أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء سليمان - دماء الاستحمام














المزيد.....

دماء الاستحمام


أسماء سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 10:47
المحور: الادب والفن
    


ملاءة حوض الاستحمام بالمياه الدافئة فهي تهدئها من ضغوط العمل والحب , أحيانا كانت تجلس بالحوض دون ملئه لكن هذه المرة ستختلف عن الماضي , قررت أن تنهى حياتها داخل هذا الحوض الذي طالما ذكرها بالتابوت , الحياة بالنسبة لها أصدقاء " صدق" تقرأ صفات برجها الفلكي فترى أن مشكلتها هي البحث عن الحقيقة و استعدادها للذهاب لأي مكان لمعرفتها , يوصفها بعض الأشخاص بأنها متحررة ولا يصدقون أن جذورها لا تمتد إلى الغرب , الحب بالنسبة لها الرفيق لا يختلف كثيرا عن رفيق الكفاح , فالاثنين مستعدين للقتال من اجل فكرة أمنوا بها , تعرف أنها إذا طرحت هذا الكلام على أي شخص سيصوت عليه بقبوله , لكن رؤية الحياة من السلالم الخلفية شئ مختلف تماما , فهي لا تختلف عن تصريحات القوى الإمبريالية , فكلاهما لديه وجوه كثيره يختلف كل منهما تماما عن الأخر , تدير التلفاز لمعرفة الأحداث فتسمع الأخبار المعتادة مثل تناولها اللبن الغير مرغوب فيه مع وجبة الإفطار, تتناول الجرائد فتحس بأنها تعيش بين السيئ والجيد , تذهب إلي العمل فتجد الكثير من الضحايا بين انتهاكات الدولة والبشر لأنفسهم , يؤلمها كل هذا فتتوجه إلى الحبيب الذي يأبى أن يعرف ماذا يعنى الحب ,تخلع عنها ملابسها لتتذكر لمسات الحب الضائع بين متاهات الحياة , تحس به واقف أمامها يبتسم ببراءة طفل يداعبها بأطراف أصابعه, يبدأ بلمس وجهها والنظر بعينيها تختطفها الآلام فلا تلومه , تتذكر يوم خرجت الدماء من بين شفاهها تبتسم لترى صورتها بالمر أه , تشعر به يرتعش فينظر اليها بابتسامة طفل لا يملك من الدنيا سوى براءته , تحتضن نفسها فقد أبت أن يحتضنها غيره , تضغط على أزرار الهاتف لتسمع صوته لأخر مره فقط آمنت بالرحيل , تتذكر صعودها للسلالم الخلفية لرؤية الحياة من الباب الخلفي, تقف خلف باب طابق لا تعرف رقمه تجد موظفين عاديين يذهبون إلى أعمالهم لا يشغلهم سوى المأكل والملبس وبعض نفقات الحياة البسيطة لا يأبوا من يسكن بالطابق الذي يليهم فقد أمنوا بحياة افضل فيما بعد , تسمع القليل من الكلمات عن من يأخذوا ما ليس من حقهم ينعتوهم بشتىء الألفاظ لكنهم لا يريدون المقاومة حيث يأملون بالحياة الأبدية, تتسأل كيف سيكون العالم افضل إذا لم نسعى إليه , تقف لمدة طويلة دون أن تتفهم العديد من الأشياء , لكنها تعلم كل العلم بعدم قدرتها على العيش بهذا الطابق , لا تدرى أن كانت تصعد أم تهبط لكنها تنظر من خلف زجاج أحد الطوابق , يطرق مسامعها كلمات كثيره تعجبها جدا لكنها تنتظر للتأكد من قدرتها على العيش بينهم , تصمت حتى لا يسمع نواياها أحد , يعجبها جدا كلمة الحرية هي بسيطة فتنجذب للوقوف دون ملل , تجد شخص يتكلم عن الكفاح من أجل أمان وحرية الناس ثم يلتفت ويصفع أحد الموجودين , يأخذ أخر طرف الحديث ليكمل حوار الحرية وهو يخبئ الكأس بين يديه خشية من لاشيء , فتتسأل كيف يقولوا الحق حتى لو كان موتهم هو الثمن والخوف يعيش معهم أو داخلهم , تغمض عينيها كي لا ترى المزيد فهي ترسم لهذا الطابق شكل خاص , تقرر ألا تتمادى بالنظر كي لا تفقد إيمانها بوجود طابق قائم على الضمير , تتسأل هل يوجد فواصل بين الناس في الشرق تختلف الإجابات بين مؤيد ومعارض , يجيبها صوته في حنان الو ... الو تغيب ويغيب عنها الآلام , ترى العالم بشكل افضل لكن للحظات فقد اغلق الهاتف دون أن يشعر أنها هي , تتخلص من باقي ملابسها لتلقى بنفسها بالحوض , تسحب مشرط أحضرته من الصيدلية تخرجه من حافظته تمسك هاتفها لتكون صورته هي الأخيرة بالحياة, تحدثه قائله أحببتك تتذكر كلماته حين أخذها بين أحضانه ليعلن بأنها اجمل ما نساء الدنيا , يسقط المشرط من بين يديها تسمع صوته يهمس اليها بكلماته المعسولة ترتعش , تعتقد أنها ماتت فتتمنى أن يكون هذا الموت بين أحضانه , يرن الهاتف ليخرجها من غفوتها , تتردد بالإجابة فقد أرادت إنهاء ما بدأته , يعاود الهاتف الرنين تمد يدها من داخل حوض الاستحمام لتغلق الهاتف فيخونها القدر فترفع السماعة ليجبها " أحبك فلا تبتعدي عنى " تبكى لافتقاده كل تلك الفترة تروى له ما عانته بعيدا عنه لتخرج بعيد عن دماء الاستحمام وكل أمالها ألا تعود اليها ..............





#أسماء_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير فى مكان أمن
- مكان أمن
- السكين غريزة أساسية
- - انت اكيد فى مصر - شهادتى عن احداث الفتنة بالاسكندرية
- مواقف من قصص الحب-- ليلى و ادهم --الجزء الأول
- كباقي الطيور
- فلتسترجعى أوراقك
- شاهدة عيان


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء سليمان - دماء الاستحمام