أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء سليمان - مكان أمن














المزيد.....

مكان أمن


أسماء سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 10:54
المحور: الادب والفن
    


بحوالي الساعة الخامسة من مساء إحدى أيام القاهرة المشمسة وقفت بين صفوف مظاهرة كانت واثقة بكل شئ , وبعد ما يقرب من نصف ساعة قررت قوات الأمن أن تنهى ما أسمته بالمهزلة ,دخل الضباط محاطين ببعض الرجال مرتدين الزي المدني لضرب أي شئ بطريقهم , لم تأبى بما يحدث هتفت ضد كل رموز الفساد وطالبت بسقوطها , لفت انتباهها تسمر شخص أمامها ما بين حامى مهاجم , وبعد ما يقرب من دقيقة أمسك يدها لأخراجها من مكان التظاهر , تمسكت ببعض رفاقها خشيتا من الاختطاف أو التحرش بها كعادة الأمن ,لكنه رفع وجهها لتنظر إليه وحين رست عينها بين وجهة هتفت بشكل هستيري " تسقط رموز الاستبداد " قصدت استبداد خالد فقد كان زوجها فيما مضى وقف بين صفوف المتظاهرين معارض الظلم و ألان اصبح مهاجم , دافع عن الحريات كمقاتل لا يخاف الموت , واليوم يخنق حريتها كما فعل مع طفلهما حين أخبرته بأنها حامل , فأجابها بان الظروف لا تسمح الآن يمكن أن نفعل ذلك فيما بعد , وكأنه يقرر ألا يشترى خروف هذا العيد لأنه غالى , حين قالت أنني أريد هذا الطفل قال سأطعن في نسبه سترى من العذاب ما لم تفكري فيه , هي ألان تتذكر لقد انتهى كل شئ في ذلك المساء العكر بصيف سنه لم تتذكر كم مضى على وقتها , بنفس الوقت تعلم جيدا اليوم انه يوم 30/4 وقبل بضعة أيام احتفالهم على مرور ثلاث سنوات على هذا الحب , علمت كل العلم أنها لن تخرج من التظاهر دون إصابات بنفس الوقت لوح خالد بأنه سيحملها حتى تمر إلى مكان أمن فرفضت بشدة , لكنه لم يبتعد عنها هذه المرة مثلما فعل فيما سبق , ترى وجهه وهو يصل بالسيارة إلى جوار منزل الأسرة ويمسك يدها ويقبلها ارادة عينه أن تقول لا تبتعدي ,تسأله هل فعلا تحبني لكن السؤال لم يخرج إلي النور كطفلهما , رفضه المجتمع فمات في أحشاء أمة , فاجأتها ضربه على الرأس لتسقطها أرضا اليوم هي علمت بأنها حامل , يجب أن تجهض ذلك الحمل لكن دون مساعدة دون أن يهمس بأذنيها بكلماته المعسولة , لم يلمس يدهها في خفه لم تعرفها من قبل , دون أن ينهى كلامه بأنا أحبك فعلا فلا تفعلي هذا , لن تخرج ستموت هنا قررت ألا تذهب إلى طبيب لإجراء عملية الإجهاض , قررت أن تذوق الآلام لتكرهه , لم تكن أسرتها متأكدة من حملها لكنهم تبادلوا الحوار لأعلامها بأنهم في الجوار , لم تكن تريدهم بل أرادته لكنه رفض , حين تأكدت من حملها اتصلت بوالدتها وهى تبكى طلبت المساعدة لكن الأمر اختلف حين حضرت ألام كان القرار مختلف فقد قررت الاعتماد على نفسها , فطالما كان رأى الأسرة بأن خالد اختيارها ويجب أن تتحامل أعباء الاختيار , لا تقوى على الوقوف فقد أحست بالعديد من الأقدام تتناوب على رفسها , ابتلعت العديد من أقراص منع الحمل لإجهاض نفسها فقد كانت بالشهر الأول , طلبت من صديقه لها عذراء اخذ عينه من دمائها بعدما طلبت الأسرة الاطمئنان عليها , ألان هي وحيدة راقدا تنظر إلي سقف الحجرة تكلم طفلها " أنا احبك جدا لا تتوقع أن أعيش بعدك فأنا الآن اقتل نفسي بدلا منك " أحست دوما بالتقصير في حق الطفل الوحيد الذي امتلكته , رفعها خالد من بين عدة رجال ساعده الأصدقاء لأبعدها عن هذه الآلام , أحست ببرد شديد رغم صيف القاهرة الحار تسألت هل طفلي يموت ألان , حملها إلى رصيف قريب حوطوها الأصدقاء لحميتها , نظرت إلى دمائها ثم أغمى عليها وقبل ذلك بلحظات تسالت هل مات , تمنت أن تكون لها طفله تداعبها تهمس لها بين الحين و الأخر " ماما " فكرت بكلمات كثيره رائعة لا تقوى على عدم سماعها , همست بأذنه لم تكن طبيبي فيما مضى فهل ستكون ألان , أخذها بين يديه وقبل جبينها نظرت إليه بابتسامه صافيه وقالت أحببتك لكنك لم تبالي بحبي , لم يقوى على رأيتها وهى تتألم فاحضر اليها مسكن ورفقها إلى الطبيب للاطمئنان عليها ومواساتها , أرادت مواساته وهى تذهب إلى الصيدلية لإحضار السم حتى تقتل طفلهما الذي كل ذنبه بان أبويه ضعفاء , لم تكن تريد شيء سواك ومكان أمن .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السكين غريزة أساسية
- - انت اكيد فى مصر - شهادتى عن احداث الفتنة بالاسكندرية
- مواقف من قصص الحب-- ليلى و ادهم --الجزء الأول
- كباقي الطيور
- فلتسترجعى أوراقك
- شاهدة عيان


المزيد.....




- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...
- الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنو ...
- الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من ...
- انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي ...
- -الصليب الملتوي-: الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهو ...
- بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟
- مطربة سورية روسية تحتفل بأغنية في عيد النصر
- مركز السينما العربية يكشف برنامجه خلال مهرجان كان والنجمان ي ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء سليمان - مكان أمن