بيان من سماحة الشيخ عبد الرضا الجزائري :قاطعوا الاحتلال وعملاءه !

المكتب الإعلامي للتيار الوطني الديموقراطي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 465 - 2003 / 4 / 22 - 05:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

21/4/2003
بيان من سماحة الشيخ عبد الرضا الجزائري :قاطعوا الاحتلال وعملاءه !

وصلنا البيان التالي من سماحة الشيخ عبد الرضا الجزائري من الحوزة العلمية العراقية ونحن إذ ننشر نصه الكامل أدناه ندعو جميع أصحاب السماحة من علماء الدين الوطنيين ومن جميع الطوائف مساندة مضامين هذا البيان والإعلان عن مواقفهم الرافضة للعدوان والاحتلال الأمريكي البريطاني خدمة لعراق وشعبه ودمت مجاهدا وطنيا عزيزا وشجاعا يا شيخنا عبد الرضا الجزائري .

نص البيان :

بسم الله الرّحمن الرّحيم

يا شعبنا المقاوم النبيل و جماهيرنا المجاهدة الصابرة في عراقنا الجريح المنكوب

إنّ الغزو الإنجلو أمريكي و احتلاله العسكري الاستعماري للعراق الذي نشهده هذه الأيام قد جاء تتويجاً لشراكة أمريكية إسرائيلية عمرها يناهز أربعة عقود من الزمن يعضدها تحالف قراصنة الإنجليز الخادعين .
لقد كانت بواكير الفصول التآمرية المشؤومة هذه على العراق قد بدأت بمجيء المنظمة الصهيونية لحزب البعث العفلقي للحكم في الستينات وعهد أمر تنفيذ فصلها الأول القاضي بتدمير الإنسان العراقي وبنيته البشرية إلى رئيس النظام الذي سبق إعداده لهذا الدور في المخابرات الأمريكية خارج العراق . و قد عبّر هذا الطاغية الصغير عن كامل دوره الخياني العميل في تصريحه المشهور بأنه لا يسلّم حكم العراق إلاّ بتحويله إلى أرض محروقة ينتهبها الخراب و الدمار الشامل تصبح فيه بنيته البشرية تراباً و رماداً ..

و هكذا كانت هذه المأساة البشرية التي تشهدها الساحة العراقية اليوم على يد عدوان الأمريكان و الإنجليز و قوات المارينز الإسرائيليين ، فقد ملؤوها خسفاً و دماراً ، دموعاً و آلاماً و دماءً.. 

و بذلك اختتمت سيناريو الشراكة الأمريكية الإسرائلية بتحالفها الإنجليزي فصلها الأول الذي دام قرابة أربعين عاماً من السنين العجاف في حياة العراق و العراقيين ..

وفي أجواء المحنة العظيمة التي يمر بها حالياً شعبنا العراقي المظلوم الكظيم ، ونيران فتنتها الحارقة التي يضطلع الكيد الصهيوني الماكر للأمريكان و الإنجليز بصياغة سيناريوهاتها التآمرية المدمرة للشخصية العراقية و بنيتها الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و السياسية ، نجد من الواجب الشرعي أمام الله الحميد العزيز أن نؤكد لأهلنا في العراق المستلب المنكوب على ضرورة لحاظ أمور أساسية في مجال مواجهة الطغيان الخطير لسلطة المؤامرة الأمريكية وعدوانها الصهيوني على بلادنا وأمتنا ومقدرات شعبنا الجريح :

1- مقاطعة جميع المشاريع و الأنشطة الأمريكية الرامية لتشكيل حكومة في العراق أو تقرير وضعه السياسي بأي نحو من الأنحاء سواءً كان ذلك أمريكياً خالصاً أو بتطعيم عراقي ، عسكرياً أو مدنياً ، مؤقتاً أو دائميا, و كذلك مقاطعة عملائها و المتوافقين معها و خصوصاً من وراء الكواليس من أزلام النظام السابق أم من المعارضة أم من سائر الشخصيات والفئات العراقية المتصدية ، و رفض أي نوع من أنواع التدخل أو الوصاية أو الإشراف الأمريكي على البناء المؤسسي للإدارة المدنية العراقية في الحاضر أو في المستقبل .

2-الإصرار بالطرق السياسية و الدبلوماسية الممكنة و المناسبة التي تنتهجها جماهير الشعب العراقي بمختلف جماعاتها و تشكيلاتها الوطنية على خروج القوات البريطانية و الأمريكية الغازية المحتلة نهائياً من العراق .

3- تحميل الغزو الأمريكي و البريطاني و احتلالهما العسكري مسؤولية الفوضى و أعمال السلب و الاعتداء على الأشخاص و الأموال المنظّم الذي جرى في العراق ، إضافة إلى تحميلهما مسؤولية الخراب و الدمار و القتل التي أحدثتها الحرب سواءً نجم ذلك عن هجومهما العسكري أم عن دفاع النظام العميل . بل و تحميلهما كل المآسي و الآلام و الخراب و الدماء التي طالت العراق و العراقيين مدة حكم المنظمة الصهيونية للبعث العفلقي باعتبارها من سيناريوهات الإدارة الأمريكية الصهيونية و التي تمت بمشورة الإنجليز .

