صيد السمك الغبى

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 27 - 21:00
المحور: كتابات ساخرة
    

- قد يسئل سائل متابع لمسلسل انهيار اسعار النفط نتيجه المضاربه فى البورصه: هل صيد السمك الغبى , رزق ام حرام?? والسؤال فى ظاهره بلا معنى لكن بملاحظه اضافه صفه الغباء الى السمك فى السؤال سنستنتج انه مرتبط بما قدمناه فى حلقه اهل البحر والمتحولين الى قرده وخنازير..
فانت اذا كنت تتكلم عن بلدان محترمه : فالاستغفال والتحايل ممنوع بموجب القانون والعرف بكافه اشكاله وبالتالى يكون صيد السمك الغبى بمعناه البعيد لا أخلاقيا..اذكر اننى اشتريت من متجر للالكترونيات فى كندا اله حاسبه متقدمه بمبلغ 100 دولار ظنا منى انها تستطيع اجراء عمليات حسابيه هندسيه معينه فتغنينى بذلك عن شراء جهاز كمبيوتر شخصى..لم اسئل البائعه وقتها عما احتاجه لان السؤال فوق المستوى العلمى لأى بائع. اخذت الأله وعدت الى المنزل وبعد 10 ايام من المحاولات وقراءه الكتالوج والتواصل مع الشركه المصنعه باليابان , ادركت ان الاله الحاسبه التى اشتريتها لا توفى الغرض..وعندما ذهبت الى المتجر ثانيه اخبرتنى البائعه انه من حقى اعاده المنتج الالكترونى فى غضون شهر طالما لا يؤدى احتياجاتى واستبداله بآخر.. وكان المنتج الاخر الذى اقترحته البائعه هو شراء جهاز كمبيوتر محمول بمبلغ 1000 دولار..كانت حداثه اجهزه الكمبيوتر المحمول وسعرها الباهظ بالنسبه لى عقبه حقيقيه حينذاك , لكنى تخطيتها ببساطه واشتريت الكمبيوتر المحمول من البائعه بعد ان عرفت ان حقوقى كمستهلك مصونه من التاجر اولا قبل الحكومه..
وبالطبع مع مثل ذلك التاجر وفى مثل تلك البلد , تكون اجابه سؤال صيد السمك الغبى هى انه حرام فى كل الاعراف: شرعا واخلاقيا وقانونيا ويستحق فاعله ان يتحول الى قرد وخنزير وربما ملعون...
-لكن بالنسبه لأناس وبلدان تستحل المضاربه فى البورصه باموال الفقراء ويحرمون التعامل مع البنوك لصالح شركات توظيف الاموال و يتحايلون على حقوق المستهلك بكافه السبل حتى تتحول الى نقمه.. اناس من انصار القانون لا يعرف زينب والحمد لله ان المصيبه جت فى البضاعه وهلم جرا من حكم النصب والغش العلنى..فصيد السمك الغبى من أمثال هؤلاء حلال بلال وهنيأ مريئا يا ترامب انت والصين على انهيار اسعار النفط..
-وجدير بالذكر ان ترامب اعلن فى الايام الاخيره ان عدد المهددين بالبطاله فى شركات انتاج النفط الرملى الامريكى ضئيل بالنسبه للعاطلين جراء جائحه كورونا الذين بلغوا 2 مليون عاطل..جيد جدا , فانخفاض سعر النفط سيساعد الاكثريه على استعاده وظائفهم اما توقف انتاج النفط الامريكى فشئ معتاد هناك لانه مرتبط باسعار واحتياجات السوق. وكثيرا ما طالبت به حركات حمايه البيئه ولم يستطع اوباما تحقيقه او حتى التقليل من انتاجه. كما ان الامن النفطى الذى اصابنا بالهوس تغطيه الان خزانات النفط الاستراتجيه الامريكيه بكفاءه .. ومن جهه اخرى فارتباط الدولار بالنفط وهبوط سعر الاخير سيقلل من قوه الدولار امام الين واليورو مما يتيح تصدير منتجات الصناعات الثقيله التى يحاول ترامب جذبها الى الاراضى الامريكيه وبالفعل نجح فى كثير منها..وبالمناسبه انتاج النفط الرملى (10 مليون برميل سنويا) لا يمثل سوي 30% من الناتج القومى الامريكى وبحسبه بسيطه على سعر انتاج برميل نفط رملى = 30 دولار سنجدة يساوى300 مليون دولار يوميا بينما الناتج الصناعى والتجارى القومى الامريكى يمثل 700 مليون دولار يوميا بزياده متوقعه قدرها 100 مليون دولار يوميا نتيجه انخفاض اسعار النفط..اذن فالانخفاض المتوقع فى الناتج القومى الامريكى يمثل 200 مليون دولار يوميا وهو الامر الذى يمكن تعويضه من خلال التفاوض مع الصين للاستفاده من بترول ايران وفنزويلا بعد رفع العقوبات عنهم (ونفطهم الرملى فى اراضيهم الامريكيه!!).. فهل يستطيع ترامب وفريقه تحقيق ذلك ام ان فريق اوباما هم الاجدر على المساومه؟؟ سؤال ستجيب عنه الأنتخابات الامريكيه وقادم الأيام لنرى ان كنا مقبلين على سلام ام حرب جديده يشنها لوبى االنفط وشركات السلاح او رب النفط وذئبه الجائع ابدا....

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل