أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجيه مسعود - خرابيش, عن توفيق زياد, شعر-














المزيد.....

خرابيش, عن توفيق زياد, شعر-


وجيه مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6602 - 2020 / 6 / 25 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


الثقافة والكتابة
وجيه مسعود
"خرابيش, عن توفيق زياد, شعر"

بعد انقطاع دام أكثر من عشرين سنة تكون الكتابة صعبة، فالكاتبة كالعضلة بحاجة إلى تلين وحركة غير مرهقة، قبل أن تعود/تكون طبيعية، لكن من الصعب على الكاتب الذين نقطع عن الكتابة أن (يحافظ) على اتزانه، فهو يسعى بشكل (مضطربا) ليحق بركبها، ليحصل على المتعة التي فقدها، وليعوض الزمن الذي فقده، هذا ما يحصل مع "وجيه مسعود" الذي يحاول أن يسبق الزمن وأن (يلحق/يلملم) ما فقده من نصوص، متجاوزا (الكبوة)، فهو (يهمل الفواصل) فيما يقدمه، ولكن القارئ يعرف أن مثل هذه (التجاوزات) تخدم العمل أكثر مما تضره، فهي تعكس ما يحمله العقل الباطن للشاعر، وتبين أن هناك طاقة هائلة بحاجة إلى الخروج للفضاء، للحياة، لهذا هي سريعة ومتوترة، وتنتقل من موضوع/فكرة/حدث إلى آخر، من هنا تكمن أهمية ما يكتبه "وجيه مسعود"، فثقافته العالية، وحالة البؤس التي يمر بها وطنه، وما يعانيه كمواطن يعش الغربة والاغتراب، كلها تنعكس فيما يقدمه من نصوص.
العنوان يأخذنا إلى شاعر فلسطيني له أثره في الشعر والأدب، وأيضا يأخذنا على ما قدمه من نضال ومواجهة من المحتل الصهيوني، فصراع الفلسطيني مع الاحتلال الاستيطاني صراع له أكثر شكل، صراع بشيري، وصراع على الأرض، يقول الشاعر: "
"كم اود لو اكتب مثل توفيق زياد:
احب’ حبك,
احب من حبب الحب في حبك,"
استخدام مشتاق الحب ست مرات يعكس الأثر الذي تركه "توفيق زياد" على "وجيه مسعود"، فهو لا يجد ألفاظ/كلمات تليق بتوفيق غير الحب، فبدا وكأنه (فقد/أضاع) قاموسه اللغوي، فلم يجد غير لفظ/كلمة "حب" يشتق منها ويقتات عليها، لكن الفكرة تصل للقاري، فحرفي "من، في" يؤكدان على خصوصية "الحب لتوفيق" وعلى مكانته الخاصة عند "وجيه".
بعد هذا الحب يستخدم لفظ نقيض وصادم:
"و....اكرهك’
اتمنى قتلك
اود ان اتغوط على نجمة قبرك
ان ابول على من حط ازهار الخبث,, في فقاعات يهوه"
وهذا التحول في الألفاظ يعكس حالة الاضطراب عند الشاعر، فستخدم ألفاظ قاسية: "أكرهك، أقتلك"، ومؤلمة: "الخبث"، وقذرة: "أتغوط، أبول" يتناقض مع الفاتحة البيضاء والناصعة، وقد صدمنا الشاعر عندما قال "أكرهك، اتمنى قتلك، أود التغوط، أن أبول" دون أن يوضح من المقصود بهذه الألفاظ، لكن تزول الصدمة والدهشة بعد أن قال "يهوه" فالحب للشاعر الفلسطيني "توفيق زياد"، يقابله قسوة وصراع استدعى استخدام ألفاظ تناسب وطبيعة الصراع.
يقدمنا الشاعر من كاتب فلسطيني آخر "اميل حبيبي" وروايته "المتشائل":

"(فضائيو) (المتشائل) آتون

و.... تعالوا , اذهبوا, قوموا , اعملوا , اقرأوا, اشربوا , ازرعوا , احصدوا, ثوروا,

تغنوا بالغيم , اعبدوه , خمروه ,

ارقصوا عراة , في المرج"
الأفعال السريعة والمتتابعة تعكس الحالة التي يريد أن ينتهي فيها الشاعر وجود "يهوه"، لهذا يدعو إلى العمل الجسدي: "تعالوا , اذهبوا, قوموا , اعملوا، ازرعوا , احصدوا, ثوروا"، وعمل معرفي "اقرأوا"، وعمل مبهج "تغنوا، أرقصوا"، وعمل تراثي "اعبدوه، خمروه"، لكن من هو هذا الذي يريدنا الشاعر أن (نتخلى) عن معتقداتنا وأفكارنا ل"تغنوا بالغيم , اعبدوه , خمروه ,"؟، أنه الإله "حداد/البعل" ركب السحب ومنزل المطر، فالشاعر يقابل الأسطورة "يهوه" باسطورة "حداد/البعل"، وهذا يعد توازن في الصراع، فهناك اسطورة اعتمد "يهوه" يقابلها/يواجهها اسطورة "حداد/البعل"،.
والشاعر يأخذنا إلى طقوس الخصب التي أقامها الفلسطينيون احتفاء بعودة "البعل" فبقوله: "ارقصوا عراة"، أرادنا أن نكون كما كنا نحتفي/نصلي قديما "للبعل/حداد".
والمقطع الرابع يسهب في ذكر المكان:
"و........ صفد الكتاب
اللد الرسول
بيسان الصلاة
يافا الدعاء
والناصرة جسر ما بين كنعان والسماء"
قلنا في موضع غير هذا ان الفلسطيني يتماهي مع المكان، ويأخذ شكل علاقة الروح بالجسد، لهذا هناك حضور لمكان، وهذا الحضور يعكس ما يحمله الفلسطيني لفلسطين، للأرض التي أجبر على تركها/هجرتها غصبا وكرها.
تستوقفنا الطريقة التي تناول فيها الشاعر المدن الفلسطينية، فكلها متعلقة بالعبادة" صفد بالكتاب، اللد بالرسول، يافا بالدعاء، والناصرة جسر الأرض/كنعان والسماء، فالشاعر يقرن الأرض/فلسطين بالعبادة التي نتقرب بها إلى الله، فبدون الأرض لا يكون هناك عبادة.

وهناك علاقة بين فاتحة القصيدة وخاتمتها، فالبداية جاءت تتحدث عن توفيق زياد" ابن الناصرة، والخاتمة خصها النصر عن بقية المدن، فجعلها الجسر الرابط بين السماء والأرض، وهذا يعكس "الحب" الذي يكنه الشاعر "لتوفيق زيادة" ولمدينة "توفيق زياد".
القصيدة منشورة على الحوار المتمدن على هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681328



#وجيه_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرابيش : فوضى وضياع شعر
- دار’ شهله شعر - وما زلت اخربش
- خرابيش:دعابات ابي طافش عن مسلسل جلطه
- خرابش, لا اريد احد / شع
- خرابيش, عن توفيق زياد, شعر
- (الفلسطينيات) خرابيش
- خرابيش . مستفعلن. مستظرطن, شعر
- خرابيش, بعث وموات. شعر
- خرابيش, خمريات ابو طافش, شعر
- خرابيش ابو طافش: في التيه, شعر
- خرابيش: لتموز, شعر
- خرابيش: لمن تكتب ؟ شعر
- خرابيش, طافشيات,


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجيه مسعود - خرابيش, عن توفيق زياد, شعر-