4-  الإسراع في تكميل الإدارة المدنية للعراق من خلال المجالس الشعبية المحلية المنتخبة من قبل الجماهير العراقية الواعية و دعوة الكفاءات العراقية الفنية و التقنية و العلمية في الداخل و الخارج للمساهمة في إرفاد المسار الشعبي لتكوين إدارته المدنية بما لديهم من خبرات تخصصية و المساهمة في تشكيل لجانها الخدمية لمختلف مرافق الحياة المدنية التي تتطلبها الحياة الحضارية للمجتمع العراقي في واقعه المعاش .

5- الابتعاد عن كل نوع من أنواع الانتقام الشخصي أو السياسي و لو بالحق ، و تجنب أعمال التصفيات الجسدية إزاء أزلام النظام البعثي و الاكتفاء بمطالبتهم بتقديم الاعتذار إلى الشعب و إعلان التوبة و تقديم المعلومات التي بحوزتهم فيما تحتاجه وقاية البلد و الناس من الأخطار المرتقبة أو ما يفيد في بناء الإدارة المدنية للعراق ، لينخرطوا بذلك في الصفوف الجماهيرية للشعب العراقي دون أن يكون لهم حق التصدي و استلام المهام ..

6- وليُعلم بأنّ الكيد الصهيوني للأمريكان و الإنجليز يتصيّد أيّ عمل من أعمال الانتقام و التصفيات الجسدية ، ليوسّع مداها بين أبناء الشعب العراقي ، و يحولها إلى حرب أهلية ضروس لا تبقي و لا تذر ، ليثبت من خلالها عدم الكفاءة الحضارية و المدنية للشعب العراقي من جهة و ليصرف توجه الجماهير العراقية نحو مطاليبها المصيرية و حاجات بنائها الملحة و تكميل إدارتهم المدنية الكفوءة من جهة ثانية ، و ليبرروا بذلك احتلالهم للعراق و حكمه عسكرياً و أمنياً و تقرير مصيره السياسي من جهة ثالثة .

7- تجميع التوجهات العراقية المختلفة للمعارضة للفئات الاجتماعية و وحدتها على أساس الانتماء الوطني للعراق ، و التعامل مع كل طائفة أو عرق أو منطقة أو أهل دين أو أيديولوجية فكرية ، بل و كل فرد من أفراد المجتمع العراقي على أساس حق المواطنة و وحدة الأمة العراقية في المساهمة في بناء الإدارة المدنية للعراق ، و كذلك في الموقف إزاء الاحتلال و العدوان و جميع قضايا الشعب العراقي المصيرية .

8- الحيطة و الحذر من التدخلات الإقليمية في الشأن العراقي سواء من قبل دول الجوار أم غيرها ، وعدم الانجرار خلف الولاءات السياسية و الطائفية و العرقية التي تستغلها الدول الإقليمية هذه للتدخل في شؤون العراق و العراقيين ، لأنّ هذه التدخلات ستؤدي حتماً إلى تمزيق وحدة المجتمع العراقي الوطنية. هذا فضلا ًعن منع كل تدخل دولي آخر لصياغة المصير العراقي من قبل أية دولة من الدول الغربية و الشرقية ، لأنه يفرض على العراق التبعية السياسية و الثقافية للأجنبي المستغل و القاصد للسيطرة و النفوذ .

9- الابتعاد عن إطلاق الشعارات ذات الصبغة المحلية أو الطائفية أو العرقية أو التي تحمل ولاءات شخصية أو فئوية ، فإنّ هذه الشعارات مدعاة لتضعيف الموقف الوطني و تفريق وحدة الشعب العراقي الاجتماعية وتجرّعليه ألواناً من الخصومات و العداوات التي تمزق وحدة الصف الوطني للجماهير العراقية .

10- إنّ الشخصية الوطنية العراقية تمتلك مخزوناً ثقافياً إبراهيمياً قد وجد صيانته و صياغته التشريعية المتكاملة في الرسالة الإسلامية المحمدية كما وجد تدشينه السياسي و الإداري و القضائي الكريم في السيرة العادلة للحكومة العلوية ، و كذلك وجد حاضرته المدنية من قبلُ في التمصير العمريّ للعراق ، و إنّ الشعب العراقي بشخصيته الوطنية هذه و بما أوتي من نعم الله الطبيعية والموقعية  و التأريخية والسكانية، لو ترك و شأنه، لاستطاع أن يقدم للبشرية النموذج الاجتماعي الأمثل للحضارة التي تعمرها قيم الأخلاق و السلام العالمي و العيش الإنساني الرغيد .

 ((و لنبلونكم بشيءٍ من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشّر الصابرين ))

 (( إنّ الله لا يغير ما بقوم حتّى يغيروا ما بأنفسهم ))

 (( يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم والذين كفروا فتعساً لهم وأضلّ أعمالهم )) قرآن كريم

الحوزة العلمية العراقية / عبدالرضا الجزائري             

17 صفر المظفر 1424هجرية على مهاجرها السلام

 

#المكتب_الإعلامي_للتيار_الوطني_الديموقراطي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات