية ...
وهذه أخرى من ذات المنشأ ..أرجوك تمعني،دعي عينيك في رسوماتها،ستكونين مع غزلانها وفرسانها، ولا تلهثين من الطرادّ، ربما تقودين الغزلان إلى مكمن ..ربما يولم الفرسان وليمة َ شواء على حطب ٍ جزل ٍ من طرائدهم ..أما هذي فلا يحسن نسيجها خارج أردبيل: يتماهى النسيج مع أنامل نسّاجات جميلات، ويمتص همسات أغانيهن، فتتحول ساعات العمل الشاق إلى عزف.. على سنطور بسعة مسطبة جلوسهن، سنطور أوتاره.. خيوط النسيج الذي ألوانه من وجوههن وأنفسهن الممراحة، ومع لوعة غياب تحاول أن ترمد قناديلهن الملونة، واليك معلومة خاصة : في أردبيل، حي واحد يتميز بهذا النسيج، وفي هذا الحي يتفرد زقاقان بهذه المهارة الحرفية. سيدتي مسدّي براحتك اليمنى، ستشعرين وترين بعينيك هي ناعمة، مع تماوج حريرها يتماوج الضوء.
وهذه اخرى من سيزوار وهي من الحرير الخالص والألوان الطبيعية..نسيجها يتكون من 64 عقدة في السنتيمتر المربع.. أما هذه فهي مضرب الأمثال على الجمال المتجدد، والمفضلة لدى الأمراء والأثرياء العرب أنها من مدينة كاشان وأضع نقطة بعد كلمة كاشان. فصيتها يغني عن توصيفها،ولدي منها... نوع أحمر غامق بنقشات تسلب العقل، وكيف لا؟ وهي نقشات متوارثة من النقاش الأكبر: كمال الدين بهزاد. النوع الثاني : أزرق داكن تتهادى على حريرها الغزلان..
ولدينا سجاد من صوف اللاما الصيني مع حرير طبيعي مصبوغ بالزعفران والاقحوان الاحمر.. أي السجاد تفضلين سيدتي؟ لم تلتفت له.. ربما لم تقتنع بعد، واقفة تتأمل السجّاد ما تزال
: أميرة ٌ خلفها وصيفتان غائصتان
بثياب الحرير : حكاية تتدلى في
جداريةٍ منسوجةٍ لدى بائع السجّاد.
: أما زلت واقفت قبالة السجادة!!
والدك قريبا يعود.. عليك إنهاء عملك.. الجو حار وهذه السجادات المفروشة تصير البيت صهريجا.....
.دون ان تلتفت هزت رأسها الى الأعلى والأسفل وانحنت ..مسكت طرف سجادة مفروشة على ارضية غرفة الاستقبال طوتها.. وهي تتساءل: هل ستختنق.. الغزال؟
مستغربة تجيبها امها: أي غزال ستختنق! يبدو هذه (الصفنات) أخذت عقلك..... و فاضل زيا مات.
..................................................
فاضل زيا : طيب نفساني مشهور في سبعينات البصرة
..................................................................................
تقيم القاص الكبير الاستاذ محمد خضير
محمد خضير: نص منسوج بدقة صانع سجاد، ولعل الكاتبة أرادت المماثلة بين نسيجين، نسيج الواقع ونسيج الحلم، فانتصر نسيج الواقع المحدود بمساحة البيت وسجاداته القديمة. اعجبتني النهاية، فهي تنفتح على مفارقة جميلة مركزها "الغزال" رسول الكاتبة لقرائها على الشبكة. نخشى بالفعل ان تختنق هذه الاشارة او تختفي عند خروجنا من النص. أما الطبيب النفساني فهو رادع قوي آخر للمضي في التأويل دون احتياطات كافية. لقد وفرت الكاتبة مفاجأتها حتى النهاية.



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان / أيام فرناندو بيسووا الثلاثة الاخيرة
- رائحة الغموض
- تممظهرات الهايكو/ بلقيس خالد إنموذجا / بقلم خضر حسن خلف
- الأكفش
- بريد سورة الفاتحة
- هايكوات وقصيدة
- غفوة تشرين
- تغريدة الشعر العربي/ قراءة في قصائد الهايكو للشاعرة العراقية ...
- الثامن من آذار : مرآة المرأة العراقية
- صناعة لحظة ثقافية جديدة في البصرة
- لا تحولوا الحب ذكرى
- أشواق طائر السرد
- مرويات النهر في قناديل قصص(جنوب خط ..33)
- مروض القصائد : الشاعر عبد الرزاق حسين
- مياه وشموع
- للأغاني منطق الماء وتاريخ النخيل
- نحن ضيوف على مأدبة مظفر النواب
- وريث الثورات
- قارئة بين حياتين
- خرزة صفراء


المزيد.....




- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - موسم تصيف البيوت