أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء سليمان - تغيير فى مكان أمن














المزيد.....

تغيير فى مكان أمن


أسماء سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 10:59
المحور: الادب والفن
    


مكان أمن

بحوالي الساعة الخامسة من مساء إحدى أيام القاهرة المشمسة وقفت بين صفوف مظاهرة كانت واثقة بكل شئ , وبعد ما يقرب من نصف ساعة قررت قوات الأمن أن تنهى ما أسمته بالمهزلة ,دخل الضباط محاطين ببعض الرجال مرتدين الزي المدني لضرب أي شئ بطريقهم , لم تأبى بما يحدث هتفت ضد كل رموز الفساد وطالبت بسقوطها , لفت انتباهها تسمر شخص أمامها ما بين حامى مهاجم , وبعد ما يقرب من دقيقة أمسك يدها لأخراجها من مكان التظاهر , تمسكت ببعض رفاقها خشيتا من الاختطاف أو التحرش بها كعادة الأمن ,لكنه رفع وجهها لتنظر إليه وحين رست عينها بين وجهة هتفت بشكل هستيري " تسقط رموز الاستبداد " قصدت استبداد خالد فقد كان زوجها فيما مضى وقف بين صفوف المتظاهرين معارض الظلم و ألان اصبح مهاجم , دافع عن الحريات كمقاتل لا يخاف الموت , واليوم يخنق حريتها كما فعل مع طفلهما حين أخبرته بأنها حامل , فأجابها بان الظروف لا تسمح الآن يمكن أن نفعل ذلك فيما بعد , وكأنه يقرر ألا يشترى خروف هذا العيد لأنه غالى , حين قالت أنني أريد هذا الطفل قال سأطعن في نسبه سترى من العذاب ما لم تفكري فيه , هي ألان تتذكر لقد انتهى كل شئ في ذلك المساء العكر بصيف سنه لم تتذكر كم مضى على وقتها , بنفس الوقت تعلم جيدا انه يوم 30/4 وقبل بضعة أيام من احتفالهم بمرور ثلاث سنوات على هذا الحب , علمت كل العلم أنها لن تخرج من التظاهر دون إصابات بنفس الوقت لوح خالد بأنه سيحملها حتى تمر إلى مكان أمن فرفضت بشدة , لكنه لم يبتعد عنها هذه المرة مثلما فعل فيما سبق , ترى وجهه وهو يصل بالسيارة إلى جوار منزل الأسرة ويمسك يدها ويقبلها , أرادت عينه أن تقول لا تبتعدي ,تسأله هل فعلا تحبني لكن السؤال لم يخرج إلي النور كطفلهما , رفضه المجتمع فمات في أحشاء أمة , فاجأتها ضربه على الرأس لتسقطها أرضا اليوم هي علمت بأنها حامل , يجب أن تجهض ذلك الحمل لكن دون مساعدته دون أن يهمس بأذنيها بكلماته المعسولة , لم يلمس يدهها في خفه لم تعرفها من قبل ولم ينهى كلامه بأنا أحبك فعلا فلا تفعلي هذا , لن تخرج ستموت هنا قررت ألا تذهب إلى طبيب لإجراء عملية الإجهاض , قررت أن تذوق الآلام لتكرهه , لم تكن أسرتها متأكدة من حملها لكنهم تبادلوا الحوار لأعلامها بأنهم في الجوار , لم تريدهم بل أرادته لكنه أبي , حين تأكدت من حملها اتصلت بوالدتها وهى تبكى طلبت المساعدة , لكن الأمر اختلف حين حضرت ألام فقد قررت الاعتماد على نفسها , فطالما كان رأى الأسرة بأن خالد اختيارها ويجب أن تتحامل أعباء الاختيار , لا تقوى على الوقوف فقد أحست بالعديد من الأقدام تتناوب على رفسها , ابتلعت العديد من أقراص منع الحمل للإجهاض أو الموت , طلبت من صديقه لها عذراء اخذ عينه من دمائها بعدما طلبت الأسرة الاطمئنان عليها , ألان هي وحيدة راقدا تنظر إلي سقف الحجرة تكلم طفلهما " أنا احبك جدا لا تتوقع أن أعيش بعدك فأنا الآن اقتل نفسي بدلا منك " أحست دوما بالتقصير في حق الطفل الوحيد الذي امتلكته , رفعها خالد من بين عدة رجال ساعده الأصدقاء لأبعدها عن مكان الآلام , أحست ببرد شديد رغم صيف القاهرة الحار تسألت هل طفلي يموت ألان , حملها إلى رصيف قريب فحوطها الأصدقاء لحميتها , نظرت إلى دمائها ثم أغمى عليها وقبل ذلك بلحظات تسألت هل مات , تمنت أن تكون لها طفله تداعبها تهمس لها بين الحين و الأخر " ماما " فكرت بكلمات كثيره رائعة لا تقوى على عدم سماعها , همست بأذنه لم تكن طبيبي فيما مضى فهل ستكون ألان , أخذها بين أحضانه وقبل جبينها , نظرت إليه بابتسامه صافيه وقالت أحببتك لكنك لم تبالي حبى , لم يقوى على رأيتها وهى تتألم فاحضر اليها مسكن ورفقها إلى الطبيب للاطمئنان عليها ومواساتها لكن ذلك فيما مضى, لم تكن تريد أكثر من مواساته حين ذهبت إلى الصيدلية لإحضار السم لقتل طفلهما الذي كل ذنبه بان أبويه ضعفاء , لم تكن تريد شيء سواه ومكان أمن .



#أسماء_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكان أمن
- السكين غريزة أساسية
- - انت اكيد فى مصر - شهادتى عن احداث الفتنة بالاسكندرية
- مواقف من قصص الحب-- ليلى و ادهم --الجزء الأول
- كباقي الطيور
- فلتسترجعى أوراقك
- شاهدة عيان


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء سليمان - تغيير فى مكان أمن